وكالة الفضاء المصرية: نتقدم بخطوات واسعة تحت قيادة السيسي
نظمت وكالة الفضاء المصرية، ورشة عمل حول الأقمار الصناعية الصغيرة (Micro satellite) على مدار يومين، استضافت خلالها السير مارتن سويتنج، مخترع الأقمار الصناعية الصغيرة، الذي نجح في تصميم وتصنيع أقمار صناعية صغيرة منذ أواخر سبعينات القرن الماضي، وحصل بفضل اختراعه على لقب "سير" من ملكة بريطانيا.
وتمت الاستضافة تحت رعاية الدكتور محمد القوصي، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية.
وأعرب "القوصي" عن ترحابه الكبير بـ"سويتنج"، الذي تعد زيارته حدثًا مهما للمختصين والعاملين في مجال الفضاء، الذين يترقبون زيارته باهتمام لإجراء مناقشات حول تكنولوجيا تصميم وتصنع الأقمار الصناعية الصغيرة، وآلية اختبارها وإطلاقها في الفضاء.
كما أعرب عن ترحابه أيضًا بـ"أندرو جرينهالج"، مدير تطوير أعمال شركة "Surrey Space Technology Ltd." في الشرق الأوسط وإفريقيا، وهي المؤسسة التي أنشاها السير "مارتن" لتصميم وتصنيع الأقمار الصغيرة، ومعهما المهندس محمود المخزنجي، وكيل "إيرباص" بمصر.
وحضر اللقاء كل من الدكتور محمد عراقى نائب الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، الدكتور أحمد الرافعى رئيس المجموعات الفنية ورؤساء المجموعات الفنية والمهندسين الشباب بوكالة الفضاء المصرية.
وأضاف "القوصي" أن مصر في ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تخطو خطوات واسعة في العديد من المجالات ومن بينها مجال الفضاء، مشيرًا إلى حرص الرئيس خلال زياراته الخارجية على عقد اتفاقيات وبروتوكولات تعاون في مجالات الفضاء، لتوفير كل ما يمكن أن يحقق طفرة في هذا المجال.
ونوه بفوز مصر باستضافة وكالة الفضاء الأفريقية خلال رئاسته للاتحاد الأفريقى، وفي الإطار نفسه تحرص الحكومة وعلى رأسها الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، على توفير كل سبل الدعم وآخرها رعاية رئيس الوزراء ليوم الفضاء المصري الذي حقق نجاحًا لافتًا.
وأجرى الوفد جولة في منشآت ومعامل وكالة الفضاء المصرية، وتعرف على أنشطة الوكالة، وزار الوفد معمل الـ "AIT" مركز تجميع وتصنيع الأقمار الصناعية تحت الإنشاء بمساعدة دولة الصين.
كما زار معمل النموذج الهندسي في وكالة الفضاء المصرية، ومعمل قمر الجامعات، وأجرى مناقشات مع المختصين والمهندسين في المعامل المختلفة.
وعقب انتهاء الجولة علق "سير مارتن" على قدرات أعضاء وكالة الفضاء من مصممين ومهندسين، موضحًا مدى تميز إدارة الوكالة وعلى رأسهم الدكتور محمد القوصي، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية.
وأشار إلى المشاركات التي يمكن أن تتم بين الطرفين، خصوصا بعد أن تعرف على قدرات أعضاء وكالة الفضاء من خلال المشروعات التنفيذية التي تمت بالفعل، مكللة بتنفيذ عدد اثنين من الأقمار الصناعية فئة (cube satellite).
وأوضح الجدوى الاقتصادية والفنية للمشروعات القائمة والمشروعات المقترحة للتعاون بين الجانبين.
وألقى "سويتنج" على مدار اليومين، أكثر من محاضرة، وفي محاضرته الأولى أعرب سويتنج عن سعادته بزيارة مصر، مشيرًا إلى أنها ليست الزيارة الأولى، لكنها الأولى لوكالة الفضاء المصرية، مؤكدًا أنها لن تكون الأخيرة.
