"مدفعتش ولا مليم".. مصرية ترصد رحلة عودتها من نيويورك حتى فندق الحجر الصحي بمرسى علم
في ظل تهافت العديد من المصريين على العودة لمصر بعد توقف أعمالهم وتخوفهم من الإصابة بفيروس كورونا، الذي أصاب كل بلدان العالم، وأصاب وقتل أكثر من مليون ومئات الآلاف من البشر، وتسعى الحكومة لتوفير كل سبل الحماية للمصريين العائدين من الخارج للاطمئنان على صحتهم ورعاية المصابين منهم.
وروى عدد من المصريين العائدين كيف تمت معالمتهم منذ وصولهم للمطار والإجراءات التي تتخذها الدولة لتجنب انتشار الفيروس والفرق بينها وبين ما يتم بالخارج، وكتب بعضهم ما حدث معهم منذ ركوبهم الطائرة وحتي عودتهم لديارهم فيما نشر أخرون فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي.
"إيثار" تحكي قصة عودتها
وحكت إيثار كمال العائدة من نيويورك قصتها منذ أن قررت العودة من أمريكا حتى وصولها لمصر ودخولها العزل الصحي، قائلة: "قمت بتأجير عربية علشان أسوق ٤ ساعات لواشنطن. وقمت بمسح وتنظيف شامل بالمناديل المعقمة لكل جزء في العربية من الداخل ثم ركبت أوتوبيس لمطار دالاس. عمري ما شفته فاضي ومهجور زي النهارد".
وأضافت: "لبست ماسك لأول مرة. بقالي ٢٤ يوم في البيت وفعلًا شيء غريب إزاي احنا بنتعود على أي حاجة؛ احساس أني محاطة بأشخاص بقى غريب".
في الطريق لـ"مصر للطيران
وذكرت إيثار أنها توجهت لشركة مصر للطيران ووقعت ورقة تقر فيها بأنها موافقة على العزل في أي مكان تحدده الحكومة، والتي قررت أن يكون العزل في مرسى علم بدلا من القاهرة.
وتابعت حديثها قائلة: "قمت بالمرور من الأمن وغريبة إنهم كانوا عادي مش قلقانين من المسافة، مقربين قوي ولا حد منهم لابس ماسك، ولاجوانتيات، وطبعا كالعادة لازم يحسسوا أيديهم على حجابي".
واستدرجت قائلة: "الطائرة كانت مزدحمة جدا، ومسحت بالمناديل المعقمة كل حاجة. المضيفات والمضيفين وزعوا علينا ماسكات لكل حد مش معاه. المفاجأة الحلوة ان أغلب المسافرين كانوا لابسين الماسك بتاعه".
في ركن بعيد
وروت إيثار ما حدث مع المسافرين عقب نزولهم من الطائرة، قائلة: "بعد ١١ ساعة ومشاهدة ٤ أفلام، وصلنا مطار مرسى علم. كل٢٠ شخص بس هم المسموح لهم ينزلوا ويركبوا باص واحد كل مرة. وزعوا علينا ماسكات وكل الهاند باجز اترشوا. وقاموا بقياس درجة الحرارة لكل شخص قبل ما ندخل قاعة الانتظار. أكثر من مرة أذاعوا من فضلكم اقعدوا وبلاش تتجمعوا مع بعض.انا رحت قعدت في ركن بعيد".
وأوضحت أنه تم استقبال العائدين بالورد والمعجنات والشاي والمياه والعصير، مشيرة إلى أن جميع العاملين كانوا يرتدون الكمامات من أجل الحماية من الميكروبات.
وذكرت أنها خضعت لاختبار بعد وصولها للمطار، قائلة: "الحقيقة مش عارفة ايه الاختبار بالظبط (ممكن يكون اختبار لمضادات الفيروس في الجسم) لكن هم شكوا صباعي وبعد ١٠ دقايق قالوا انا سليمة وتمام".
وأضافت: "عديت من الجوزات في ثواني، أخذت كل حقائبي اللي اترشت قبل ما تنزل على سير الشنط وبعدين الجمارك. وبعدين رشوا الحقائب مرة ثانية قبل ما يحطوها في أتوبيسات مكيفة".
ونوهت إلى أن الأتوبيس أخذ حوالي ١٥ دقيقة للوصول للفندق، وطلبوا من العائدين مليء ورقة بالمعلومات المطلوبة للفندق الذي سيقيمون فيه، حتى لا يحدث زحام، ثم توقفت الأوتوبيسات في طابور ونزل المسافرون بهدوء لتجنب الزحام، معبرة عن انبهارها بالتنظيم الذي فاق توقعاتها".
وذكرت أنه بعد حوالي ٤٠ دقيقة، نزل الركاب من الأتوبيسات وتم رش الحقائب للمرة الثالثة والمسافرين وأحذيتهم في أقل من نص دقيقة، ثم أخذوا جوازسفرها وأعطوها وثيقتين ومفاتيح غرفتها بالفندق.
لم تدفع أموال
وأنهت إثار حديثها، مؤكدة أنها لم تدفع أي أموال منذ رحيلها من نيويورك وحتى وصولها لغرفتها بالفندق في مرسى علم، وقالت: "مفيش أي حد طلب مني أدفع أي فلوس ولا حتى طلبوا كارت الائتمان علشان أي حاجة زيادة ممكن أطلبها. الغرفة فيها كل حاجة. مياة شاي قهوة صودا وورق تواليت. حاجات تكفي عائلة كاملة. فيه ترابيزات صغيرة خارج كل غرفة ويوضع عليها الوجبات ٣ مرات يوميا بانتظام (فراخ وخضار وسلطة وجبن ومخلل وأرز وعيش وكنافة وفاكهة وآخر دلع) وفي رقم نكلمه لو محتاجين حاجة من الصيدلية أو السوبر ماركت."
وأشادت بترتيبات الحكومة لإعادة العالقين بالخارج، داعية لرد الجميل لصندوق تحيا مصر التي تمت الاستعانة بأمواله في مواجهة أزمة فيروس كورونا، من أجل استخدام أمواله لدعم الأشخاص الأكثر احتياجا.