الكنيسة تحيي ذكرى رحيل البابا شنودة وتغلق مزاره بسبب كورونا
تُحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، الذكرى الثامنة لرحيل البابا شنودة الثالث.
وقرر دير الانبا بيشوي بوادي النطرون، والذي يوجد فيه مدفنه، إقامة صلاة القداس لذكراه مقتصرًا علي حضور مجمع رٌهبان الدير، وغلق المزار الخاص به، أمام الزوار، وذلك الوقاية من تفشي فيروس كورونا المستجد.
من هو شنودة الثالث:
هو البطريرك الثالث علي الكنيسة القبطية يحمل إسم شنودة رقم الـ 117، وهو من مواليد قرية سلام التابعة لمحافظة أسيوط، 3 أغشطس من عام 1923م بأسم نظير جيد روفائيل، وتوفت والدته عقب ولادته مباشرًا فأرضعته أحد الجيران وهي سيدة مسلمه.
التحق بجامعة فؤاد الأول، في قسم التاريخ، وبدأ بدراسة التاريخ الفرعوني والإسلامي والتاريخ الحديث، وحصل على الليسانس بتقدير (ممتاز) عام 1947. وفي السنة النهائية بكلية الآداب التحق بالكلية الإكليركية، وعقب حصوله على الليسانس بثلاث سنوات تخرج من الكلية الإكليركية، عمل مدرسًا للتاريخ، حاضر خلالها فصولًا مسائية في كلية اللاهوت القبطي، وكان تلميذًا واستاذاُ في نفس الكلية.
رٌسم أسقفًا للتعليم بأسم الأنبا شنودة، في عام 1959 بيد البابا الراحل كيرلس السادس، ليكون أول أسقف للتعليم المسيحي في الكنيسة كلها.
وبعد رحيل البابا، أجريت إنتخابات الباباوية في 13 أكتوبر 1971، ثم جاء حفل تتويج بأسك البابا (شنودة الثالث) للجلوس على كرسي في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة في 14 نوفمبر من العام نفسة، ليصبح رابع أسقف أو مطران يصبح البابا بعد البابا يوحنا التاسع عشر (1928 - 1942) ومكاريوس الثالث (1942 - 1944) ويوساب الثاني. (1946 - 1956)
البابا والرئيس المؤمن:
مع بدء تولى محمد أنور السادات، حكم مصر، ونظرًا لشخصية البابا التى كانت تتميز بالثورية وتقارب سنه مع الرئيس، أخذت العلاقة بينهما طابع " الندية" الذى تحول إلى صراع.
بدأ الصدام مبكرًا بينهما عقب حادثة الخانكة عام 1972، حينما تم حرق جمعية الكتاب المقدس فى منطقة الخانكة، على خلفية قيام بعض المسيحيين بأداء الشعائر الدينية بها تمهيدًا لتحويلها إلى كنيسة، رغم عدم حصولها على ترخيص لذلك الغرض.
فقامت وزارة الداخلية بإزالة بعض المبانى التابعة للجمعية، التى تدخل ضمن الهيكل العام للكنيسة المزمع إنشاؤها، ومنعت استعمالها فى الصلاة، ليصدر البابا أوامره بتنظيم مسيرة من القساوسة ضمت قرابة ألف كاهن حتى مقر الجمعية وأقاموا بها الصلاة وسط حراسة أمنية، ما أثار النعرات الطائفية فى المجتمع، حيث خرجت مسيرة مضادة من المسلمين فى اليوم التالى من مسجد السلطان الأشرف الذين أطلق عليهم أحد الأقباط النار ليحرق المسلمون منزله وأماكن أخرى للأقباط، ومنذ هذه اللحظة بدأ "السادات" يشعر أن البابا يقود الأقباط وكأنه زعيم سياسى وليس رجل دين واعتبر هذه المسيرة غير المسبوقة تحديًا مسيحيًا وتمردًا علنيًا على حكمه.
إلا أنه فى العام التالى 1973، زار "السادات" المقر البابوى فى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية والتقى بالبابا شنودة وأعضاء المجمع المقدس للكنيسة وأدى صلاة الظهر داخل الكنيسة بحسب تصريحات للبابا شنودة نُشرت فى مجلة الكرازة الناطقة بلسان الكنيسة.
