ميراث العذاب ببني سويف.. "ربة منزل" تتهم أبنائها بالاعتداء عليها بسبب "الوصية"

محافظات

بوابة الفجر


لم يأت بمخيلة الأم ذات الـ70 عامًا التى تفرغت والقت بكل ما لها فى الدنيا لتربى وتناضل وتصل بأبنائها لبر الأمان فى الدنيا بأنها عندما تبلغ من العمر عتيا وتفقد رفيق الدرب زوجها أن تنال الجزاء من أبنائها ضربا وسحقا رغم أن الرسايل التى تملأ صدرها لهم كلها حب وعطاء وإيثار وكم تمنى شباب القرية أن يكونوا أبناء لتلك المرأة العطاءة التى لم تصدق ما يفعله بها أبنائها من أجل ميراث قل أو زاد العمر فهو لهم وليس لأحد غيرهم.

إنها ليست مقدمة لفيلم سينمائى بل حقيقة واقعية سطرت أحداثها بتوجيهات إبليس داخل قرية "دشطوط" التابعة لمركز سمسطا بمحافظة بنى سويف، فعقب رحيل الأب عام 2016 وهو من كبار رجال القرية وأحد محكميها العرفيين فوجئت السيدة "أ.د.ح" ربة منزل، بتنازع أبنائها الرجال الثلاث على ورث أبيهم ولم يستمعوا لصوت العقل والحكمة من داخل القرية أومن شقيقهم الرابع الذى يُدرس لأجيال جامعية، وأستمرت المنازعات على الميراث وكانت الأم قد عقدت عقد بيع وشراء لذكورها الأربعة عقب رحيل الأب بعام فى صورة وصية أمام الشهود دون أن تحصل على أى مقابل لممتلكاتها الخاصة حتى لا ينازع الأبناء فى ميراثها أحد عقب موتها ولكن تطور الأمر وكانت البداية خطوط قاسية لا تحمل فى طياتها إلا رائحة الشيطان.

بدأت الأم رواية قصتها، وحدقة عيناها فى أقصى إتساع بعد أن غابت الدموع التى لا تليق بمثل ذلك الحدث الذى ألم بها: أراد أبنائى الثلاثة "أ.م.إ" والذى يبلغ من العمر 50 عاما والثانى "إ.م.إ" ذو الـ42عاما موظف والثالث تاجر "ح.م.إ." 35 عاما، مع نهاية عام 2019 أن يقوموا ببيع ميراثى وأنا على قيد الحياة وقمت بإعتراضهم أنا ونجلى الرابع "ب.م.إ" فقاموا بالتعدى على وضربي وإصابتي بجرح قطعى فى أذنى وعندما نصحنتنى عائلتى بالذهاب لقسم الشرطة لتحرير محضر ضد أبنائى رفض قلبى خشية على مستقبلهم ومع إصرارهم على تنفيذ البيع رغم رفضى ونجلى الأستاذ الجامعى لما يقومون به وأنا على قيد الحياة ذهبت لقسم الشرطة وحررت محضر رقم 419 إدارى القسم لسنة 2020 وأستعنت بالشهود ومحامى العقد ومسئولى نقل الحيازات التى لم تسجل الأرض بها أيضا ولم أحصل على أى مقابل فى البيع الصورى الذى تم بيننا.

وواصلت: المفاجأة الكبرى كانت بالنسبة لى كأم عندما علم الأبناء الثلاثة بالمحضر الذى حررته ضد محاولاتهم للتصرف فى الميراث وأنا على قيد الحياة بأنهم ترصدوا فى البداية لشقيقهم الأستاذ الجامعى المقيم بالقاهرة "ب.م.إ" وأنا بصحبته عند عودتنا سويًا الى منزل الأسرة بالقرية بعد أن قضيت عنده برهة من الوقت وحاولوا البطش به لولا أنه أستطاع أن يهرب بسيارته ولم يكن يعلم أنهم سيفتكون بى عقب سفره ظنًا منه بأن الأم خط أحمر ولن يستطيع أن يتعدى عليها فلذات أكبادها وقاموا بكل قسوة بعد أن تبدلت قلوبهم التى ملأتها لهم بالحب والحنان بالحجارة والسواد من أجل الفلوس وقاموا بالتعدى على بآلة حادة تسببت فى جرح قطعى فى يدى وأصابونى بالعديد من الأصابات البالغة فى الجسم.

