بعد مقتله.. تعرف على هشام الهاشمي الذي قلب موزاين الشارع العراقي

عربي ودولي

الخبير الأمني العراقي
الخبير الأمني العراقي هشام الهاشمي


مقتل النشاط والباحث السياسي العراقي هشام الهاشمي، آثار غضب الشارع العراقي بسبب مواقفه المناهضة للتدخل في شئون العراق، واعتراضه على استغلال العراق لصالح إيران.

وقالت مصادر أمنية وطبية عراقية: إن ثلاثة مسلحين يقودون دراجات نارية اعترضوا سيارة الهاشمي وأطلقوا النار عليه، ونقل بعدها إلى مستشفى ابن النفيس حيث توفي، فيما ووصف مسؤولون حكوميون مقتل الهاشمي، الذي بأنه عملية قتل عمد، لكنهم لم يوجهوا أصابع الاتهام إلى جماعة بعينها.

وتوعد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بـ"ملاحقة القتلة لينالوا جزاءهم العادل"، في حين ووصف الرئيس العراقي برهم صالح اغتيال الهاشمي بأنه "جريمة خسيسة"، وطالب في تغريدة على تويتر بـ"الكشف عن المجرمين وإحالتهم إلى العدالة".

والهاشمي يبلغ من العمر 47 عاما، وهو من ابرز الخبراء العراقيين في مجال الجماعات المسلحة وخاصة الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة وخليفته تنظيم الدولة الاسلامية.

وكان "الهاشمي" متابعا لما يشهده العراق من اضطرابات وفوضى وهزات منذ نحو عقدين من الزمن،، وعرف عنه جرأته في مناقشة القضايا الأمنية والسياسية في العراق، وقربه من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وكان أغلب كتاباته عن الشؤون السياسية وتنظيم الدولة الإسلامية ودور الفصائل المدعومة من إيران في العراق.

واعتقلت السلطات العراقية خلال حكم صدام حسين أواخر التسعينيات، بسبب "توجهاته السلفية" وأطلق سراحه عام 2002 وقبل الغزو الأمريكي للعراق بعام.

وخلال انتمائه للتيار السلفي، كان أبو بكر البغدادي قبل ان يصبح زعيم تنظيم الدولة الاسلامية من بين من يحضرون الدروس "الشرعية" لهشام الهاشمي، ولكن بعد تراجعه عن توجهاته السلفية، بات الهاشمي هدفا لمختلف الجماعات السنية المتشددة.

وخلال مرحلة الاضطرابات التي شهدتها العراق، كان الهاشمي مقيدا العديد من القادة والسياسيين، لأخذ مشورته، ومنهم الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، كما اجرى مقابلات مع الشخصيات الاسلامية المتطرفة خلف القضبان في الدول الاوروبية والشرق الأوسط في اطار بحثه في فكر وتوجهات الجماعات المتطرفة وتقديم النصح والاستشارة للمسؤولين بناء على تلك المقابلات.

وذكرت المستشارة السياسية للقيادة العسكرية الأمريكية في العراق ما بين 2007 و2010 ايما سكاي، إن الهاشمي كان محللا فذا وكاتبا غزير الانتاج ومراقبا جديرا بالاحترام للشأن العراقي، بقولها: "كان يحب بلده وفي قلبه مصلحة العراقيين بغض النظر عن انتمائهم العرقي او الطائفي".