بعروسة من القمح والفريك.. الأقباط يحتفلون بـ "أربعاء أيوب البار"
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، لليوم الثالث من البصخة المقدس في إسبوع الألآم.
وترأس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، اليوم، صلاة بصخة الأربعاء من كنيسة التجلي بدير الأنبا بيشوي في وادي النطرون بدون حضور شعبي.
وبثت القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" الصلاة بالبث المباشر.
ويوم الأربعاء من البصخة المٌقدسة هو يوم خصصته الكنيسة القبطية لإحياء ذكري قصة أيوب البار، وفيه أيضًا تحُيي الكنيسة تذكار خيانة يهوذا الإسخريوطي للسيد المسيح؛ والذي كأن إحد تلاميذه الإثني عشر، حيث سلمه للصلب بمقابل ثلاثون من الفضة.
ويصنع الأقباط عروس من القمح والفريك، لانه يتزامن هذا الاحتفال بأربعاء أيوب بظهور فيه بشائر زراعات القمح فى شكل سنابل رقيقة خضراء، ويرمز عروس القمح بالخير والتفاؤل، وتشير إلى نجاح المحصول ووفرته.
كما إن صناعتها تعود إلى عادة تمتد جذورها إلى مصر الفرعونية ثم القبطية القديمة، وكانت العادة فى المجتمعات القديمة أن تصنع العروسة من باكورة محصول القمح.
ويعلق الأقباط القمح فى مدخل المنازل والبوابات فى هذا التوقيت من كل عام، وعادة ما تترك هكذا طوال العام إلى أن يحل العام التالى، فتصنع بديلتها الجديدة فى أربعاء أيوب لتعلق مكانها، ويحرص الأقباط على إعداد طبق الفريك.
وفي هذا اليوم حتي يوم الجمعة العظيمة منعت الكنيسة السلام والقبلات عقب انتهاء الصلوات، أو فى أى مكان، وذلك احتجاجًا على قبلة يهوذا الخائن، ويستمر هذا الأمر حتى يوم سبت الفرح.
أما أربعاء أيوب فيوضح القس يوحنا فاير، كاهن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أستاذ العهد الجديد بالكلية الاكليريكية في العباسية بالأنبا رويس، إن الكنيسة تحيي تذكار أيوب البار، لافتًا إلي أن قصته موجودة في العهد القديم وليس في العهد الجديد، مشيرًا إلي أن الكنيسة تقرأ في هذا اليوم سفر أيوب بالكامل لانه يحمل من تشابه مع السيد المسيح له المجد فى تجاربه وآلامه الشديدة والنهاية السعيدة التى ختم بها حياته.
وأوضح " فايز" الي بوابة الفجر، إن الكنيسة القبطية تعتبر هذا اليوم بيوم التأمر ضد السيد المسيح، ذلك اليوم الذي تأمر الكهنة وشيوخ اليهود عليه، حيث اتى لهم يهوذا الاسخريوطي لهم طالبًا منهم بأنه مستعد أن يسلم لهم المسيح بمقابل 30 قطعة من الفضة، وبالفعل تم الإتفاق بأنه يسلمه لهم.
واستطرد قائلًا: إن يهوذا ميالًا نحو المال، وأراد السيد المسيح أن يعوِّضه عن هذا الميل بطريقة سليمة، فسمح له أن يكون أمينًا للصندوق "كان الصندوق عنده" (يو12: 6)، وبالرغم من ذلك، فقد أعمى الشيطان قلبه، وكان يسرق أموالًا من الصندوق، ولكن السيد المسيح أطال أناته عليه، ولم يفضحه في وسط التلاميذ، مع أنه كان سارقًا وكان الصندوق عنده، وكان يحمل ما يُلقى فيه" (يو12: 6).