وعقب حرب 1973 تزايدت أحداث العنف الطائفى فى مصر التى تلقفها أقباط المهجر، خاصة فى الولايات المتحدة الأمريكية، لينظموا مظاهرات ضد "السادات" خلال زيارته إلى واشنطن عام 1975 رغم طلبه من الكنيسة إيقافها ليعتبره تحديًا من الكنيسة له.
والتقى السادات مع بابا في عام 1976 وكان اللقاء في القناطر الخيرية بهدف أن يشكوا الرئيس لقداسته مما يكتبه الأقباط فى المجلات الأجنبية، وظلت المناوشات بين الكنيسة والرئيس خاصة عقب إعلان "السادات" أن تعداد المسيحيين فى مصر مليونان و330 ألف مسيحى، فيما ردت عليه الكنيسة بأن تعدادهم 7 ملايين، وذلك قبيل انتخابات مجلس النواب عام 1976 التى لم يعين فيها الرئيس سوى قبطى واحد بعد أن رشحت له الكنيسة 10 أشخاص، ليأتى الإعلان عن قانون الردة الذى كانت الدولة تعتزم إقراره عام 1977 ليقطع الشعرة التى كانت لا تزال تربط بين السادات والبابا، وتعقد الكنيسة مؤتمرًا تحت قيادة البابا وتصدر بيانًا تطالب فيه بإلغاء المشروع واستبعاد التفكير فى تطبيق الشريعة الإسلامية على غير المسلمين، ودعت الأقباط للصوم الانقطاعى لثلاثة أيام.
موقف البابا الوطني تجاه إسرائيل:
أعلن البابا رفضه لإتفاقية السلام مع إسرائيل ورفض الذهاب مع السادات وقتها إلى الكنيست الإسرائيلى، ليٌطالب الرئيس بمنع البابا من إلقاء الإجتماع الأسبوعى، ليصدر البابا قرارًا بعدم الاحتفال بالعيد فى الكنيسة وعدم استقبال المسئولين الرسميين، احتجاجًا على اضطهاد الأقباط فى مصر، ورفض إذاعة الاحتفال بالأعياد فى وسائل الإعلام، كما جرت العادة وقتها، وكانت هذه المرة الوحيدة التى يقر فيه البابا علانية بوجود اضطهاد للأقباط فى مصر ولم يفعلها بعد ذلك مطلقًا.
تحديد إقامته وعزل البابا من منصبه:
عقب أحداث الزاوية الحمراء بالقاهرة الطائفية في يونيو 1981ليأتى ذروة الصدام مع تحديد السادات إقامة البابا فى دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون عقب اعتقالات سبتمبر الشهيرة، وتشكيل لجنة بابوية لإدارة شئون الكنيسة.
علاقة البابا مع الرئيس مبارك:
بعد إغتيال السادات في حادثة المنصة الشهيرة خلال إحتفالات إنتصارات اكتوبر في 14 أكتوبر 1981 حتى تم انتخاب محمد حسني مبارك رئيسًا للجمهورية، تميزت العلاقة بين «مبارك» و«شنودة» بالهدوء، ولم يكن بها التصعيد الذى تم فى حقبة السبعينات، حيث أفرج عن البابا فى 1985 والتقاه، وعاد «شنودة» لممارسة مهام البابوية، وسارت الأمور فى هدوء، بل وتطورت لصداقة، حيث ساند «شنودة» «مبارك» عقب محاولة اغتياله فى أديس أبابا، ورفض الخروج عليه فى مظاهرات ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 رغم تفجير كنيسة القديسين.
البابا والمشير:
لم تكن إلا فترة قليلة عاصرها البابا شنودة في عهد المجلس العسكري برئاسة المشير طنطاوي، الذي كان يدير البلاد في فترة إنتقاليه في عام 2011، حيث شهد قداسته خروج الأقباط من تحت عباءة الكنيسة لتحدث صدامات بين الدولة وقتها والأقباط ليعتصموا أمام مبني ماسبيرو محتجين علي حرق وهدم الكنائس من قبل جماعة الاخوان المسلمين.
إلا أنه فى العام التالى 1973، زار "السادات" المقر البابوى فى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية والتقى بالبابا شنودة وأعضاء المجمع المقدس للكنيسة وأدى صلاة الظهر داخل الكنيسة بحسب تصريحات للبابا شنودة نُشرت فى مجلة الكرازة الناطقة بلسان الكنيسة.
