خبير آثار: التشكيك في أصول الحضارة المصرية مستمر وكلمة السر "أبو الهول والكائنات الفضائية"
قال خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بمناطق آثار جنوب سيناء، إن التشكيك في الحضارة المصرية القديمة قد تعودنا عليه دائمًا من غير المتخصصين.
وتابع ريحان بتصريحات إلى الفجر قائلًا، خرج علينا محام عام 2010 بكتاب يحمل عنوان "الفراعنة لصوص حضارة" وكانت ضمن حججه تمثال أبو الهول أيضًا، حيث ادعى أن التمثال كان مغطى بالرمال وقت اكتشافه مما يعنى أن هناك رياح عاصفة غطته بالرمال، وهو نفس أسلوب عقاب قوم عاد، وبالتالي فقوم عاد هم بناة الحضارة المصرية وسرقها منهم قدماء المصريين.
وأضاف ريحان أن هناك أيضًا من ادعى أن كائنات فضائية أو شعوب أخرى قامت ببناء الأهرامات وأبو الهول، وكل هذه الادعاءات نتاج حقد على الحضارة المصرية القديمة.
وأكد ريحان أن تمثال أبو الهول لا علاقة له بقوم عاد، أو بنبي الله إدريس، كما أن الادعاءات التي تقول أن أحد ملوك الفرعنة هو نبي من الأنبياء مثل ادعاءات أن أخناتون نبي الله موسى أو شطحات وخرافات عن مومياء معينة هي لنبي الله يوسف وغيرها كل هذه مجرد تخاريف لزوم الشهرة ولا أساس علمي لها بالمرة.
وأشار ريحان إلى أن المؤرخين اختلفوا في أصل أبو الهول وفكرة اتخاذ الأسد عنصرًا أساسيًا في تكوين شكل أبو الهول للتعبير عن القوة بدأت في مصر منذ عصر ما قبل الأسرات، واتخذه ملوك وحكام المقاطعات رمزًا للتعبير عن الحاكم القوي.
وتابع، أبو الهول نسبة إلى الاسم المصري القديم "جوجون" أي مبعث الرعب و"بو هول" أي مكان المعبود هول، وأقدم اسم أطلق على أبو الهول وهو "روتي" المرتبط بإله الشمس الذي رمز له بصورة أسد رابض.
وفي الدولة الوسطى أطلق عليه "شسب عنخ" أي التمثال الحي، وهو ما نقله هيرودوت إلى اليونانية باسم سفنكس الذي انتشر بهذا الاسم في جميع اللغات، وصنع أبو الهول الموجود في الجيزة الملك "خع إف رع" خفرع 2625- 2600 قبل الميلاد ليتحدى به كهنة عين شمس.
وأوضح ريحان أن معظم ملوك الدولة الحديثة صنعوا لأنفسهم تماثيل على شكل أبو الهول ووضعوها أمام معابدهم لحراستها، ثم انتقلت فكرة أو عقيدة أبو الهول ورمزه إلى مختلف البلاد الآسيوية واليونان وروما في عصور الهكسوس وبابل وآشور، وأصبح لكل منها طابع مميز واختلف الرأس الآدمي فيها.
وختم ريحان تصريحاته قائلًا، وقد عبر عنه كهنة آمون في "طيبة" الأقصر برأس كبش والذى انتقل بدوره إلى البابليين والآشوريين أو رأس امرأة، كما ظهر في اليونان وروما بعدها ظهر في تماثيل ملكات مصر مثل تي وحتشبسوت ونفرتاري.
يذكر أن حالة من الاستياء وشاعت في أوساط الأثريين بعد تصريحات للدكتور علي جمعة المفتي الأسبق للجمهورية، نسب فيها تمثال أبو الهول لنبي الله إدريس، والتي على إثرها صرح عدد من أساتذة الآثار موضحين حقيقة الأمر.