البابا فرنسيس يدعو لوقف إطلاق النار العالمي ويصلّي من أجل أرمينيا وأذربيجان

أقباط وكنائس

ضحايا
ضحايا

دعا قداسة البابا فرنسيس الثاني، بابا الفاتيكان، المجتمع الدولي إلى وقف إطلاق النار العالمي، والسماح بالسلام والأمن الضروريِّين لتقديم المساعدة الإنسانية اللازمة إلى السكان الذين تتفاقم معاناتهم بسبب حالات الصراع، وذلك بناءًا على قرار صدر مؤخرا عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

جاء ذلك في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي، خلال ترؤسه، اليوم الأحد، القداس الإلهي في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان.

وقال فرنسيس: إنه يتابع بقلق تفاقم التوترات المسلحة في منطقة القوقاز بين أرمينيا وأذربيجان خلال الأيام الأخيرة، كما يؤكد صلواته من أجل عائلات الذين فقدوا أرواحهم خلال الاشتباكات، متمنيًا أن يتم التوصل من خلال التزام المجتمع الدولي ومن خلال الحوار والإرادة الحسنة للطرفين، إلى حل سلمي دائم يحمل الخير لهذين الشعبين الحبيبين.

وألقى قداسته كلمة قال فيها: إن إنجيل اليوم، نلتقي مرّة أخرى بيسوع فيما يكلّم الجموع بالأمثال عن ملكوت السماوات، متوقفًا عند المثل الأول، مثل الزؤان الذي من خلاله يكشف لنا يسوع عن صبر الله ويفتح قلبنا على الرجاء.

وأضاف أنّ في الحقل الذي زُرع فيه الزرع الطيّب نما أيضًا الزؤان، تعبير يلخِّص جميع الأعشاب الضارة التي تسمم الأرض. فَجاءَ رَبَّ البَيتِ عَبيدُهُ، ليعرفوا من أَينَ أتى الزُّؤان، فقَالَ لَهُم: "أَحَدُ الأَعداءِ فَعَلَ ذَلِك!". فأرادوا أن يذهبوا فورًا ليقتلعوا الزؤان الذي بدأ بالنمو؛ أما رب البيت فرفض مَخافةَ أَن يقلَعوا القَمحَ فيما يَجمَعونَ الزُّؤان، مؤكدًا على أن يجب الانتظار إلى يَومِ الحَصاد، وعندها فقط يمكن فصلهما ويتمُّ حرق الزؤان. 

وتابع "يمكننا أن نقرأ في هذا المثل نظرة للتاريخ. إلى جانب الله – رب الحقل – الذي يزرع على الدوام زرعًا طيّبًا فقط، هناك عدو يزرع الزؤان لكي يعيق نموّ القمح. يتصرّف رب البيت بانفتاح وفي وضح النهار وهدفه هو الحصاد الجيّد؛ أما الآخر، أي العدو، فيستفيد من ظلمة الليل ويعمل يدفعه الحسد والعداوة لكي يدمّر كلّ شيء".

وذكر أن العدو الذي يشير إليه يسوع يملك اسمًا: إنّه الشيطان، خصم الله بامتياز؛ وهدفه هو إعاقة عمل الخلاص، وأن يعيق ملكوت الله بواسطة العمال الظالمين، وزارعي الفضائح. في الواقع إن الزرع الطيّب والزؤان لا يمثّلان الخير والشرّ بشكل مجرَّد، لا! وإنما يمثلاننا نحن البشر الذين بإمكاننا أن نتبع الله أو الشيطان.

وأكمل: " لقد كانت نيّة العبيد إزالة الشرّ فورًا، أي الأشخاص الأشرار ولكن رب البيت كان أكثر حكمة ويتحلّى ببعد نظر: عليهم أن يتعلّموا الانتظار، لأن تحمّل الاضطهادات والعداوة يشكّل جزءًا من الدعوة المسيحية.

ولفت إلى أن الشر ينبغي رفضه بالتأكيد، مؤكدًا أن الأشرار هم اشخاص ينبغي أن نتعامل معهم بصبر؛ والأمر لا يتعلّق بالتسامح المرائي الذي يخفي الإبهام والغموض وإنما بالعدالة المخففة بالرحمة. 

واستطرد قائلًا: إن كان يسوع قد جاء ليبحث عن الخطأة أكثر من الأبرار وليشفي المرضى قبل أن يشفي الأصحّاء، فينبغي أن يكون عملنا، نحن تلاميذه، موجّه لا لكي نلغي الأشرار وإنما لكي نخلّصهم. وهذا هو الصبر. 

وأوضح أنه "يقدّم إنجيل اليوم أسلوبين للعمل والإقامة في التاريخ: نظرة رب البيت من جهة، ونظرة العبيد من جهة أخرى"، مؤكدًا أن الله يدعونا لكي نتبنّى النظرة عينها، تلك التي تحدّق إلى الزرع الطيّب وتعرف كيف تحميه أيضًا بين الأعشاب المضرّة. 

ونوه بأن الله لا يتعاون مع من يذهب بحثًا عن محدوديات ونواقص الآخرين وإنما مع من يتعرّف على الخير الذي ينمو بصمت في حقل الكنيسة والتاريخ ويعزّزه إلى أن ينضج. وعندها سيكون الله وحده هو الذي يجازي الصالحين والأشرار. 

وختم البابا فرنسيس كلمته: "لتساعدنا العذراء مريم لكي نفهم صبر الله ونتشبّه به، هو الذي لا يريد ان يهلك أحد من أبنائه الذين يحبّهم محبّة أبويّة".