الجنايات في قضية "حرق كنيسة كفر حكيم": المتهمون حرضوا الأهالي على الشر
أودعت الدائرة11 إرهاب بمحكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بأكاديمية الشرطة برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، وعضوية المستشارين حسن السايس وطارق محمود محمد، حيثيات حكمها الصادر على 9 متهمين في ضوء إعادة محاكمتهم بالقضية المعروفة إعلاميًا بـ"حرف كنيسة كفر حكيم بكرداسة".
وكانت المحكمة قد عاقبت في 2 يونيو، 7 متهمين بالسجن المشدد 15 سنة، فيما برأت متهمين آخرين، حيث قضت المحكمة بمعاقبة كل من من عبدالرووف نجم، واشرف السيد عبده، وماهر جميل عبدالعظيم، وسعيد يحيي عتريس، وصبحي ربيع عبدالعال، وحسام السيد محمود، وأشرف سعد حنفي، بالسجن المشدد لمدة 15 عاما عما أسند اليهم، ووضع المحكوم عليهم تحت مراقبة الشرطة لمدة 5 سنوات، وبراءة كلا من طارق إبراهيم أحمد وياسر سامي إسماعيل.
وأشارت حيثيات الحكم إلى أن وقائع هذه الدعوى حسبما استقرت في يقين المحكمة واطمأن إليها وجدانها مستخلصة من مطالعة الأوراق وما حوته من استدلالات وتحقيقات، وما دار بشأنها بجلسات المحاكمة تتحصل في أن ليلة يوم الأربعاء الموافق 1482013 وعلى إثر فض اعتصامي ميداني رابعة العدوية بالقاهرة والنهضة بالجيزة، واللذين كان لفضهما وقعه السيء والمرير في نفوس من تعلقت أهواؤهم بجماعة الإخوان.
وتابعت المحكمة بالقول:" منهم المنتمي إليها ومنهم المؤيد والمناصر، مما كان له بالغ الأثر في القضاء على آمال المشاركين فيهما والمؤازرين لهما في إعادة الاوضاع إلى ما كانت عليه قبل الثلاثين من يونيو، ولأن هذا الفض جاء على خلاف ما يرغبون، فقد حمل في فحواه معنى الهزيمة وكسر الشوكة لجماعة الإخوان، وهو ما دفع المتهمون ماهر جميل القهاوي(التاسع والعشرين)، وعماد هرام القهاوي(الثاني والعشرين)، والشيخ ماهر جميل (التاسع والعشرون)، وسعيد عتريس (التاسع والثلاثون) المنتمون لجماعة الإخوان المسلمين بمنطقة كفر حكيم إلى إطلاق صيحات تحريضية عبر مكبرات الصوت بالمساجد يدعون فيها الأهالي إلى التجمع أمام مسجد أبو شكر للخروج في مسيرة كبيرة للاعتراض على فض اعتصام رابعة، وتحريض الأهالي على إحراق الكنيسة بدعوى أن الدين الإسلامي في خطرو أن المسيحيين هم الذين فوضوا المسئولين في قتل المسلمين في رابعة.
وأوردت أنهم "صوروا الأمر على أن ما فعله رجال الشرطة من فض الاعتصام بالقوة في رابعة كان بإيعاز من المسيحيين، ودعوا إلى الاعتداء على المسيحيين، وهدم منازلهم، وحرق الكنيسة، فاستجاب بعض الأهالي لدعوتهم، واحتشد المتهمون عبد الرؤوف نجم أبو عبد الله السنوسي (الثاني عشر بأمر الإحالة)، وماهر جميل عبد العظيم القهاوي (التاسع والعشرون بأمر الإحالة)، وعماد هرام القهاوي وصحة اسمه "أشرف السيد عبده محمد"(الثاني والعشرين بأمر الإحالة)، وسعيد يحيى عتريس (التاسع والثلاثون بأمر الإحالة)، وصبحي ربيع عبد العال (الثالث والأربعون بأمر الإحالة)، وأشرف السيد زهران وصحة اسمه "حسام السيد محمود السيد زهران" وشهرته "أشرف" (السابع والخمسون بأمر الإحالة)، وشريف سعد حنفي وصحة اسمه "أشرف سعد حنفي" وشهرته "شريف" (الحادي والستون بأمر الإحالة)، وآخرون سبق الحكم عليهم وآخرون مجهولون من عناصر جماعة الإخوان والقيادات الإسلامية المتشددة بكفر حكيم في تجمهر غير مشروع مؤلف من أكثر من ألف شخص".