وعقب حرب 1973 تزايدت أحداث العنف الطائفى فى مصر التى تلقفها أقباط المهجر، خاصة فى الولايات المتحدة الأمريكية، لينظموا مظاهرات ضد "السادات" خلال زيارته إلى واشنطن عام 1975 رغم طلبه من الكنيسة إيقافها ليعتبره تحديًا من الكنيسة له.
والتقى السادات مع بابا في عام 1976 وكان اللقاء في القناطر الخيرية بهدف أن يشكوا الرئيس لقداسته مما يكتبه الأقباط فى المجلات الأجنبية، وظلت المناوشات بين الكنيسة والرئيس خاصة عقب إعلان "السادات" أن تعداد المسيحيين فى مصر مليونان و330 ألف مسيحى، فيما ردت عليه الكنيسة بأن تعدادهم 7 ملايين، وذلك قبيل انتخابات مجلس النواب عام 1976 التى لم يعين فيها الرئيس سوى قبطى واحد بعد أن رشحت له الكنيسة 10 أشخاص، ليأتى الإعلان عن قانون الردة الذى كانت الدولة تعتزم إقراره عام 1977 ليقطع الشعرة التى كانت لا تزال تربط بين السادات والبابا، وتعقد الكنيسة مؤتمرًا تحت قيادة البابا وتصدر بيانًا تطالب فيه بإلغاء المشروع واستبعاد التفكير فى تطبيق الشريعة الإسلامية على غير المسلمين، ودعت الأقباط للصوم الانقطاعى لثلاثة أيام.
موقف البابا الوطني تجاه إسرائيل:
أعلن البابا رفضه لإتفاقية السلام مع إسرائيل ورفض الذهاب مع السادات وقتها إلى الكنيست الإسرائيلى، ليٌطالب الرئيس بمنع البابا من إلقاء الإجتماع الأسبوعى، ليصدر البابا قرارًا بعدم الاحتفال بالعيد فى الكنيسة وعدم استقبال المسئولين الرسميين، احتجاجًا على اضطهاد الأقباط فى مصر، ورفض إذاعة الاحتفال بالأعياد فى وسائل الإعلام، كما جرت العادة وقتها، وكانت هذه المرة الوحيدة التى يقر فيه البابا علانية بوجود اضطهاد للأقباط فى مصر ولم يفعلها بعد ذلك مطلقًا.
تحديد إقامته وعزل البابا من منصبه:
عقب أحداث الزاوية الحمراء بالقاهرة الطائفية في يونيو 1981ليأتى ذروة الصدام مع تحديد السادات إقامة البابا فى دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون عقب اعتقالات سبتمبر الشهيرة، وتشكيل لجنة بابوية لإدارة شئون الكنيسة.
علاقة البابا مع الرئيس مبارك:
بعد إغتيال السادات في حادثة المنصة الشهيرة خلال إحتفالات إنتصارات اكتوبر في 14 أكتوبر 1981 حتى تم انتخاب محمد حسني مبارك رئيسًا للجمهورية، تميزت العلاقة بين «مبارك» و«شنودة» بالهدوء، ولم يكن بها التصعيد الذى تم فى حقبة السبعينات، حيث أفرج عن البابا فى 1985 والتقاه، وعاد «شنودة» لممارسة مهام البابوية، وسارت الأمور فى هدوء، بل وتطورت لصداقة، حيث ساند «شنودة» «مبارك» عقب محاولة اغتياله فى أديس أبابا، ورفض الخروج عليه فى مظاهرات ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 رغم تفجير كنيسة القديسين.
البابا والمشير:
لم تكن إلا فترة قليلة عاصرها البابا شنودة في عهد المجلس العسكري برئاسة المشير طنطاوي، الذي كان يدير البلاد في فترة إنتقاليه في عام 2011، حيث شهد قداسته خروج الأقباط من تحت عباءة الكنيسة لتحدث صدامات بين الدولة وقتها والأقباط ليعتصموا أمام مبني ماسبيرو محتجين علي حرق وهدم الكنائس من قبل جماعة الاخوان المسلمين.
رحيله الذي ابكي المسلمون والعرب:
في 17 من مارس 2012 صعدت روح البابا الي السماء فتبدلت مصر بالدموع تبكى رحيل البابا ١١٧ للكنيسة القبطية المصرية، الذى ظل جالسًا على كرسيها ٤٠ عامًا تغير فيهم الكثير وبدل فيهم حالها ونقلها من عصر إلى عصر حتى وصلت دعوتها لـ٦٢ دولة حول العالم بنيت فيها الكنائس وارتفع اسم الله.