انفراد| "الفجر" داخل مستشفى الحميات ببورسعيد.. ملحمة وطنية لإنقاذ مرضى كورونا
في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد، خلت الشوارع من المارة، ولجأ المواطنون إلى المنازل، حتى أصبحت الطرق مخيفه بهدوئها القاتم، وفي ظل تلك الظروف، وضع الأطباء أرواحهم على أعناقهم لمجابهة هذا الفيروس القاتل.
"الفجر" تجولت بمستشفي حميات بورسعيد، معقل فيروس "كوفيد 19"، ورصدت ما يجول داخل أروقة العزل الصحي للحالات المُصابة.
ملاحم بطولية يُسطرها أبطال جيش مصر الأبيض داخل المستشفي، لإنقاذ المصابين بكورونا المستجد، بمعاونة كافة الأجهزة التنفيذية، الأمنية، مؤسسات المجتمع المدني، والأحزاب السياسية، ليمثلوا خط الدفاع المصري الأول في مواجهة الفيروس الذي أسقط أنظمة طبية ذات تصنيف عالمي.
ما بين استقبال حالات الاشتباه بفيروس كورونا، وتحليل العينات والمسحات الخاصة بهم، ومعالجة الذين ثبُتت إيجابيات نتائجهم حتي يتم نقلهم إلى مستشفيات الحجر الصحي التي حددتها وزارة الصحة والسكان، يعيش الأطقم الطبية رحلات يومية لعشرات المترددين داخل محافظة تُعد الأصغر بين المحافظات المصرية والتي لم يتجاوز تعداد سكانها المليون نسمه.
فوبيا كورونا
يبتعد المواطنون عن السير بجوار بوابات مستشفي الحميات التي تقع في شارع سعد زغلول "الثلاثيني" بحي المناخ، حتي لا تلاحق خلاياهم حُمَات كورونا المستجد، نجد أفراد الأمن يقفون علي البوابات لاستقبال المرضى ويسألونهم عن مدى إصابتهم لتوجيههم إلى مكان الكشف عليهم.
خِيَم الفيروس
حددت محافظة بورسعيد، خيمة داخل كل مستشفي لاسيما الحميات بها طاقم طبي لاستقبال المشتبه إصابتهم بـ "كوفيد 19"؛ فيتم سؤال المريض عن الأعراض التي يعاني منها كالصداع، السعال، القيء، الإسهال، وضيق التنفس، ثم يتم الكشف عليه ظاهريًا بقياس درجة الحرارة والتبين من حالة الحلق "البلعوم" إن كان به التهاب من عدمه.
وفقًا لبروتوكول وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، يتم وضع درجات لكل عرض يظهر علي المريض أو يتم اكتشافه، وبناءً عليه يُحدَد له علاج ويغادر، أو الاشتباه به كحالة مصابة بالفيروس، ويتم حجزه لإجراء عدد من الفحوصات الأخرى كتحليل صورة دم كاملة، أشعة علي الصدر، ومن ثم تحليل الأجسام المضادة "P C R" وكورونا المستجد.
العزل المنزلي
يقول الدكتور محمود الجرايحي، مدير مستشفى الحميات ببورسعيد، إن عزل المريض يتم علي طريقتين، الأولى في المنزل عند ظهور بعض الأعراض الخفيفة والمتشابهة مع نزلات البرد العادية أو التواجد بالمصادفة في مكان اكتُشِفَ بعد ذلك وجود مصابين بكورونا المستجد، أو اختلط بمصاب بشكل غير مباشر ولم تظهر عليه أية أعراض، مضيفًا أن فترة العزل تكون 14 يومًا وهي حضانة الفيروس.
وأوضح "الجرايحي"، أنه عندما يعاني الشخص المعزول بالمنزل من كحه أو سُعال أو ضيق بالتنفس، يتوجه فورًا إلى المستشفي أو عن طريق الإسعاف بالاتصال بالرقم الساخن "105"، ويتم عزله حينها داخل المستشفي، واجراء التحاليل الخاصة بالفيروس.
العزل بالمستشفي
في حالة الاشتباه بإصابة المريض بفيروس "كوفيد 19"، من خلال الكشف داخل الخيمة بقسم الاستقبال عن طريق الأخصائي والطبيب المُقيم، يؤكد مدير مستشفي الحميات ببورسعيد، أنه بوجود علامات في صورة الدم والأشعة، والعلامات الحيوية من خلال الكشف الطبي المُوقع عليه أو أنه مخالط لمريض إيجابي يتم تشخيصه كاشتباه، ويصطحبه فريق مكافحة العدوى والمتواجد بشكل دائم إلى قسم العزل الذي ينقسم إلي طابقين داخل المبنى الغربي بالمستشفى.
الرعاية والجاهزية
منذ بداية أزمة فيروس كورونا المستجد، وتم تجهيز مستشفي الحميات لتكون المتخصصة في استقبال الحالات المشتبه بها حتي يتبين إيجابية الإصابة من عدمها، ويشير "الجرايحي" إلى أن استعدادنا إلى الآن أكبر من الحالات التي يتم استقبالها، وهذا يرجع لمجهودات الطاقم الطبي والعمال داخل المستشفى، فالكل يعمل كخلية نحل، حتي أنهم يتخطوا مواعيد العمل الرسمية لانجاز الأعمال حفاظًا على أرواح المرضى.
الحالة إيجابية
بمجرد ظهور إيجابية الحالة المشتبه بإصابتها، يتم إبلاغ "المعامل المركزية بوزارة الصحة، مديرية الشئون الصحية بالمحافظة، إدارة الطب الوقائي"، ونبدأ في التعامل بإحضار سيارة إسعاف مُجهزة وتزويدها بجهاز تنفس صناعي إذا كان المريض يحتاج إليه.
ولفت مدير الحميات، إلى أنه يتم نقل الحالة الإيجابية لفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، لإحدى مستشفيات الحجر الصحي التي حددتها وزارة الصحة والسكان بعدد من المحافظات المصرية.
رسالة
وناشد الدكتور محمود الجرايحي، أهالي محافظة بورسعيد، عدم الانسياق وراء الشائعات التي يتم بثها عبر "السوشيال ميديا" وتُثبِط من عزيمتنا جميعًا كمصريين في مواجهة هذا الكورونا، ودعونا نباشر عملنا بجد وتفاؤل حتي نعبر الأزمة، قائلًا "احنا بنعمل ده عشانكم ".
ودعا مواطنو بورسعيد، الاستفادة من هذه الفترة بالتقارب الأُسري والتماسك أكثر، ودعم العلاقات بين أفراد العائلة الواحدة، بالتزامن مع الالتزام بتعليمات الدولة المصرية ووزارة الصحة للحد من انتشار "كوفيد 19"، والسيطرة عليه حتي ننتهي منه تمامًا.