طبيب نفسي يضع "روشتة" للتعامل مع "كورونا"
استحوذت أخبار انتشار فيروس كورونا المستجد على اهتمام كافة وسائل الإعلام التقليدي والجديد، ورواد وسائل التواصل الاجتماعي، فأصبح لا صوت يعلو فوق صوت الكورونا، ما أصاب الكثيرين بوسواس العدوى أو المرض، نتيجة التدفق الهائل للأخبار بهذا الشأن، ووصف أحد رواد الـ"سوشيال ميديا"، الأمر قائلا: "إذا استمر انتشار فيروس كورونا وأخباره بهذا الشكل فقد تحتاج البشرية مصحّات نفسية وليس حجرًا صحيًا فقط.. ما يجرى أمر يفوق التصور وكأنما نشاهد أحد أفلام هوليوود عن نهاية العالم".
وقال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن الصحة النفسية أخطر على الإنسان من المرض العضوي، لافتا إلى أن البعض قد يشعر بأعراض مماثلة لفيروس كورونا، بسبب القلق والتوتر، موضحا أنه بالنسبة للقلق فعندما يشتد على الإنسان، يظهر فى صورة إرهاقًا شديدًا يصيب الجسم بأكمله، وصداع وزغللة وآلام الحلق وضربات القلب السريعة، وآلام في المعدة وآلام في القولون وإحساس بالإجهاد العام.
وتابع "فرويز"، في مداخلة هاتفية، أن هناك مرضًا آخر، يصيب الإنسان وهو الوسواس القري، ويشعر الشخص أنه مصابًا بالكورونا، متوهما، وهذا بسبب المتابعة الزائدة للأخبار عن كورونا، لافتا إلى أنه في المرضين تتواجد كل أعراض الكورونا عدا الحرارة، ما يسبب ضغط على مقدمي الخدمات الصحية وضياع فرص العلاج على المرضى الحقيقين.
وأشار استشاري الطب النفسي، إلى دراسة أمريكية نشرت في عام 2018، أفادت أن 60% من المترددين على العناية المركزة للقلب فى الفترات المسائية هم حالات نفسية وليست عضوية، وذلك بسبب القلق الزائد، لذلك يبقى الفارق والحد الفصل والقاطع هو ارتفاع درجة الحرارة.
وأوضح أن أكثر المعرضين لهذه الحالة، هم الشخصيات العُصابية ومرضى الوسواس القهرى، كما أشار إلى أهمية التريث والكورونا بل والتوقف عنها إلا فى حالات الضرورة حتى لا نصاب بالقلق الزائد، لافتا إلى أن فيروس كورونا ليس عيبا، ووصمة عار والبعض يعتبره كذلك نتيجة للثقافة الخاطئة.
وشدد "فرويز"، على أهمية الإبلاغ عن المصاب، وأن السكوت عليه جريمة فى حق الآخرين من خلال الاختلاط، سواء فى فترة المرض أو بعد الوفاة، نظرا لخطورته على الآخرين، مناشدًا المشرع المصري سن قانون جرم عدم الإبلاغ.
ونصح المواطنين بالبقاء في المنازل، موضحا: "تكون البيوت ممتلئة بالناس أفضل من بيوت من غير ناس.. بيوت بلا ناس مش هتنداس" فعلينا الصبر لمدة الحظر، وخاصة ان كل الظروف ضدنا، فمن المعروف ان فترة تغيير الفصول تؤدى الى اكتئاب، وييجب استغلال فترات العزل فى جعلها هدنة والتقرب من الأسرة "وقربوا من ولادكم، وتحدثوا معهم في الأمور الدينية"، كما نصح بمشاهدة الأفلام وممارسة الرياضة.
ونصح المصابين بالسرطان والأمراض المزمنة وكبار السن والحامل عدم الخروج بعدم التعامل مع الأشخاص والعزل التام، كما نصح الإعلاميين بالتريث والتأكد من الأخبار قبل كتابتها والحصول على الأخبار من مصادرها الأساسية، لعدم صنع واقع أكثر قلقا.