بابا الفاتيكان: نصلّي لكي نتحد في الصعوبات ونتخطّى الأزمات
ترأس قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، صباح اليوم الثلاثاء القداس الإلهي في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان رفع خلاله الصلاة من أجل الوحدة، قائلا: نصلّي لكي يمنحنا الرب نعمة الوحدة فيما بيننا، ولكي تجعلنا صعوبات هذه المرحلة نكتشف الشركة بيننا وبأن الوحدة هي على الدوام فوق كل انقسام.
وتابع البابا فرنسيس: لقد فطرت عظة بطرس في يوم العنصرة قلوب الذين سمعوه، هذا الَّذي صَلَبتُموه أَنتُم، قد جَعَلَه اللهُ رَبًّا ومَسيحًا"، فلَمَّا سَمِعوا ذلكَ الكَلام، تَفَطَّرَت قُلوبُهم، فقالوا لِبُطرُسَ ولِسائِرِ الرُّسُل: "ماذا نَعمَل أَيُّها الأخَوة؟"، لقد كان بطرس واضحًا معهم وقال لهم: "توبوا وغيّروا حياتكم. أنتم الذين نلتم وعد الله وقد ابتعدتم عن شريعة الله وتبعتم أمورًا أخرى وأصنامًا عديدة... توبوا وعودوا إلى الأمانة". هذا هو الارتداد: العودة إلى الأمانة، ذلك الموقف الغير اعتيادي في حياة الناس وفي حياتنا. إذ هناك أوهام على الدوام تلفت انتباهنا وغالبًا ما نريد ان نذهب خلف هذه الأوهام فيما نحن مدعوون لكي نعيش الأمانة في السراء والضراء.
وأضاف الحبر الأعظم متسائلًا: "لكن هل الثقة بالذات هي أمر سيّء؟"، لا بل هي نعمة، من الجيّد أن يتحلّى المرء بالثقة ولكن ينبغي أن تكون الثقة بأن الرب معي، ولكن عندما أكون أنا محور ثقتي، وأبتعد عن الرب على مثال الملك رحُبعام أفقد أمانتي، من الصعب جدًّا علينا أن نحافظ على أمانتنا، وتاريخ شعب إسرائيل وكذلك تاريخ الكنيسة مليئان بقصص عدم الأمانة، وبالأنانية وبالضمانات التي يضعها شعب الله لذاته والتي تبعده عن الرب، فيفقد نعمة الأمانة. حتى فيما بيننا نحن الأشخاص تشكّل الأمانة فضيلة، ولكننا لسنا أمناء لبعضنا البعض دائمًا، ولذلك تأتي دعوة بطرس لنا: "توبوا، وعودوا إلى الأمانة مع الرب!"
وختم البابا فرنسيس عظته بالقول: لنطلب اليوم من الرب نعمة الأمانة، ولنشكره عندما يمنحنا ضمانات وألا نفكّر أبدًا بأنّها هي ضماناتنا الشخصيّة وننظر إلى أبعد من ضماناتنا؛ ولنطلب أيضًا نعمة أن نكون أمناء أمام القبور وأمام سقوط العديد من الأوهام، لأنّه ليس من السهل أبدًا أن نحافظ على الأمانة وبالتالي لمطلب منه هو أن يحفظنا فيها.