وقالت الأم البائسة، إن أبنائها الثلاثة إصطحبوها بعد أن فقدت الوعى والقوا بها فى حجرتها وأحكموا إغلاق الحجرة وعندما أفقت وجدت السرير خاصتى غارق بالدماء وقمت بوضع بعض الشاش والقطن على الجرح وأستطعت إخراج نسخة المفتاح الخاص بغرفتى من دولاب ملابسى وأنتظرت حتى دخل أبنائى فى نوم عميق وتسللت والألم النفسى أضاع عقلى وأخذت الم شتات أمرى وذهبت الى المستشفى وعقب حصولى على الإسعافات الأولية توجهت الى نقطة شرطة المستشفى التى حررت لى محضرًا رقم 3427 لسنة 2020 وقام أحد رجال الشرطة بإيصالى الى أحد بيوت أقاربى وتم عرضى على النيابة فى اليوم التالى للحادث وأمرت النيابة العامة بضبط وإحضار أبنائى الثلاثة.

وتابعت: عقب عرضى على النيابة إتصل بى نجلى الرابع بالقاهرة وقاللى يا ماما تعالى عندى قبل ما يقوموا بقتلك فذهبت للبيت أولا بالقرية لأحصل على بعض ملابسى فى حماية بعض الأقارب والجيران بعد أن علمت أننى رخصت على من أعطيتهم سنوات حياتى وأرضعتهم من أحشائى وأخذ العمر يكسر شوكة ظهرى بسبب أحمالهم وأفنيت زهرة شبابى وأنا أتفانى فى خدمتهم لا أفرق بين أحد منهم، وعقب حصولى على شنطة ملابسى هددوونى بعدم العودة مرة أخرى أنا ونجلى وإلا تعرضنا للفتك من قبلهم.

وأضافت: نصحنى الأقارب بأن أذهب أنا ونجلى الرابع المقيم فى القاهرة الى قسم شرطة مركز سمسطا لتحرير محضر أطالب فيه أبنائى بعدم التعرض لنجلي الرابع وتمكيننا من بيتى وبيت زوجى لأننى علمت أنه عندما ترخص الأم فلا غالى بعدها وحررت محضر برقم 1098 فى اليوم التالى من العرض على النيابة وحرر نجلى الدكتور "ب.م.إ" محضرا آخر ممثاثل بعدم التعرض وحمل رقم 1099 وتم عرضنا على النيابة وطلبت النيابة العامة أيضا ضبط وإحضار الثلاث أشقاء.

وطالبت الأم الحزينة من الجهات المختصة فى الدولة والمحافظة والمجلس القومى للمرأة بأن يردوا اليها بيتها التى قضت فيه أكثر من 50 عاما دون الخروج منه إلا عند وفاة والدها وزوجها وكان الخروج للقبر فقط وأن الرئيس السيسى لم تعد مرأة تُظلم فى عهده وهو ما أوصى الجميع به فأنا أريد أن أموت وأنا على سريرى تاركة لهم كل ما يتناحرون عليه وأرجو من الله ألا تنتهى حياتى على أيدى أبنائى حتى لا يتعرضوا للعذاب فأنا أخشى عليهم من بطش الجبار فالظلم ظلمات.

وكان اللواء زكريا صالح مدير أمن بنى سويف تلقى إخطارا من العميد محمد حسن، مأمور قسم شرطة سمسطا، يفيد بورود عدة بلاغات من "أ.د.ح" ربة منزل، 70 عاما، مقيمة قرية دشطوط مركز سمسطا بتعدى أبنائها عليها بالضرب والسحل وتطالب بتمكينها وعدم التعرض لها وأكدت تحريات البحث الجنائى التى قام بها العقيد أشرف الخولى تعرض المجنى عليها للضرب والإصابات من قبل ثلاثة من أبنائها حّررت المحاضر المذكورة سابقّا وأمرت النيابة العامة بسرعة ضبط وإحضار أبنائها الثلاثة المتهمين.