كورونا.. شركتا ألمانية وأمريكية تكشفان عن بارقة أمل في لقاح ضد الفيروس
أعلنت الشركة
الألمانية "بيونتيك"، بالتعاون مع الشركة الأمريكية
"فايزر"، اليوم الأربعاء، أن هناك مشروع مشترك بين الشركتين، لتطوير
لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد، والذي قد حقق نتائج أولية إيجابية خلال التجارب
السريرية.
ويقوم هذا اللقاح واسمه "بي تي 162 بي
وان"، بإنتاج استجابات مناعية أقوى من الأجسام المضادة، مقارنة بالاستجابات
التي رصدت في دم أشخاص أصيبوا بالمرض، بشكل طبيعي، في وقت سابق، ثم تماثلوا
للشفاء.
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست"
الأميركية، فإن هذه النتائج غير نهائية لا تزال خاضعة للمراجعة، ولم يجر التأكد
بعد من قدرتها على حماية جسم الإنسان من الإصابة بفيروس كورونا في حال تعرض للعدوى.
وأوضح الباحث في جامعة بايلور الأميركية للطب،
بيتر جاي هوتز، أن أبرز ما جاءت به الشركتان، هو أن الارتفاع الملحوظ في الأجسام
المضادة التي تتصدى للفيروس، عند منح جرعة ثانية من اللقاح.
وأشار إلى أن الأجسام المضادة ارتفعت إلى مستوى
مهم يفوق مستويات الأجسام المضادة لدى أشخاص تعرضوا للإصابة في وقت سابق.
وسجّلت البيانات الأولية بعد فترة تجريبية سميت
بـ 1/2، والهدف خلال هذه المرحلة هو إثبات أن اللقاح غير سام ويفعّل استجابة جهاز
المناعة حتى تجّهز الجسم للتصدي للفيروس.
وشارك 45 شخصا تتراوح أعمارهم بين 18 و55 عاما
في الاختبارات التجريبية، تلقوا في
غالبيتهم جرعتين بفارق 21 يوما.
وجاء في دارسة منشورة حول هذه الاختبارات
التجريبية، أن عددا كبيرا نسبيا من المشاركين أصيبوا بارتفاع في الحرارة، لكن هذا
الأمر لا يعد مفاجئا ولا يشكل حجر عثرة.
ويعمل اللقاح على رمز جيني لجهاز الحمض النووي
الريبي يفعّل إنتاج الخلايا لأجسام مضادة خاصة بالتصدي لفيروس كورونا.
وهناك ما مجموعه 23 مشروعا على لقاحات
لكوفيد-19، فيما بدأت اختبارات سريرية على البشر، وفق جامعة لندن لحفظ الصحة والطب
المداري. وانتقل العديد من تلك اللقاحات التجريبية للمرحلة الثانية أو الثالثة وهو
ما يعني أنه تم حقنها في آلاف بل حتى عشرات آلاف المتطوعين.
ومن بين اللقاحات التي باتت في مراحل تطوير
متقدمة لقاح لشركة موديرنا الأميركية للتكنولوجيا الحيوية ولقاح لجامعة أكسفورد
بالتعاون مع مؤسسة أسترازينيكا البريطانية السويدية، وكذلك العديد من المشاريع
الصينية، مثل لقاح تطوره شركة كانسينو
للتكنولوجيا الحيوية حصل على الموافقة لبدء استخدامه في صفوف الجيش الصيني.
هذا ويواجه العالم منذ شهر يناير الماضي، أزمة متدهورة ناتجة عن تفشي فيروس كورونا، الذي بدأ انتشاره منذ ديسمبر 2019 من مدينة ووهان الصينية وأدى إلى خسائر ضخمة في كثير من قطاعات الاقتصاد خاصة النقل والسياحة والمجال الترفيهي، وانهيار البورصات العالمية وتسارع هبوط أسواق الطاقة.
وعلى مستوى العالم، تجاوز عدد الإصابات بفيروس كورونا الذي ظهر لأول مرة في وسط الصين نهاية العام الماضي لـ 10,681 مليون إصابة، بينهم أكثر من 516 ألف حالة وفاة، وأكثر من 5,850 مليون حالة شفاء.
وعُطلت الدراسة في عدد من الدول حول العالم، إلى جانب إلغاء العديد من الفعاليات والأحداث العامة وعزل مئات ملايين المواطنين وفرض قيود كلية على حركة المواطنين، كما أوقفت عدة دول الرحلات الجوية والبرية بين بعضها البعض خشية استمرار انتشار الفيروس.
وحذرت منظمة الصحة العالمية، من أن انتشار فيروس كورونا "يتسارع" ولكن تغيير مساره لا يزال ممكنا، داعية الدول إلى الانتقال إلى مرحلة "الهجوم" عبر فحص كل المشتبه بإصابتهم ووضع من خالطوهم في الحجر.
ويذكر أن الصحة العالمية، صنفت فيروس كورونا بـ"وباء عالمياً"، في يوم 11 مارس الماضي، مؤكدة على أن أعداد المصابين تتزايد بسرعة كبيرة.