عمرو خالد: شكر الله لعباده أضعاف أضعاف أعمالهم (فيديو)

أخبار مصر

عمرو خالد
عمرو خالد


قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، إن "من أسماء الله الحسنى، اسم الله "الشكور"، ومعناه: الذي يزكو عنده القليل من أعمال العباد فيضاعف لهم الجزاء، فشكره لعباده مغفرته لهم.


وأضاف في الحلقة الثانية عشر من برنامجه الرمضاني "كأنك تراه"، أن "الشكور سبحانه وتعالى هو الذي يشكرك على اليسير مما تقدمه فيعطيك عليه أضعافًا مضاعفة من الجزاء والثواب في الدنيا والآخرة"، لكن هل ينفع أن يشكرك بدون أن تقدم شيئًا؟


يجيب خالد: "لا.. لابد أن تقدم شيئًا أولًا.. مهما قدمت قليلًا، لابد أن يشكرك عليه ويضاعف لك الشكر أضعافًا مضاعفة، "وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا..." (الشورى23) سواء أكان ما فعلت: إنقاذ طائر.. تقبيل يد أمك.. ابتسامتك لإنسان.. والله لو أزلت التراب من طريق الناس لشكرك عليه، ولوجدت ذلك في ميزانك، ربما تنساها لكن الشكور لن ينساها لك".

 

وأشار إلى الجزاء الذي يلقاه العبد من الله تعالى جزءًا على ما فعله، قائلًا: "لن يشكرك شكرًا عاديًا، يجب أن يكون الشكر أضعافًا مضاعفة {لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ } (فاطر30)، فطالما هناك كلمة شكور يجب أن تجد كلمة زيادة مع القرآن، {...وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ } (الشورى23)، {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ...} (يونس26)، أهل الجنة {لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ } (ق35 )، {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً...}".

 

وفسر خالد ارتباط الشكر بالزيادة، قائلًا: "الله يعلمك أن الشكر دائمًا معه الزيادة.. "لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ"، ومعنى الشكور أنه يعطيك على العطاء القليل الثواب الكبير اللانهائي.. فيجازي الشيء اليسير بالعطاء اللانهائي له، فأنت مهما بذلت له في الدنيا كم يساوي ذلك في عطائه لك الجنة".


وضرب أمثلة توضيحية على ذلك، متسائلًا: هل تستطيع بخمس جنيهات تشتري فيلا في الساحل الشمالي وعمارة في منطقة المهندسين وسيارة من أحدث طراز، الله يجازي بالكثير على القليل:" أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت"، فما أعده الله من نعيم مقيم نظر ما نقدمه من طاعات لا يقارن.

 

وتابع خالد في سياق شرحه التبسيطي للمسألة: "تخيل لو أنك أعطيت ابنك 10 جنيهات، وقلت له لو تصدقت بثلثها فقط سأعطيك مكافأة عظيمة فاشترى لك بدلة بـ 300 جنيه، يعجبه الأمر فيأخذ منك المال يستمتع بثلثيه ويتصدق بالثلث ويأتيك فرحًا فتقول له خذا المكافأة.. هذا هو معنى الشكور أنه يجازي على القليل بالكثير".

 

وعدد "خالد" من نماذج شكر الخالق لعباده:


يشكر الحسنة بعشر أمثالها إلى أضعاف مضاعفة:

 

"من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي".. يشكر عبده فيثني عليه بين ملائكته وفي ملئه الأعلى.. لما احتمل يوسف في السجن، شكر له ذلك بأن مكنه في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء.. لا يتركك تفعل شيئًا إلا شكرك عليه.. يشكرك حتى على نيتك.

 

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما الدنيا لأربع نفر: الأول آتاه الله مالًا وعلمًا فهو ينفق هذا المال في سبيل الله، ورجل آتاه الله علما ولم يؤته مالا، فهو يقول لو أن لي من المال مثل فلان لأنفقته في سبيل الله، يقول النبي: فهما في الأجر سواء".

 

وحث خالد على أن يتحلى الإنسان بنية القيام بأعمال الطاعة، قائلًا: الشكور يعطيك الأجر كامل على نيتك الطيبة.

 

وأشار أيضًا إلى أن الله تعالى يشكر العبد على الشهامة، ومن ذلك ما روته السيدة أم سلمة فتقول: إن قريش فرقت بينها وبين زوجها وابنها، وهاجر أبو سلمة وهي في بيتها وابنها محبوس، وبعد عام تركها أهلها لتذهب لزوجها فقررت الذهاب للمدينة وحدها بدون ناقة، فقابلها عثمان بن طلحة عند التنعيم، وكان كافرًا ومعاديًا للمسلمين، ولكن تحركت في قلبه الشهامة، فقال: إلى أين يا أم سلمة ؟ قالت: أفر بديني منكم وألحق بزوجي في المدينة، فقال: وحدك ؟! قالت: نعم، قال: ما معك أحد ؟ قالت: لا والله، قال: ما ينبغي لك أن تسافري وحدك، اركبي يا أم سلمة على ناقتي. وأوصلها للمدينة وهو يسير على قدميه. تخيل لو أن أحدهم طلب منك أن توصله للإسكندرية؟!

 

تقول أم سلمة: فقلت والله ليشكرنه الله على ما فعل، تقول: ما وجدت رجلًا أكرم منه.. ما نظر إلي نظرة ولا كلمني كلمة حتى اقتربنا من المدينة، فقال: هنالك زوجك انزلي فاذهبي إليه، ثم أخذ الناقة وعاد. ظل كافر بعدها ثمان سنوات. أسلم يوم فتح مكة.. تقول أم سلمة: فوالله يوم أسلم قلت في نفسي مازلت أظن أن الله سيشكره عليها.

 

وقال إن اسم الله الشكور يزيد طموحك للمزيد.. لأنك كل ما تزود خيرك يشكرك أضعافًا مضاعفة.. حتى متى؟.. متوالية هندسية رهيبة.. عطاء فوق عطاء ليزيد من طموحك أكثر فأكثر.

 

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب والله لا يقبل إلا طيب فان الله يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوّه حتى يلقى الله يوم القيامة والتمرة كجبل أحد" إذن ما حال العشر تمرات؟!

 

ومضى خالد إلى القول: تخيلوا لو انتشر في المجتمع معرفة الله باسمه الشكور، في المدارس.. لو علموهم أن العطاء مضاعف عند الله، فستحدث تنمية غير عادية. لو أن الإعلام أشار إلى اسم الله الشكور، فبذلك سينمو المجتمع.


وأوضح خالد العلاقة بين اسم الله الشكور وأسماء الله الأخرى، مبينًا أنه كثيرًا ما يتكرر اسم الله الغفور مع الشكور، لأنه من الممكن وأنت تقوم بالحسنات أن ترتكب سيئة، فيطمئنك ويحمسك الله أنه يغفر السيئات ويشكرك على الحسنات.. الاسم الثاني هو العليم تقول الآية {...وَكَانَ اللّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا } (النساء147)، ما هي العلاقة بين الشكر والعلم؟ قد تعمل خيرًا في إنسان دون أن يعلم به، أما الله تعالى فشاكر عليم.