وزير الأوقاف: من تعمد نقل داء قاتل إلى غيره فمات به فهو قاتل عمدًا
قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إن الأديان كلها أجمعت على حفظ النفس البشرية، وإن ديننا الحنيف قد عُني عناية بالغة بالحفاظ على الأنفس كل الأنفس، حيث يقول الحق سبحانه: "أَنَّهُۥ مَن قَتَلَ نَفۡسَۢا بِغَیۡرِ نَفۡسٍ أَوۡ فَسَادࣲ فِی ٱلۡأَرۡضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِیعࣰا وَمَنۡ أَحۡیَاهَا فَكَأَنَّمَاۤ أَحۡیَا ٱلنَّاسَ جَمِیعا".
وأوضح الوزير في بيان له أن الإسلام حرم قتل النفس كل نفس وأي نفس بغض النظر عن الدين أو اللون أو الجنس أو العرق، وكرم الإنسان على إطلاق إنسانيته، حيث يقول الحق سبحانه: "وَلَقَدۡ كَرَّمۡنَا بَنِیۤ ءَادَمَ وَحَمَلۡنَاهُمۡ فِی ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ وَرَزَقۡنَاهُم مِّنَ ٱلطَّیِّبَاتِ وَفَضَّلۡنَاهُمۡ عَلَىٰ كَثِیرࣲ مِّمَّنۡ خَلَقۡنَا تَفۡضِیلࣰا"، فكل الدماء حرام، وكل الأنفس معصومة، وكل الأعراض مصانة، وكل الأموال محفوظة، والناس إما أخًا لك في الخلق، أو نظيرًا لك في الإنسانية، وأمر الناس في شئون دينهم هو أمر بينهم وبين ربهم (عز وجل) وحساب الجميع عند الله فكلٌ وما قدم، لا حكم لأحد من الناس على أحد بجنة ولا نار، فأمر الجنة والنار بيد الله وحده، وعلينا أن نُعلي من قدر المشتركات الإنسانية، ونعمل على ترسيخ أسس العيش المشترك بين البشر جميعا، وإعلاء قاعدة ومبدأ: "لا ضرر ولا ضرار".
وأشار إلى أن من تعمد نقل داء قاتل كالإيدز أو أي فيروس قاتل أو يمكن أن يؤدي إلى الموت فمات المنقول إليه الداء أو الفيروس كان ناقله إليه قاتلا عمدًا، إذ يجب وجوبًا شرعيا ووطنيا وإنسانيا على من يصاب بداء قاتل أن يبلغ أولي الأمر في هذا الشأن وهي وزارة الصحة، وأن يبذل أقصى طاقته في تحري السبل التي تحول دون نقل هذا الداء إلى الآخرين، حيث يقول نبينا ( صلى الله عليه وسلم ): " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ويكره له ما يكره لنفسه "، وإذا كان من أعان على قتل شخص ولو بكلمة لقي الله وهو عليه غاضب وعنه معرض، فما بالكم بمن يسعى في أذى الآخرين ونشر الأدواء الفتاكة بينهم ؟ فأي فساد أو إفساد في الأرض أشد من إفساد من يعيثون في الأرض فسادًا، يهلكون الحرث والنسل، " وَٱللَّهُ لَا یُحِبُّ ٱلۡفَسَادَ ".