حكايات القاهرة.. "الدرب الأصفر.. منحر الفاطميين ومقر بيوت الأعيان"
مدينة القاهرة "أم العواصم" كما يطلق عليها عدد كبير من علماء الآثار، فهي العاصمة الأكبر والأكثر عمرًا، يبلغ عمرها 1000 عام، التي تحتفظ بسمتها المعماري القديم، وكذلك أسماء شوارعها الأصلية التي أطلقها من سكنوا هذه البقعة من الأرض قبل مئات الأعوام، ونلتقي اليوم في ثاني حلقات حكايات القاهرة، حيث يصحبنا شريف فوزي المنسق العام لشارع المعز لدين الله الفاطمي، في جولة بين شوارع وحواري العاصمة العريقة.
قال فوزي في تصريحات إلى الفجر، اليوم نتحدث عن واحد من أهم الدروب التي تطل على شارع المعز لدين الله الفاطمي، وهو الدرب الأصفر، وكلمة درب تشير إلى الشارع الضيق الطويل فهو أطول من الحارة وله أيضًا مدخلين أي من الممكن أن تدخل من أحد طرفيه وتخرج من الآخر.
منحر الفاطميين
وقال فوزي، الدرب الأصفر كان المنحر الرسمي أيام الدولة الفاطمية، حيث تذبح الذبائح في عيد الأضحى المبارك بهذا الدرب، فكان الخليفة الفاطمي مع كبار رجال دولته يحضرون في موكب عظيم بعد أداء صلاة عيد الأضحى إلى الدرب حيث يشهدون نحر الأضاحي.
وأشار إلى أن الدرب الأصفر يربط بين شارعي الجمالية والمعز، وكان له بوابة تفتح على شارع الجمالية يتم غلقها ليلًا مثل بوابة حارة برجوان، وفي عام 1920م تم فتحه على شارع المعز وأصبح يربط بين الشارعين.
ويشتهر الدرب الأصفر كونه يضم ثلاثة بيوت أثرية تعود جميعها إلى العصر العثماني وهى بيت السحيمي وبيت مصطفي جعفر وبيت الخرازاتي المؤرخ بعام 1881م، والذين يعتبروا من أعيان القاهرة.
وتابع فوزي، على ناصية الدرب الأصفر ناحية شارع الجمالية سبيل وقف قيطاس، وكان يوجد بالدرب أيضا رباط البغدادية الذي بنته ابنة السلطان بيبرس البندقداري، وهو منشأة اجتماعية لرعاية النساء المطلقات أو الأرامل، تحت إشراف الشيخة صالحه زينب المعروفة ببنت البغدادية،وقد أدركه المؤرخ الشهير المقريزي.
بيوت الدرب الأصفر
بيت السحيمي ينسب الى آخر ساكن له وهو الشيخ أمين السحيمي شيخ رواق الأتراك بالجامع الأزهر الشريف والذي توفي عام ١٩٢٨م، والمنزل يعود إلى لعصر العثماني وينقسم إلى قسمين قبلي أنشأه الشيخ عبد الوهاب الطبلاوي كما مدون على الإزار الخشبي بالمقعد المطل على حوش البيت وتاريخه ١٦٤٨م ١٠٥٨ هجرية.
والقسم البحري من إنشاء إسماعيل بن الحاج شلبي عام ١٢١١هجرية ١٧٩٦ ١٧٩٧ م والمنزل من أروع البيوت العثمانية وكان به نافورة نُقلت إلى المتحف الإسلامي، والبيت به عناصر المنزل في العصر العثماني من قاعات وتختبوش وفناء وطاحونه وآبار مياه، وساقية لري الحديقة وتزويد البيت بالمياه كما توجد قاعه به تسمى القاشاني بها الكثير من القطع الخزفية المجمعة والقيمة
بيت الخرزاتى
وهو حرم لكلا من بيت السحيمي وبيت مصطفى جعفر وتاريخه كما هو مدون أعلى الباب في الشراعة المشغولة المعدنية ١٨٨١ م ويحتوى على العديد من الغرف والقاعات وزخارف على الأخشاب تتفق مع انتشار زخارف الباروك والركوكو في القرن الـ ١٩
بيت مصطفى جعفر الكبير
البيت مسجل تاريخ إنشائه ١١٢٥ هجرية ١٧١٣ م، ولكن أحدث الدراسات الأثرية أثبتت أن تاريخ وحداته وقاعاته أقدم، وأن مصطفى جعفر الكبير ليس المنشئ الأول بل هناك منشئين قبله فالمنشئ الأصلي شهاب الدين بن حسين عطي ومن بعده شمس الدين محمد على المصابني ثم اشتراها الخواجا مصطفى جعفر الكبير وليس مصطفى جعفر السلحدار تاجر البن بوكالة ذو الفقار فالسلحدار هو حفيد مصطفى جعفر الكبير.