الكنيسة تُحيي تذكار رحيل البابا داميانوس السكندري الـ 35 من بطاركتها
تُحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية؛ برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الخميس، تذكار رحيل البابا داميانوس السكندري الـ 35 من بطاركة الكنيسة.
وبحسب كتاب التاريخ الكنسي (السنكسار)، تحتفل الكنيسة بتذكار رحيله في 18 بؤونة من كل عام قبطي
والبابا داميانوس السكندري هو من مواليد محافظة الإسكندرية من ابوين مسيحيين، حيث ربياه تربية مسيحية حقيقية، فاشتاق منذ صغره إلى الحياة الرهبانية، وعندما كَبر ذهب إلى برية شيهيت وترَّهب ثم ذهب إلى دير الآباء غربي الإسكندرية وسكن وازداد في نسكه.
وعندما جلس البابا بطرس الرابع والثلاثون على الكرسي المرقسي، استدعاه وجعله سكرتيرًا له، فسار سيرة حسنة حتى أحبه الجميع، وبعد نياحة البابا بطرس اتفق رأى الأساقفة على رسامته بطريركًا وتمت رسامته في 2 أبيب 285 للشهداء الموافق عام 569م، فأحسن رعاية شعبه وكتب رسائل بابوية وميامر تعليمية.
قاوم البطريرك داميانوس من بُقي من أتباع ميلتس الذين اشتهروا بالأعمال الرديئة، وعندما اعتلى بطرس كرسي أنطاكية كتب رسالة للبابا داميانوس السكندري ضمت بعض الأخطاء اللاهوتية، فكتب إليه رسالة ضمنها العقيدة الصحيحة، ونظرًا لأن بطريرك أنطاكية لم يرد أن يرجع عن ضلالته، فعقد البابا الإسكندري مجمعًا حكم عليه بالحرمان وعدم ذكر اسمه في القداس.
وعندما أكمل البابا داميانوس سعيه الصالح تنيَّح بسلام (رحل) في عام 321 للشهداء الموافق 605م بعد أن جلس على الكرسي المرقسي ما يقرب من 36 سنة.
ومن سياق منفصل، إحتفلت الكنيسة القبطية، أمس الأربعاء، افتتاح الكاتدرائية المرقسية الجديدة بدير الأنبا رويس وهو حدث مهم وقع في عام ١٩٦٨ وهي السنة العاشرة لحبرية البابا كيرلس السادس.
والكاتدرائية التي تم افتتحاها آنذاك هي تقع في منطقة العباسية حاليًا بدير الأنبا رويس الذي كان يُعرف أيضًا بدير الخندق، وقد أقيم لهذه المناسبة ولمناسبة عودة رفات القديس مرقس الرسول من روما بعد أن ظل في مدينة البندقية بإيطاليا ١١ قرنًا.
حمل البابا صندوق الرفات وأتى به إلى دير الأنبا رويس والمقامة على أرضه الكاتدرائية المرقسية الجديدة التي افتتحها البابا، في اليوم السابق مباشرة قد وضع البابا رفات مارمرقس على مائدة في منتصف شرقية هيكل الكاتدرائية الجديدة، وظل كذلك طوال مدة القداس الحبري الحافل الذي رأسه البابا كيرلس وبعد القداس نزل البابا في موكب رسمي يحمل صندوق الرفات إلى المزار الجميل المعد له تحت الهيكل الكبير ووضع الصندوق في جسم المذبح الرخامي القائم في وسط المزار وغطى بغطاء رخامي ومن فوقه مائدة المذبح وأنشدت فرق مختلفة ألحانًا مناسبة تحية لمارمرقس بسبع لغات مختلفة، وكان يوما سعيدًا من أسعد الأيام التي شهدتها مصر وكنيسة الإسكندرية والكرازة المرقسية.
وأقيم احتفال ديني كبير رأسه البابا كيرلس السادس وشهده الرئيس جمال عبد الناصر والإمبراطور هيلاسلاسي الأول إمبراطور أثيوبيا وعدد كبير من رؤساء الأديان ومندوبي الكنائس في كل العالم كان من بينهم البطريرك مار أغناطيوس يعقوب الثالث بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، وقد ألقيت كلمات هامة وبلغات مختلفة لهذه المناسبة وقد عبَّر الكل عن فرحتهم بهذا اليوم السعيد وحيوا كنيسة الإسكندرية ذات التاريخ المجيد تحية تقدير وإكبار.
وفي نهاية الكلمات انتقل البابا ومعه رئيس الجمهورية وإمبراطور أثيوبيا إلى مدخل الكاتدرائية الجديدة وأزاحوا الستار عن اللوحة التذكارية التي أقيمت تخليدًا لهذا اليوم التاريخي، وقد شهد الحفل الصحفيون ومندوبو وكالات الأنباء العالمية والإذاعة والتليفزيون فضلًا عن ستة آلاف بين مصريين وأجانب.