من اللجوء إلى الحجر الصحي.. "موسى فكي" رجل القانون الذي يرأس مفوضية الإتحاد الإفريقي
ولد موسى فكي في بلدة بيلتين بشرق تشاد في 1 يونيو 1960، وينتمي لقبيلة الزغاوة وينتمي إلى نفس المجموعة العرقية التي ينتمي إليها الرئيس ديبي، والتي ينتمي إليها عدد من السياسيين مثل مني أركو مناوي رئيس حركة جيش تحرير السودان جبهة مني مناوي وكل من جبريل إبراهيم وخليل إبراهيم رئيسا حركة العدل والمساواة السودانية، وهي حركات رئيسية في الصراع في دارفور، واستكمل تعليمه في خارج تشاد حيث التحق بجامعة برازافيل في جمهورية الكونغو، وهناك درس القانون، كما درس فكي العلوم القانونية في فرنسا وحصل على الدكتوراة في القانون العام.
*فكي في المنفى
ذهب فكي إلى المنفى عندما تولى حسين حبري السلطة في 7 يونيو 1982 وانضم إلى المجلس الثوري الديمقراطي برئاسة الشيخ ابن عمر، وكان فكي في صفوف المعارضة وهرب خوفا من المجازر التي ارتكبها حبري للتخلص من المعارضة، والتي أدين بسببها بارتكاب جرائم حرب وأخرى ضد الإنسانية، قضت فيها المحكمة الإفريقية الخاصة بالسجن المؤبد عام 2016 ومع ذلك، لم يعد إلى تشاد عندما انضم الشيخ إلى حبري في عام 1988، ولكن عاد في النهاية في 7 يونيو 1991، بعد تولي الرئيس إدريس ديبي السلطة، ويصف فكي وقت لجوئه السياسي ونفيه، له أثر كبير في نفسه كونه "كان لسنوات عديدة لاجئ وعاش الحرمان".
تدرج فكي بعد رئاسة ديبي للبلاد، فأصبح المدير العام لوزارتين قبل أن يشغل منصب المدير العام لشركة السكر الوطنية (سوناسوت) بين عامي 1996 و1999، ثم شغل منصب مدير ديوان رئيس الجمهورية ديبي من مارس 1999 إلى يوليو 2002، وكان مدير حملة ديبي للانتخابات الرئاسية في مايو 2001.
*رئيس وزراء تشاد
تغيرت دور فكي بعد نجاح إدريس ديبي في الإنتخابات، حيث حصل فكي على منصب وزيرًا للأشغال العامة والنقل في حكومة رئيس الوزراء هارون كبدي، الذي عُيّن في 12 يونيو 2002، بعد عام في ذلك المنصب، عينه ديبي رئيسًا للوزراء في 24 يونيو 2003، ليحل محل كبدي. كان تعيين فكي غير عادي لأنه، مع كون فكي شماليًا، كان يعني أن يكون كل من الرئيس ورئيس الوزراء من الشمال ؛ عادة ما يُمنح منصب رئيس الوزراء لجنوبي من أجل موازنة حقيقة أن ديبي الشمالي، كان يشغل منصب الرئاسة.
جاءت استقالة فكي عام 2005 وسط إضراب الخدمة المدنية، ورغم أنه لم يعط أي سبب رسمي لرحيله، لكن استقالته جاءت بعد أشهر من الإضرابات من قبل المعلمين غير المأجورين والعاملين الصحيين وموظفي وزارة المالية، تم استبدال وزيري التعليم والاقتصاد في نفس الوقت، كان رئيس الوزراء مستاء جدا لأنه لم يكن لديه المال لدفع رواتب موظفي الخدمة المدنية، وإمكانية أن يدير حكومته بدون المال لدفعها للموظفين..
*دوره السياسي بعد رئاسة الوزراء
لم ينتهي دور فكي السياسي بعد استقالته من رئاسة الوزراء، حيث ترشح فكي كعضو في المجلس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي في 19 يناير 2007، وثم تم انتخابه رئيسًا للمجلس في منتصف فبراير 2007، وفي حكومة رئيس الوزراء يوسف صالح عباس، الذي أُعلن في 23 أبريل 2008، تم تعيينه وزيرًا للخارجية.
*أعلى منصب تنفيذي بالقارة
اعتلى فكي أعلى أفرع مناصب الإتحاد الأفريقي عام 2017 ليصبح يصبح الرئيس الخامس للمفوضية والمرشح الثاني لوسط أفريقيا. أول أفريقيا الوسطى كان جان بينغ من الغابون الذي شغل منصب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي بين عامي 2008 و2012، وتعتبر مفوضية الاتحاد الأفريقي تعتبر الأمانة العامة في الاتحاد الأفريقي، وعلى غرار المفوضية الأوروبية، تمثل هذه المفوضية الجهاز التنفيذي للاتحاد، أعضاء المفوضية هم 10 أشخاص حيث يوجد رئيس ونائب رئيس وثمانية مفوضين، ويتمثل دور المفوضية ورئيسها هو تمثيل الاتحاد الأفريقي والدفاع عن مصالحه تحت رعاية المؤتمر والمجلس التنفيذي.
