من الطاعون إلى كورونا.. تاريخ مواجهة الكنيسة للأوبئة
تظل الكنيسة القبطية رمزًا وطنيًا يعي بأحوال الوطن والشدائد التي حالت عليه مُنذ سنوات، حيث أثرت على مصر بالعيديد من الإيجابيات والسلبيات.
ومُنذ مئات السنين حتى القرن الجاري، واجهت الكنيسة المصرية العديد من الأمراض والأوبئة والتي خلفت إصابات ووفيات كثيرة.
وبدأت في القرون الماضية إصابة أحد بطاركة الكنيسة بمرض الطاعون ويُعتبر الأول من نوعه مُنذ تأسيس الكنيسة القبطية في مصر، التي وضعت في حالة من الهلع والزعر الشديد بين الاقباط، حيث اتخذت الكنيسة بعض الإجراءات العديدة في ذلك الوقت منها إقامة الصلوات في جميع الكنائس، ومنع الزيارات للمٌصاب.
وفي الأيام الجارية، انتشر وباء جديد لأول مرة يظهر في حياة البشرية وهو فيروس كورونا المُستجد، اتخذت كل دول العالم العديد من الإجراءات التي من شأنها الوقاية والحماية، وكان للدولة المصرية ومؤسساتها العديد من الإجراءات والقرارات.
وأعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية غلق جميع الكنائس، وإيقاف الخدمات الطقسية والقداسات والأنشطة.
- الكنيسة في زمن الطاعون:
وتفشى مرض الطاعون في مصر عام 1836م عانى فيها القطر المصري في عهد محمد علي، من هذا الوباء، وكان للكنيسة دور كبير، حيث قام الأنبا سينسيوس مطران، البحيرة والخمس مدن الغربية، بمساندة الشماسات والأرامل لخدمة المرضى في المستشفى، بحسب موقع تراث الكنيسة القبطية.
وكان يردّد قوله: "ليس لدينا متسع من الوقت الآن للنحيب وللبكاء على الموتى، بينما الأحياء من حولنا أحق برحمتنا ودموعنا"، بحسب مذكرات الشماسة أيْريني، التي نقلها الراهب أندريّا الليبي".
- إصابة البابا ميخائيل الثاني:
يُعد الطاعون من أخطر الأوبئة التي أصابت البلاد، بل كان السبب الرئيس لمعظم الوفيات في مصر في تلك الآونة، وتؤكد إحدى الدراسات أن الطاعون لا يأتي مطلقًا من داخل مصر.
ولكنه يظهر أولًا على شاطئ الإسكندرية، ومنه إلى رشيد ودمياط والقاهرة، ويسبق ظهوره وصول بعض السفن القادمة من سوريا، وإسطانبول لنقل الملابس الصوفية ولوازمها، حيث يكون الطاعون شديدًا في إحدى مدنها خلال الصيف.
وجال البابا ميخائيل الثاني، بابا الإسكندرية والبطريرك الـ 68 من بطاركة الكنيسة القبطية، حول رعاياه ليواسيهم ويشجعهم ويرفع عنهم الصلوات، حتى أصيب هو ذاته بالمرض ورقد به سنة 1102 م، وكان في عهد الآمر بأحكام الله بن المستعلي.
- الطاعون الأسود يقضي على العديد من الكهنة:
وبحسب السنكسار، في سنة نياحة البابا بطرس السادس الـ 104، وقع وباء الطاعون في البلاد مع قحط شديد وتنيَّح قسوس كثيرون وأساقفة ووقع الموت على الناس من الإسكندرية إلى أسوان، واضطر الناس إلى ترك الزرع حتى صاروا يدفنون في الحصر من قلة الأكفان.
وفي تلك السنة تلفت زراعة القمح في وادي النيل ولم يسد حاجة البلاد ووقع القحط والغلاء.