يتسحرون بأوراق الخضراوات ومنعوا إفطار المساجد.. كيف يقضي مسلمي الهند رمضان بزمن كورونا

عربي ودولي

بوابة الفجر



تعد الهند من أكبر البلاد في العالم في الكثافة السكانية، ورغم أن المسلمين لا يشكلون غالبية السكان إلا أنها من أكبر البلدان التي تحتوي على أعداد من المسلمين في العالم، والذين لهم عادات وتقاليد عريقة تغير الكثير منها بسبب جائحة كورونا.

*إجراءات زمن كورونا
ذكرت صحيفة "هندوستان تايمز" الهندية، أنه إختلفت استعدادات بلادها للشهر الفضيل عن كل عام هذا العام، حيث اقتصر تجهيز الإدارات المختلفة في حيدر أباد كبرى المدن الهندية الإسلامية لضمان توفير الكهرباء والمياه دون انقطاع للناس، وخاصة المناطق ذات الغالبية المسلمة، وذلك خلافا لما كان عليه الحال في الماضي عندما اعتادت الحكومات على اتخاذ ترتيبات واسعة النطاق لأداء صلاة الجماعة والتدفق السريع والسلس لحركة المرور لتسهيل التسوق على مدار الساعة تقريبا، فقد اقتصرت الترتيبات هذه المرة على توفير الإحتياجات من الطاقة والمياه في ضوء الحظر الذي فرضه فيروس كورونا المستجد.

وأكدت الصحيفة، أنه ناشد علماء الدين من جميع المدارس الفكرية المسلمين بالفعل بعدم التجمع في المساجد للصلاة أو "الإفطار" في ضوء الحظر لمنع انتشار الفيروس التاجي، وتأدية جميع الصلوات في المنازل، مع السماح بتسوق الضروريات خلال النهار فقط ولا شيء غير بيع البقالة والخضروات والفواكه، ولا تحتاج الشرطة إلى إجراء ترتيبات خاصة.

"كورونا منعنا من حضور الجماعات والجمعة" بتلك الكلمات وصف عيد الصمد الثقافي الهندي مدير أكاديمية اللغة العربية بجامعة المعدن، مبينًا أن جميع مسلمي الهند جالسون في البيت ويؤدون التراويح والجماعات في البيوت، وذلك لأن المساجدِ مغلقة، رغم أنه في منطقته لا توجد أي إصابات.

*إستقبال رمضان
وأكد الثقافي لـ"الفجر"، أنه على الرغم من ان الهند تحتضن عددا كثيرا من الأديان والطوائف فإن رمضان له وضع مميز وعادات وتقاليد خاصة حيث ينتظرون قدوم رمضان المبارك بتنظيف منازلهم وتزيينها ويغسلون جميع أواني البيوت والاثاثات المنزلية وينظفون البيوت داخلها وخارجها قبل قدوم رمضان بيوم او يومين.

وأضاف مدير أكاديمية اللغة العربية بجامعة المعدن، أنه يأمر القضاة المواطنين بتحري هلال رمضان ويعلنون بدخول رمضان بثبوت رؤية الهلال او اكمال ثلاثين من شعبان، ورغم قيام الإعلام الهندي باعلان دخول رمضان فان مؤذني المساجد يعلنون عبر مكبرات الصوت، وهم يقرأون "أشهد أن لا إله إلا الله استغفر الله اسألك الجنة واعوذ بك من النار".

*إفطار وسحور على الطريقة الهندية
يختلف المطعم الهندي اختلاف تام عن البقاع الإسلامية الأخرى التي تصوم رمضان سواء في الإفطار أو السحور، فبعد أذان المغرب يفطرون على التمر والماء وانواع من المقليات والفواكه، ويوجد هناك في حافة الطرق مساء رمضان عدد كثير من الباعة يعدون الوان المقليات مثل سمبوسا، بينما عندما يأتي وقت السحور فان الكثير يفضلون في السحور اوراق الخضروات والرز العادي وفي الفطور الخبز الهندي المشهور المصنوع من مسحوق الرز مع مرق لحوم الأبقار والدجاج، بحسب الثقافي.

*التراويح والمساجد الغائبة
وبين مدير أكاديمية اللغة العربية بجامعة المعدن، أنه من ما غاب عن مسلمي الهند هذا العام بسبب جائحة كورونا، أنه كان يفطر اكثر الذكور في المساجد وهناك يوجد في اكثر المساجد افطار جماعية ويجدر الإشارة في هذا الصدد الى أن أهالي القرية يعدون الخبز ويأتون بها الى المساجد، ويقام التراويح عشرون ركعة ثم يشربون حصيدا مصنوعا من حبة الرز والكمون الصغير ولب جوز الهند مع كمية قليلة من السمن. وهذا جزء لا يتجزأ في مائدة رمضان.

وأوضح الثقفي، أنه في جامعة معدن الثقافة الاسلامية بكيرالا يعقد افطار جماعي كبير يحضره ٱلاف المسلمين في كل ايام رمضان تحت إشراف العلامة السيد ابراهيم الخليل البخاري أمين عام جماعة مسلمي كيرالا، وفي ليلة السابع والعشرين من رمضان يحضره اكثر من مائة ألف صائم يحيون ليلها بانواع الطاعات.

وعدد مدير أكاديمية اللغة العربية بجامعة المعدن، المظاهر الروحانية البهيجة للشهر المبارك والتي اختفى أجزاء منها وبقت أجزاء أخرى حيث يتنافس الاغنياء ورجال الأعمال على مساعدة الاخرين، وهم يقدمون سلات رمضان الغدائية للأسر المسلمة ويوصلونها الى بيوتهم كما يعقدون مجالس العلم والوعظ والارشادات في كل قرية من قراها، وفي جامعة المعدن يجتمع آلاف السيدات للاستماع الى الدروس الرمضانية والجامعة توفر لهن باصات خاصة لنقلهم من وإلى البيوت، ومسجد الجامعة كان لا يغلق أبوابه أيام رمضان.