إيمان كمال تكتب: الستات "كمالة عدد" فى السينما
دائما ما أقول إننى محظوظة بأننى لم أترب على الفروق العادية بين الرجل والمرأة وكأننى حظيت بحماية إلهية أبعدتنى تماما عن هوس المطالبة بحقوقى كامرأة وكأننى أيضا لم أعان مثل قصص الكثيرات التى أسمعها باندهاش وغرابة.. فأعتبر نفسى دائما أيضا «مش كمالة عدد» هكذا ربانى والدى وهكذا أشبعتنى السينما بالنماذج التى اعتبرتها نموذجى المفضل.
من عزيزة أمير وحتى ماجدة ونادية لطفى حملت كثير من النجمات لواء المرأة سينمائيا، وفاتن حمامة حينما قررت أن تغير مسار أعمالها وتتخلى عن الأدوار النمطية التقليدية التى قدمتها لسنوات طويلة،وشادية فى بعض أعمالها أيضا، وامتد لأجيال متلاحقة فكانت إلهام شاهين هى النموذج الأقرب لماجدة مع اختلاف الأفكار والنموذج لكل منهما، ولكن ميز بعض نجمات الزمن الجميل «القضية» والهدف.. الهدف الحقيقى تجاه التأكيد على أن المرأة «مش كمالة عدد» فهى «إنسان»، بكل ما تحمله الكلمة من معان عادية.. وبالمناسبة الأمر لم يقتصر فقط على الفنانات فهناك كثير من النجوم الرجال كان لديهم رحابة الصدر وسعة التفكير فى تقديم تلك النوعية من الأعمال التى شكلت وجداننا وكانت الداعم الحقيقى لكثير من القضايا الخاصة بالنساء.
مع كل تعاقب الأجيال السينمائية تظهر دائما فنانة تحمل اللواء الذى حملته نجمات القضية،وهو ما جعلنى أفكر جديا فى الفنانة الحالية على الساحة التى تفكر جيدا فى أعمالها، نعم لا يمكن أن ننكر بأن لدينا موهوبات، ونجمات على الساحة استطعن أن يحملن البطولات ولكن المعركة أصبحت «من البطل» من يتصدر الشباك؟ النجم صاحب العمل أم النجمة؟
من سيكتب اسمه أولا على التترات، من ستصبح الأعلى أجرا؟ من الفنانة التى ستنتصر لصورة المرأة على الافيش فتتصدره؟ عظيم جدا ولكن من تلك الفنانة التى تجازف وتملك الثقافة والوعى الحقيقى لتقديم قضايا حقيقية ملهمة؟
الأزمة بالتأكيد ليست فى الفنانات فقط، فالإجابة البديهية هى عدم وجود أعمال مكتوبة تحمل نفس القيمة والهدف كتلك التى قدمت قديما فى أفلام بداية من «الورشة» لعزيزة أمير وحتى «الآنسة حنفى وللرجال فقط والحقيقة العارية وأريد حلا وأنا حرة والباب المفتوح» وغيرها من الاعمال التى سعت لفضح الواقع المفروض على النساء.
قد أكون مجحفة ويكون هناك بالفعل قليل من الأعمال التى حاولت أن تكسر الجمود الذى نعانى منه منذ سنوات،ولكن الندرة وقلة الاعمال كنقطة فى بحر أعمال تصر على فرض هيمنة الذكورية على المجتمع، وهنا بالتأكيد لا أطالب بسينما «الفيمنست» بل تلك الأعمال الملهمة التى تحيى القيمة الحقيقية للنساء التى تربينا عليها وتشربنا منها أننا لسنا بحاجة لنكون رجالا ولكننا بنى اآدمين نملك كل مهارات الرجل فى الحياة بالتساوى تماما وهو أمر مفروغ منه.
فالمرأة ليست مجرد الأم التى تضحى وتترك الأمنيات والأحلام لصالح الأبناء فتتخلى عن ذاتها على اعتبار أن الأمومة هى المنتهى!
المرأة هى كيان إنسانى يحتاج التعبير عنه بصورة أكثر نضجا ووضوحا يحتاج لمن يحمل لواءه فنيا معبرا عن شريحة كبيرة ومهمة فى المجتمع ولدينا من الأسماء من تصلح لذلك.. نيللى كريم وهند صبرى ومنة شلبى،وكثيرات ممن استطعن تحقيق بصمة فنية واضحة فى السنوات الماضية.
فحالة الحنين للزمن الجميل بكل ثقافته وحياته ومعاناته باتت بوابة الهروب من الواقع الذى نعيشه، وهو ما يجعل الاحتياج لنفس الحالة والروح والشغف فى تقديم تلك الأعمال هو المخرج الآمن لكى نعود لأرض الواقع.