الأنبا مكاريوس يوضح الحروب الشيطانية في الصوم
قال الأنبا مكاريوس، الأسقف العام لإيبارشية المنيا وأبوقرقاص للأقباط الأرثوذكس، إن التقليد المتوارث في الكنيسة بخصوص الصوم أنه موسم تكثر فيه الحروب الروحية، ولذلك يحارب الشيطان كثيرا.
وأوضح " مكاريوس"، عبر الصفحة الرسمية للإيبارشية علي موقع التواصل الإجتماعي " فيسبوك"، أن الشيطان خليقة عاقلة ولكنه سقط نتيجة تعاليه وكبرياؤه، والاسم “شيطان” مقتبس من الفعل العبري “شَطَنَ” أي قاوم وعاند، ومنها جاءت الكلمة الإنجليزية Satan (الشيطان) وأما الكلمة “إبليس” فقد جاءت من الكلمة اليونانية Diapolo. كما أطلق عليه الكتاب أيضا ألقاب مثل الكذاب والأسد الزائر وقتّال الناس وبعلزبول والمشتكي، واعتاد الناس أن يقولون عنه: عدو الخير.
وأكد أن منذ سقوط الشيطان وهو يحارب البشر ويشتكي عليهم، ولكنه ضعيف جدًا ويستمد قوته من تخاذل الناس وضعفهم أمامه، لافتًا إلى إنه مثل وحش رديء إذا هربت منه طاردك، وإذا طاردته هرب قدامك !!، كما إنه يخاف من المتضع والقوي (أو القوي باتضاع) إذ لا شيء يهزم الشيطان أكثر من الاتضاع.
واستطرد قائلًا: تقابل مرة مع القديس مكاريوس وقال له: انظر يا مقاره هوذا كل ما تفعله أنت نفعله نحن، فأنت تصوم ونحن لا نأكل أبدا، أنت تسهر ونحن لا ننام مطلقًا، أنت تركت العالم ونحن مسكننا الجبال والبراري، ولكنك بشيء واحد تهزمنا، فقال لهم وما هو: فقالوا الاتضاع !! وحينئذ رشم القديس علامة الصليب فاختفى الشيطان من أمامه.
وأضاف، أن الشيطان لا يعرف ما يدور في فكر الإنسان، ولكنه يستنتج فقط من خلال ربط تصرف بآخر وشخص بآخر وشخص بمكان، أو من خلال تكرار تصرف معين، أو التردد على أماكن معينة وهكذا، ولقد أسهب الآباء كثيرًا في التحذير من ذلك، لا سيّما القديس أنطونيوس.
وتابع: ولقد قبل الله – بحسب تدبيره الذي لا ُيستقصى – أن ُيجرّب من الشيطان، حتى يتركه لنا ضعيفًا خائرا متهالكا ولكي يفضح ضعفه أمامنا، مثل مصارع قوي أثخن خصمه بالجراح ولكنه لم يميته بل تركه لابنه الصغير يلهو به دون خوف!.
وأشار إلى أن الشيطان ماكر ومخادع إذ ُيكرز للإنسان وهو أمام الخطية بالرجاء ورحمة الله وبأن العديد من القديسين قد سقطوا وتابوا، أمثال موسى الأسود وداود النبي ومريم القبطية وغيرهم، ولكن وما أن يسقط الإنسان حتى يوقعه في اليأس مذكرًا إياه بالدينونة والعذاب وأشخاص هلكوا مثل عاخان بن كرمي وحنانيا وسفيرة وغيرهم، مضيفًا: إنه شيطان واحد في الحالتين، مثلما كان قديمًا يهيج الولاة ليضطهدوا المسيحيين ثم يشكك المسيحيين في الإيمان بالمسيح.
وواصل: الشيطان لا ييأس فهو خبير بالنفس البشرية كأعظم عالم نفساني، فالذي لا يستجيب في أول مرة يمكن أن يستجيب في الثانية أو حتى المئة دون أن ييأس، وقد قرأنا كيف ظل يحارب راهبًا لمدة أربعين سنة حتى أسقطه في خطيئة ما.
وأكمل أن الشيطان لا يُمكن هزيمته من خلال العقل البشري والتفكير التجريدي، فهو قوة عقلية جبارة – فهو وان كان قد فقد رتبته إلاّ أنه لم يفقد طبيعته وإمكانياته – وانما من خلال الاحتماء في الله وطلب المعونة منه. إذن: "اصحوا واسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسًا من يبتلعه هو”(بطرس الأولى 5).