قصة مأساوية.. ليلة مقتل "صابر" والتخلص من جثته بالمقابر في كرداسة
"إن أبغض الحلال إلى الله الطلاق".. هذا ما قاله مأذون قرية ناهيا التابعة لمركز كرداسة، لـ" صابر"، عامل أربعيني العمر، في ليلة الشهر المبارك، لدى توجهه إليه لطلاق زوجته لكثرة المشاكل والخلافات بينهما.
وتزوج "صابر"، العامل الأربعيني العمر من "عبير"، منذ حوالي 17 سنة، وأنجبا طفلهما الأول " ربيع"، ثم بعد عدة سنوات أنجبا طفلة، ووقعت بين الزوجين مشاكل وخلافات منذ 7 سنوات.. "مهملة في نفسها وأطفالها"، ووصل بينهما الأمر إلى الطلاق، لتتزوج "عبير" من رجل آخر لمدة سنة، وتنفصل عنه هو الآخر.
وتدخل الأهالي لحل المشاكل بين "صابر" وطليقته، وإرجاعها لتربية أبنائها، ومعاملة زوجها بالحسنى، وبعد عودتهما أنجبا طفلة، "عمر"، وبعده بثلاث سنوات أنجبا " محمد".... أعمار الأطفال "16، 10، 7، 3".
وطوال هذه السنوات كانت توجد خلافات بين الزوجين، حتى وصل بهما الأمر إلى الطلاق، ولدى توجهما إلى مأذون القرية، لتطليقهما، طلب منهما أن يتراجعا عن قراراهما لكن الحياة تكاد تكون مستحيلة بينهما، وأصر صابر على طلبه، فأقنعه مأذون القرية بأن يتراجع عن قراره لحين انتهاء شهر رمضان المبارك، وأن يطلقهما بعد عيد الفطر المبارك.
ووافق "صابر" على حديث مأذون القرية، وتوجها صابر وزوجته إلى منزلهما المكون من 3 طوابق، لتمكث "عبير" رفقة أطفالهم بطابقه الأول، ويمكث "صابر" بطابقه الثالث وحيدًا لوجود ساكن بالطابق الثاني، وذلك لحين انتهاء شهر رمضان المبارك، والانفصال عنها، وكان أطفالهم يقيمون لدي والدهم يومًا واخر مع والدتهم.
لم يدر "صابر"، ما تخططه له زوجته لكي تتخلص منه وتقتله قبل إنتهاء الشهر المبارك، لتستعين بنجل شقيقته ونجلها الأكبر، لتنفيذ خطتها، وتخبرهم بأنها سوف تبيع المنزل ملك ربيع بعد قتله ويتقاسموا المبلغ بينهم.
يوم الجريمة سهلت "عبير" دخول نجل الشقيقة، لتنفيذ خطتهم، حيث وضعت لزوجها السم في كوب عصير، ثم قام نجل شقيقته بطعنه بسكين، وتولي الابن نقل جثة والده بتروسيكل وإلقائها بمقابر أبو رواش، وبعد تنفيذ جريمتهم توجهوا إلى مركز شرطة كرداسة لتحرير محضر بتغيبه لإبعاد الشبهة عنهم.
اللواء محمود السبيلي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، كان قد تلقى إخطارًا من العميد طه فودة رئيس قطاع أكتوبر، بورود بلاغا للرائد معتصم رزق رئيس مباحث مركز شرطة كرداسة، من سيدة ونجلها، مقيمين بقرية ناهيا، بنطاق المركز، بتغيب زوجها في ظروف غامضة.
اللواء عاصم أبو الخير مدير المباحث الجنائية بالجيزة، وجه بتشكيل فريق بحث لكشف ملابسات البلاغ الوارد، ضم العميد طه فودة رئيس قطاع أكتوبر والعقيد محمد عرفان مفتش مباحث شمال أكتوبر، والمقدم مجدي موسي وكيل فرقة كرداسة ومنشأة القناطر، وضباط وحدة مباحث مركز شرطة كرداسة.
توصلت جهود فريق البحث الجنائي بالجيزة تنسيقا مع قطاع الأمن العام، إلى أن الزوجة ونجلها ونجل شقيقة زوجها وراء اختفاءه، بعد قتله والتخلص من جثته بدفنه بمقابر أبو رواش.
وتمكنت قوة أمنية برئاسة العقيد محمد عرفان مفتش مباحث شمال أكتوبر، والمقدم مجدي موسي وكيل فرقة كرداسة ومنشأة القناطر، من القبض على المتهمين واقتيادهم إلى ديوان المركز، وبمواجهتهم أقروا خلال التحقيقات التي أجريت بإشراف اللواء مدحت فارس نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة بارتكابهم الواقعة على النحو المشار إليه، لوجود خلافات بينهم، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم بإخطار اللواء طارق مرزوق مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة والعرض على النيابة العامة لتولى التحقيقات.
مفاجآت كشفتها التحقيقات حول واقعة قتل الزوج، على يد أسرته، والتخلص من جثته بإلقائها بمقابر أبو رواش، إذ تبين أنه يوجد علاقة غير شرعية بين زوجة المجني عليه ونجل شقيقته، " المتهم الثاني في الجريمة".
وأوضحت التحقيقات إلى الزوجة تدعى "عبير.ب"، ونجل شقيقة المجني عليه يدعي "وليد.ج"، عمره 38 سنة.
وحسبما أفاد مصدر مسؤول بقطاع أمن الجيزة، فإن المتهم الثاني في الجريمة كان مسجونا لتنفيذ عقوبة في إحدى القضايا، وخرج من السجن قبل ارتكاب الجريمة بفترة,