"الكنافة البلدي".. ضيف دائم على موائد الإفطار في رمضان (فيديو وصور)
طبق رئيسي لا يخلو منزل منه في شهر رمضان المبارك، والتي يصنعها عامل ماهر بجسده النحيل، يتحرك برشاقة وسرعة وخفة فوق صاجه، ينسج خيوطا رفيعة دائرية على صاج الفرن، وما إن تمسها حرارة النار، حتى تتحول تلك الخيوط إلى سلاسل من الفضة البيضاء اللينة، التي يشتريها الزبائن ومن ثم يكملون التحضير في المنزل، فتتحول تلك السلاسل الفضية الى سبيكة من الذهب، حلوة المذاق.
ذلك الرجل الذي ينتظر من العام إلى العام الآخر حتى مجيء شهر رمضان المبارك، فينضم بفريق عمله البسيط إلى شوارع الأحياء، نواصي الميادين، القرى، والحارات، على عكس هؤلاء القابعين في محال الحلوى الفخمة طوال العام، ذلك الرجل هو "صانع الكنافة البلدي".
أحمد حمودة، صانع الكنافة، يبوح إلى "الفجر"، أسرار وكيفية صنع الكنافة البلدي، وعن زبائنه الدائمين والمداومين على شرائها متجاهلين الكنافة الآلي، موضحًا أن السبب هو إن "البلدي يؤكل".
يقول حمودة، أنا أعمل في صنع الكنافة البلدي منذ عام 1990، أي منذ 30 عامًا تقريبًا، ويرجع أصل صنع الكنافة البلدي إلى العصر الأموي، والى عصر المعز لدين الله الفاطمي، مؤسس القاهرة، وسمعت أنها ظهرت في عصر معاوية ابن أبي سفيان وكانوا يقدمونها له على مائدة السحور لتمنع عنه الجوع في وقت الصوم.
ويشير صانع الكنافة، إلى أن الأدوات التي استخدمها بسيطة جدا، ففي البداية نبدأ ببناء فرنا خاصا لصنع الكنافة، والتي تتكون من "صاج" دائرية الشكل، مرتفع عن الأرض بحوالي متر تقريبًا عن طريق بعض الطوب، حيث توجد به فتحة لإدخال النار منها، ولصنع الكنافة نستخدم إناء "كوز" به فتحات مصفوفة صفا واحدًا، لكي يسهل التحكم في عملية إنزال العجين منها، وكبشة لتعبئة العجين من الاناء إلى الإناء ذو الثقوب.
وأفصح صانع الكنافة، عن زبائنه قائلا، أن الزبائن المداومين على شراء الكنافة البلدي هم من الطبقات المتوسطة أو بسيطة الحال، نظرا لقلة تكلفتها في الشراء والتحضير، فلو وضعت عليها قليل من السكر أو قليل من اللبن ستتناولها، على عكس الكنافة الآلي والتي تتطلب الكثير من التجهيزات من مكسرات وشربات وغيرها حتى تصبح جاهزة، وأيضا يتوافد عليها كبار السن، فهم يشرونها لأنها على حد تعبيرهم "طرية على الأسنان".
وأوضح حمودة، أن الأحداث الجارية تسببت في الكثير من المعاناة للمواطنين، فلقد ارتفعت أسعار كثير من المواد اللازمة لعملية صنع الكنافة، خصوصا الدقيق، بالإضافة إلى أن الوضع الحالي بسبب فيروس كورونا تسبب في قلة المبيعات، خاصة وأن الجميع كانوا ينزلون في المساء لشراء احتياجاتهم، إلا أن الوقت الحالي وأعمال حظر التجول حالت بيننا.