ووصفت المحكمة التجمهر بالقول: "انصاعوا لنوافير الشر يحملون الأسلحة النارية والأسلحة البيضاء والعصي وزجاجات المولوتوف على نحو جعل السلم العام في خطر، وتوافقت إراداتهم وتوحدت على وجوب التجمهر أمام كنيسة السيدة العذراء بكفر حكيم بغرض التعدي على المسيحيين وإحراق الكنيسة وتخريبها واقتحامها، وأخذوا وجهتهم صوب الكنيسة تجمعهم العداوة والبغضاء وهم يرددون هتافات "إسلامية إسلامية -الله أكبر الله أكبر – يسقط حكم العسكر، ويسبون الجيش والشرطة".
وأثناء سيرهم كانوا يقذفون منازل المسيحيين بالحجارة، ويطلقون الأعيرة النارية في الهواء لإرهاب الأهالي للحيلولة دون ضبطهم ومنعهم من التدخل، وليتمكنوا من ارتكاب جرائمهم، وهاجم المتجمهرون الكنيسة بالأسلحة النارية وكسر أحدهم نافذتها بالطابق الأرضي ودلف منها إلى قاعة المناسبات وقام بفتح الباب من الداخل، فاقتحمها المفتحمون وأشعلوا أنابيب البوتاجاز، وزجاجات مولوتوف وعبوات من البنزين كانوا يحملونها وأضرموا النيران في الكنيسة، بينما كان يقف خارجها آخرون يقذفون المبنى بزجاجات المولوتوف، وذلك بغرض إحداث الفتنة الطائفية والفوضى في البلاد تحقيقًا للغرض من التجمهر، وقد شارك المتهمون في هذا التجمهر مع علمهم بالغرض منه واتجهت إرادتهم إلى تحقيقها، وقد وقعت جرائم تنفيذًا للغرض المقصود من التجمهر فحاز وأحرز المتجمهرون أسلحة نارية بعضها بغير ترخيص والبعض الآخر مما لا يجوز الترخيص بحيازتها أو إحرازها (بنادق آلية، وأفردة خرطوش) أسلحة بيضاء (مطاوي، وأدوات وآلات وعصي وقطع حديدية) مما تستعمل في الاعتداء على الأشخاص دون مسوغ من الضرورة المهنية أو الحرفية في أماكن التجمعات بقصد استعمالها في الإخلال بالأمن والنظام العام، وأطلقوا وابلًا من الأعيرة النارية لإرهاب المواطنين ومنعهم من التدخل لإنقاذ الكنيسة ليتمكنوا من إتمام مقصدهم وإشعال النيران بها.
كما منعوا سيارات الإطفاء من ممارسة عملها، مما أخل بالأمن والنظام العام وأحدث الفوضى وألقى الرعب في النفوس، وانصرفت إرادتهم إلى التخريب العمدى لمبنى الكنيسة ومحتوياتها والتي يقام بها شعائر الديانة المسيحية ولها حرمة عند أبناء الديانة المسيحية مع علمهم بذلك، فألقوا على المبنى زجاجات المولوتوف والحجارة، وأضرموا فيه النيران فاشتعلت الكنيسة واحترقت بعض أجزائها وعاثوا فيها فسادًا وإفسادًا، وكان ذلك تنفيذًا لما توافقوا عليه من وجوب الانتقام من المسيحيين، بقصد إشاعة الفوضى وإحداث الفتنة الطائفية تحقيقًا للغرض من التجمهر. وتراوح قيمة ما تم تخريبه من 600 ألف إلى 800 ألف جنيه، وواصلوا جرائمهم بقصد تنفيذ الغرض المقصود من التجمهر، فعقب اقتحام المتجمهرين الكنيسة قاموا بسرقة منقولاتها بنية تملكها مع علمهم بأنها مملوكة للكنيسة، وقد ارتكب جريمة السرقة عدة أشخاص من المشاركين في التجمهر والمجتمعين أمام الكنيسة حال حمل بعضهم أسلحة نارية وبيضاء، وهو ما جرأ الجناة لشعور كل منهم بأن زملاءه في التجمهر يشدون أزره مما سهل تنفيذ السرقة.
وقد وقعت جميع تلك الجرائم من المشاركين في التجمهر تنفيذًا للغرض منه مع علمهم بهذا الغرض، وكانت نية الاعتداء قد جمعتهم وظلت تصاحبهم حتى نفذوا غرضهم المذكور، ووقعت نتيجة نشاط إجرامي من طبيعة واحدة، ولم تكن جرائم استقل بها أحد المتجمهرين لحسابه، ووقعت جميعها حال التجمهر وأدى إليها السير العادي للأمور ولم يكن الالتجاء إليها بعيدًا عن المألوف الذي يصح أن يفترض معه أن غيرهم من المشتركين في التجمهر قد توقعوه، وبذلك تضحى أركان جريمة التجمهر على الوجه الذي عرفها به القانون قد تحققت، وتحققت بالتالي صور الاشتراك في الجرائم التي يرتكبها أي من المتجمهرين وتسرى في حق جميع المشاركين فيه على نحو ما ورد بقانون التجمهر رقم 10 لسنة 1914 بحيث تسوغ محاسبتهم عليه باعتبارهم من المشاركين في التجمهر عن إرادة حرة وعلم بأغراضه.
