"فلويد" جديد في تركيا.. "باريش" قتل لأنه يسمع لأغاني بلغته الكردية
لم تكن جريمة فلويد في الولايات المتحدة هي الجريمة العنصرية الوحيدة التي اهتز لها العالم في الأيام الماضية، فإذا كان فلويد قتل في أمريكا لأن لونه الأسمر مختلف عن من قتلوه، إلا أن اسطنبول التركية حدثت بها جريمة ضد شاب كردي لمجرد لغته الكردية المختلفة، وسط خطاب الحشد التصعيدي التي تمارسه الآلة الإعلامية لحزب العدالة والتنمية الحاكم ضد الأكراد، والتي تسببت في حملتين عسكريتين هما غصن الزيتون ضد مدينة عفرين ونبع السلام في شمالي سوريا ضد الوجود الكردي هناك.
وكشف دلكش رسول، الإداري في قوات الأسايش "الأمن الداخلي" الكردية في شمال سوريا، أن الشاب باريش جاكان هو شاب كردي لم يتجاوز العشرين سنة فقد حياته إثر تعرضه لطعنات بالسكاكين في جسده وقلبه من قبل ثلاث اشخاص من العنصريينالأتراك في أنقرة فقط لأنه كان يستمع لأغاني كردية.
وأكد رسول في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن الجريمة ارتكبت حوالي الساعة 10:30 مساءً، في 1 يونيو 2020، عندما تعرض شاب كوردي من قبل ثلاثة أتراك للهجوم لأنه سمع موسيقى كوردية مع بعض أصدقائه في حديقة عامة في أنقرة تدعى (إتيمسجوت)، وبعد عملية طعنه نقل إلى المستشفى، وتوفي متأثرا بجراحه في المستشفى.
وأضاف الإداري في قوات الأسايش "الأمن الداخلي" الكردية في شمال سوريا، أن بعض النشطاء الأكراد دشنوا حملة لا للعنصرية على مواقع التواصل الاجتماعي لأخذ حقوق الشاب الكردي المقتول بسبب العنصرية، من ثلاثة شبان أتراك وكانت جريمته الوحيدة أنه يحافظ على تراثه ويستمع إلى موسيقى كردية بلغته الأم.
بينما أكدت ليلى خالد، السياسية الكردية بحي الشيخ مقصود، والقيادية في علاقات المرأة الدبلوماسية في مؤتمر ستار بحلب، أن جريمة الشاب الكردي باريش على يد الاتراك العنصريين بسبب انتمائه القومي واستماعه للموسيقا والغناء الكردي، هي نفس جريمةالامربكي الذي قتل على يد شرطي بسبب لون بشرته، حيث ففي انقرة اقدم ثلاث شبان اتراك بارتكاب جريمة مروعة بطعن شاب كردي بسبب سماعه للموسيقا والاغاني الكردية.
وبينت خالد في حديثها لـ"الفجر"، أن سياسة تركيا هي سياسة عنصرية شوفينية ولهم قناعة أنهم الشعب الوحيد الذي يستحق الحياة وباقي الشعوب هم عبيد ويستحقون الموت، حزب العدالة والتنمية والجيش التركي لا زال يمارس أبشع السياسات بحق الكرد وذلك بهدف إصهارهم وإمحائهم.
وأضافت السياسية الكردية بحي الشيخ مقصود، والقيادية في علاقات المرأة الدبلوماسية في مؤتمر ستار بحلب، أن ثقافة حزب العدابة والتنمية هي متابعة لثقافة العثمانيين المرتكزة على مبادى القتل السلب والنهب وثقافة سبي النساء واحتلال مساحات من آراضي دولة الجوار ولازال الجيش التركي المحتل وفصائله المرتزقة المسلحة التابعة له يستمرون في ارتكاب الانتهاكات بحق المدنيين واستيلاء اراضيهم تحت الضغط والتهديد
وأوضحت خالد، أن الجريمة الأخيرة تضاف إلى سجل الجرائم التركية بحق الأكراد عن جرائم الخطف والتعذيب ونشر مقاطع تعذيب المختطفين لاجبار ذويهم على دفع الفدية، حتى الطبيعة لم تسلم من حقدهم وارهابهم حيث يقومون وبشكل مستمر ويومي بقطع أشجاالزيتون والاشجار الحراجية وحرق مساحات واسعة وذلك بهدف طمس الهوية الكرديةومحو تاريخهم واصالة منطقتهم وضمها للاراضي التركي، والجريمة الأخيرة أثبتت أمام العالم أجمع أن الحقد التركي لا يقتصر على المناطق التي احتلتها الآلة العسكرية التركية فقط، ولكنها تعدت هذا المستوى من الجريمة بكثير فأصبح أينما وجد الكردي وجد الارهاب التركي.