مدير عام منطقة سقارة يكشف أسرار ترميم هرم زوسر: "حققنا المستحيل" (فيديو)
قال صبري فرج مدير عام منطقة سقارة الأثرية إن المشهد الذي تلتقطه الكاميرات الآن لهرم سقارة من الداخل لم يكن أحد يتخيل أن مصل له يومًا ما.
جاء ذلك خلال لقاء كاميرا الفجر بفرج على هامش افتتاح هرم سقارة المدرج للزيارة، وهو الافتتاح الذي شهده رئيس الوزراء ووزير السياحة والآثار وعدد من سفراء العالم.
وأوضح فرج أن مشروع الترميم بدأ عام ٢٠٠٦ وتوقفت الأعمال عام ٢٠١١ واستؤنف في نهاية عام ٢٠١٣، حيث كان بئر الدفن والذي يبلغ عمقه ما يقرب من 28 مترًا ممتلئًا برديم بلغ ارتفاعه ما يقرب من 17 مترًا، إضافة إلى انغلاق معظم سراديب الهرم والتي تتراوح أطوالها من 3.5 إلى 5 كيلومترات بأطنان من الرديم نتيجة تعرض الهرم لزلزال 1992.
وأشار صبري إلى أن رجال ترميم ومفتشين آثار وعمال المجلس الأعلى للآثار وعلى مدى سنوات قاموا بعمل دؤوب وذلك من خلال مشروع ترميم وصيانة متكامل تم على مراحل عدة.
جسم الهرم من الخارج
وأوضح فرج أن تلك المرحلة شملت إزالة الأتربة والرمال المتراكمة على أسطح مصاطب الهرم، والتي كانت تحتوي على كميات كبيرة من أحجار الهرم المتساقطة عبر الزمن، وكذلك العديد من الأملاح المتراكمة.
وتم إعادة تثبيت الأحجار المفككة وملء العراميس والفجوات بين أحجار واجهات الهرم بنفس مادة المون الأثرية التي استخدمت في بناء الهرم، المعالجة الفورية لأحجار المصاطب المتدهورة فور إزالة الأتربة باستخدام مواد معالجة.
مداخل الهرم
وأضاف فرج أن مداخل الهرم الجنوبي والشمالي والشرقي، كانت في حالة تدهور بسيط وانهيار جزئي بالهرم فتم معالجة حوائط الممرات المتدهورة باستخدام أسلوب الحقن والتقوية والترميم الدقيق، وتم تهيئة المدخل الجنوبي وإعداده ليكون المدخل الرئيسي لزيارة الهرم.
البئر الرئيسي
وأشار فرج إلى أن سقف البئر الرأسي هو أكثر جزء تأثرًا حيث أنه منطقة الانهيار، وكان وضع الأحجار بمنطقة الانهيار أعلى سقف البئر حرجًا للغاية من الاتزان الإنشائي، والمونة القديمة في حالة تدهور وتفكك وكذلك الرابط بين الأحجار من التداخل الميكانيكي.
وكان الهدف الهندسي الأساسي في تنفيذ أعمال الإنقاذ هو تحقيق الاتزان لأحجار السقف عبر ثلاث مراحل، الأولى إعادة الترابط بين الأحجار وذلك بملء العرانيس والفجوات بين الأحجار بمونة جيرية تتشابه في تكوينها مع المون الأثرية إلى أعماق لا تقل عن ٢٥سم.
ثم استخدام الدعامات الهوائية لتأمين منطقة العمل والعاملين وقد تم التوزيع طبقاً لمواقع الخطورة الناجمة من الفحص الميداني.
ثم استخدام مسامير من الصلب (أنكورز) لربط أحجار السقف لعمق إنشائي كاف مع حقن جراوات معها.
وقال فرج إن البئر الرأسي وغرفة الدفن تشكل المحور الرئيسي داخل الهرم، والبئر عمقه ٢٨م، وهو مربع الشكل أبعاده ٧ × ٧ متر وينتهي بغرفة الدفن وهي مربعة أيضاً أبعادها ١٠ × ١٠ متر وارتفاع الغرفة ٨ أمتار.
وكانت حوائط البئر تعاني من تدهور إنشائي وبيئي وتمت المعالجة الإنشائية والترميمية للبئر عند مستوى الحجرة الجنائزية ومستوى المدخل الشمالي للهرم، وتم تثبيت الأحجار الأثرية عند المدخل الشمالي بالأنكورز الصلب.
وأضاف أن الحجرة الجنائزية والتابوت الجرانيتي فكانت ومداخلها والممرات المؤدية إليها متأثرة بالانهيارات التي حدثت وتراكم الرديم ونواتج الانهيارات بها وبالبئر الرأسي إلى ما بعد منتصف وغطى التابوت تمامًا بالرديم، وتمت إزالة كامل الرديم ونواتج الانهيارات إلى خارج الهرم وإعادة الكشف عن التابوت الجرانيتي بكل وحداته وتأمين إتزان.
وقد تم استخدام المونة الجيرية المكونة من خليط يماثل المونة الأثرية في بناء التدعيم الحجري لحوائط الحجرة الجنائزية طبقاً للشواهد الأثرية.
وأشار فرج أنه بعد إزالة الرديم ونواتج الانهيارات وجد أن التابوت الجنائزى يتكون من ٣٢ كتلة جرانيتية وأبعاد التابوت ٣.٤٧ × ٤.٧٣، ارتفاعه ٤.٧٣ متر ويزن التابوت مجمعًا ١٧٦ طن، وجد التابوت عند إعادة الكشف عنه مرتكزًا على ١٨ قاعدة من الحجر الجيري انهارت جميعها لامتلاء غرفة الدفن بالرديم.
وقد تم تأمين ممرات الدخول من الجهة الشمالية وإزالة نواتج الانهيارات من الممرات بكل المستويات يدويًا، ومعالجة حوائط الممرات المتدهورة باستخدام أسلوب الحقن والتقوية والترميم الدقيق وذلك لتدعيم الممرات.