سعيد عبدالعزيز يكتب: على أرض مصر
يوجد في مصر دولة منضبطة تدعي مستشفي الأطفال للسرطان، لا شك أنك عندما تذهب إلي هذا الصرح الطبي ينتابك شعور أنك خارج مصر فالوجوه مصرية و المرضي مصريين، و كل من يعمل بها تجد الابتسامة التي لا تجدها إلا في مصر ومع هذا تشعر بالغربة و أنت تمر بين جدرانها و تنتقل بين أقسامها من حيث النظافة و الترتيب الوظيفي و العمل الدؤوب المستمر و هذا ما أقصده بالغربة حيث تعودنا علي مشاهدة القمامة بجوار المستشفيات و المدارس و كأنها تكمل لوحة البناء.
حقيقة الأمر أنني من المتابعين لهذا الصرح سواء بزيارة أجمع فيها قوتي و أحاول رسم بسمة أمل لهؤلاء الأطفال أو متابعة أخبارها من خلال صفحتها المميزة أو من خلال علاقاتي الطيبة بمجموعة تعمل بداخل هذا الصرح و قد تقابلت في إحدي زياراتي لشخصيات محترمة تعمل في صمت لكن نشاطها صاخب يحمل معه كيفية التواصل بين الإدارة و المرضي من ناحية و بين كل من يذهب الي هذا الصرح سواء زائر أم متبرع أم متطوع، سوف تري العلاج بالفن و تشاهد سمر و غادة و هم يرسمون البسمة علي وجوه الملائكة و ستري العلاقات العامة همزة الوصل بين كل أطراف من تخطو قدمه هذا الصرح و ستري التفاني في العمل دون إنتظار بكلمة شكر أو إستحسان الكل يعمل و الكل يبتسم.
في الواقع أننا أمام دولة طبية داخل الدولة المصرية، حيث العمل المنضبط، وجدية الأطباء وابتسامة هيئة التمريض وروعة المكان تنعكس علي المرضي من الأطفال و ذويهم المصاحبون لهم في رجلة العلاج من هذا المرض اللعين و تري في أعينهم رغبة و إرادة للشفاء.
لقد رأيت مراراً شباب واعد من الأطباء تسلحوا بالرحمة قبل العلم فأعطاهم الله العلم و رأيت موظفي الإستقبال والإبتسامة تسبق الحديث و رأيت منهم أيضاً عدم البخل في سرد المعلومات عكس كثير من مؤسساتنا التي تحرم عليك المعلومة و كأنها أسرار حربية.
أسماء كثيرة عرفتها و أطفال كثيرة رأيتهم و أعمال خير رائعة عشت داخلها و يبقي السؤال و هو السبب الرئيسي لمقالي هذا
متي نتخذ من هذا الصرح الكبير و العظيم المثل الأعلي في إدارة شئون الطب و الصحة في بلادنا فهي لن تكلفنا الكثير و هي معادلة بسيطة.
إبتسامة مع إحترام النفس و رغبة في مساعدة مريض و عدم تكبر الأطباء و إدارة يجمعها حب و هدف عوامل سهل تنفذيها
المريض لا يحتاج الدواء فقط بل يحتاج الي بيئة طبية مؤهلة لإعطائه الأمل في أن شفاؤه إن تناول الدواء و هذا يحتاج الي قدرات.
مرة أخري و ليست أخيرة دعموا هذا الصرح و أي صرح طبي يسير علي نهج مستشفي الأطفال للسرطان.