*دور إفريقي حيوي
لعب فكي دور هام داخل القارة منذ اعتلاؤه لمنصب وزارة خارجية بلاده، واضطلع فكي بدور مهم في التصدي لمجموعة "بوكوحرام" الإرهابية النيجيرية والمجموعات المسلحة الأخرى في الساحل، كما ترأس مجلس الأمن بالأمم المتحدة لشهر ديسمبر 2015، وترأس أيضا مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الأفريقي في سبتمبر 2013، وقاد مؤتمر قمة نيروبي الاستثنائي بشأن مكافحة الإرهاب، كما شغل منصب رئيس المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي.
*فكي ومصر
لم يبتعد فكي عن مشكلات الدول العربية ذات الأصل الإفريقي، فدعم الدور المصري النامي داخل القارة بعد وصول الرئيس السيسي لسدة الرئاسة، وكان حاضرًا بأكثر من محفل كان آخرها منتدى أسوان للشباب، قائلًا "إن رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي ستدفع الاتحاد إلى الأمام، لما لمصر من مكانة تاريخية عريقة، وما تشكله إفريقيا لمصر، حيث قال الزعيم الراحل جمال عبدالناصر إن "إفريقيا هي الثورة النابضة بعينها"، ودعا فكي، إلى اتفاق عادل حول مفاوضات سد النهضة يستفيد منها جميع أصحاب المصلحة.
*موقفه من ليبيا
بينما اتهم فكي الأوضاع في ليبيا، أصبحت تُهدد استقرار المنطقة بأكملها، بعد وصول المرتزقة في الصراع، ودعا جميع الأطراف للإلتزام بمخرجات مؤتمر برلين، وعارض التدخل التركي، معربًا عن قلقه إزاء "التدخل" في ليبيا، بعد قرار تركيا نشر قواتها لمساندة حكومة الوفاق.
*نصير الثورة السودانية
بينما لعب فكي دور أكثر حيوية كوسيط بين النظام السوداني السابق وبين الحركات المسلحة السودانية وقوى نداء السودان فيما سميت بمفاوضات 7+7، ويفنتخر فكي إنه نصير وداعم للثورة السودانية، ولعب دور هام في توقيع الإتفاق بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير، وبعد نجاح الثورة دعا لرفع إسم الخرطوم من قائمة العقوبات الأمريكية.
*مواقفه بالقرن الإفريقي
وفي القرن الإفريقي دعا فكي إلى تطبيع العلاقات بين الصومال وكينيا، على أثر الخلافات الحدودية بينهما، وندد بأي تدخل من دول غير إفريقية في شئون الصومال، بينما علاقاته بجيبوتي ممتازة وكان الرئيس جيلي أول مستقبل لفكي بعد توليه المنصب الجديد.
*موقفه من المغرب العربي والقضية الصحراوية
وعلى صعيد المغرب العربي نالت موريتانيا أثناء رئاسته فرصتها الأولى في تنظيم القمة الإفريقية عام 2018، كما إلتقى بالعاهل المغربي محمد السادس بعد أن عادت المغرب لعضوية المنظمة.
وناصر فكي القضية الصحراوية ونالت في عهده إنتصار قوي بعد أن صادق المشاركون في الدورة العادية السادسة والثلاثين لمجلس وزراء خارجية دول الاتحاد الإفريقي (المجلس التنفيذى) بأديس أبابا على قرار يؤكد فيه التزام المنظمة القارية بمشاركة جميع الدول الأعضاء في الإتحاد في قمم الشراكة بين الإتحاد الأفريقي وجميع المنظمات الدولية والإقليمية مثل الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، وشاركت الجمهورية الصحراوية بوفد هام يقوده وزير الشؤون الخارجية، محمد سالم ولد السالك في أشغال المجلس التنفيدي للاتحاد الإفريقي.
كما دعى فكي بتنشيط دور الترويكا في المساهمة في الجهود الدولية لللتوصل الى حل للنزاع في الصحراء الغربية، مبينًا أن النزاع في الصحراء الغربية يشكل مصدر قلق بالنسبة للاتحاد الافريقي وللشعب الصحراوي على حد سواء، وأنه يجب دعم للجهود التي تقودها الأمم المتحدة لحل القضية الصحراوية.
*حياته الخاصة
ويجيد فكي ثلاث لغات دولية هي الإنجليزية والفرنسية والعربية، ولديه أسرة مترابطة فهو متزوج ولديه خمسة أولاد
*الحجر الصحي
أعلن فكي، دخوله حجرا صحيا إثر مخالطته مصابا بفيروس كورونا ينتمي لمكتبه،و الموظف يحمل جنسية دولة موريشيوس ويبلغ من العمر 72 عاما، وقد عاد إلى أديس أبابا بعد سفر من جمهورية الكونغو في 14 مارس الجاري.