وكان السلوك الإجرامي في جرائم الحريق والتخريب والإتلاف التي ارتكبها المتهمون قد تضمن استخدام القوة، مع علمهم بأن هذا السلوك من شأنه ومن طبيعته أن يؤدى إلى المساس بحقوق ومصالح المجتمع والتي تتمثل في الحق في الحياة والحق في الأمن، والإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر، مما يقطع بأن ما ارتكبه المتهمون من جرائم كانت بقصد إرهابي.
وتعرف شهود الواقعة على المتهمين وحددوا الأفعال المادية التي ارتكبها كل منهم أثناء التجمهر، كما أكدت التحريات التي أجراها الرائد مصطفى عبد العظيم زيدان "بفرقة مباحث شمال أكتوبر"مشاركة المتهمين في التجمهر والهجوم على مبنى الكنيسة واضرام النيران به وتخريبه وسرقة محتوياته حال استخدامهم الأسلحة النارية، وقام الرائد أحمد جاد الله جميل يوسف الضابط بقطاع الأمن الوطني بتقديم محضر تحرياته الذي ضمنه قيام المتهمين بأعمال عدائية إرهابية لتهديد وترويع المواطنين والإخلال بالنظام العام بالبلاد من خلال القيام بأعمال العنف والشغب واقتحام كنيسة السيدة العذراء مريم بكفر حكيم مركز كرداسة وحدد أسماء المتهمين ودور كل منهم؛ وتضمن تقرير المعامل الجنائية معاينة كنيسة السيدة العذراء بكفر حكيم، وإثبات وجود آثار تكسير بزجاج جميع نوافذ وشرفات المبنى، وإتلاف وبعثرة وتحطيم وتكسير جميع منقولات المكان، واحتراق وتفحم أماكن متفرقة بالمبنى، وأن الحريق شب نتيجة إيصال مصدر حراري سريع ذو لهب مكشوف.
وذكرت الحيثيات، ما جاء في تقرير المعامل الجنائية رقم 94102013، الذي أشار إلى أنه بمعاينة كنيسة السيدة العذراء بكفر حكيم تبين أنه مبنى مكون من أربعة طوابق:
- الطابق الرابع من البناء والأخشاب يؤدي إليها عدد من الأبواب تبين نزعها من أماكن تثبيتها وتثبيت ألواح من الصاج على معظم المنافذ عقب الحادث.
- الطابق الأرضي يستغل كقاعة مناسبات ومشغل ملابس.
- الطابق الأول يحتوي على قاعة لتعليم الأطفال ومخزن الكنيسة.
- الطابق الثاني يحتوي على قاعة العبادة الرئيسية.
- الطابق الثالث يحتوي على قاعة العبادة الفرعية.
- الطابق الرابع يستغل كحضانة أطفال.
- وتبين وجود آثار تكسير بزجاج جميع نوافذ وشرفات المبنى، وإتلاف بعثرة وتحطيم وتكسير بمحتويات جميع الطوابق من كشافات الإضاءة ودورات المياه وأجهزة التكييف، وجميع منقولات المكان، واحتراق وتفحم محتويات ومكونات الطابق الأرضي وبعض أماكن متفرقة بالمبنى.
- والحريق بدأ وتركز بمحتويات ومكونات الطابق الأرضي وعدد من الأماكن المتفرقة بمحتويات طوابق المبنى.
- الحريق شب نتيجة إيصال مصدر حراري سريع ذو لهب مكشوف كلهب ورقة مشتعلة أو كهنة مشتعلة، أو ما شابه ذلك بمحتويات مناطق البداية.
- وتعذر تحديد ما إذا كان قد استخدم مادة معجلة من عدمه لطول الفترة الزمنية بين الحادث والتمكن من إجراء المعاينة.
ولفتت الحيثيات لورود كتاب مطرانية السادس من أكتوبر وأوسيم للأقباط الأرثوذكس مؤرخ 3012020 يتضمن أن كنيسة السيدة العذراء مريم بكفر حكيم بمحافظة الجيزة والتابعة لإبراشية السادس من أكتوبر وأوسيم قائمة منذ 2004 ميلادية وتقام بها الشعائر الدينية والصلاة، وكانت الكنيسة قد تعرضت للحريق من قبل الجماعات الإرهابية، وقام الجيش بإعادة ترميمها مرة أخرى.