وأوضح أنه سعيد بهذا العدد من الباحثين والمختصين والدارسين في مجالات الفضاء داخل مصر، الذين حرصوا على لقائه وإجراء جلسات نقاشية معه حول اختراعه الذي أصبح واحدًا من أهم أنواع الأقمار الصناعية الحديثة والمتطورة، وإجراء أنشطة محاكاة حول تصميم وتصنيع الأقمار الصناعية الصغيرة ومكوناتها وآلية اختبارها.
كما تحدث "أندرو جرينهالج"، مدير تطوير أعمال "Surrey Space Technology Ltd." في الشرق الأوسط وإفريقيا، موضحًا أن مصر وبريطانيا بينهما روابط تاريخية وثقافية قديمة وحديثة، بل ورياضية أيضًا، مستشهدا باللاعب الدولي المصري محمد صلاح الذي يلعب لنادي ليفربول الإنجليزي ناديه المفضل.
وتابع "جرينهالج" أنه يتطلع بقوة إلى وضع أساس متين للتعاون بين مصر ممثلة في "وكالة الفضاء المصرية" وبريطانيا ممثلة في "Surrey Space Technology Ltd." في مجال الأقمار الصناعية الصغيرة، خصوصا أن مصر تعد منصة مهمة للانطلاق نحو منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا لما تملكه من إمكانيات بشرية وفنية وإنشائية في هذا المجال.
وأورد أن مصر أصبحت مقر وكالة الفضاء الأفريقية تحت إشراف وكالة الفضاء المصرية، نظرًا لما تتمتع به العقلية المصرية من انفتاح على جميع الثقافات وبالطبع التكنولوجيات الجديدة في مجالات الفضاء.
في نهاية المحاضرة الأولى، استعرض الدكتور محمد عراقي، نائب الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، مكونات برنامج الفضاء المصري وتطوره بدءًا من عام 1998 مع إطلاق أول قمر صناعي مصري، وصولا إلى تأسيس وكالة الفضاء المصرية والاستعداد لإطلاق القمر الصناعي الخاص بالجامعات المصرية من نوع "كيوب سات".
ولفت "عراقي" إلى أن وكالة الفضاء المصرية لديها موقعان للتحكم والاستقبال من الاقمار الصناعية أحدهما في القاهرة والآخر في أسوان، مشيرًا إلى أن إنجاز جديد يوشك على الانتهاء، هو مركز تجميع وتصنيع الأقمار الصناعية، بمقر مدينة الفضاء، وهو الوحيد في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.
كما استعرض "عراقي" بعض أنظمة التطوير والكاميرات وبرامج أقمار الكيوب سات والأنظمة المساعدة المنفذة داخل الوكالة وآلية إجراء الاختبارات ومراجعة عناصر الأمان، مضيفًا أن وكالة الفضاء المصرية بصدد إطلاق قمر جديد في 2021، وآخر في 2022، وأن مصر تتعاون مع العديد من الدول في هذا المجال ومن بينها الصين.
واختتم "عراقي" باستعراض مجلس إدارة الوكالة وهيكلها الذى يتكون من ممثلين عن الهيئات والوزارات المختلفة، وعلى رأسها رئاسة الجمهورية إضافة إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
وخلال المحاضرة الثانية، استعرض "سويتنج" أحدث التكنولوجيات المستخدمة في تصميم وتصنيع الأقمار الصناعية وأنواعها وأحجامها ومكوناتها، وآلية اختبارها وإطلاقها ثم التحكم فيها من خلال المحطات الأرضية. كما استعرض المشروعات التي تمت مع بعض الشركاء الدوليين داخل وخارج الاتحاد الأوربي.
وقال "سويتنج": إن الأقمار الصناعية الصغيرة تمتاز عن الأقمار الصناعية كبيرة الحجم بالعديد من الجوانب، أهمها بالطبع صغر الحجم، وكذلك قلة تكلفتها ماديًا وهو ما يسهل ترويجها لتصبح النموذج المثالي مستقبلا للأقمار الصناعية، خصوصا أنها تؤدي ما تؤديه الأقمار كبرة الحجم بالدقة نفسها وبسرعة إرسال واستقبال عالية أيضًا.
واستكمل أنه لتوضيح ذلك استعرض مجموعة من الصور والفيديوهات التي تم استقبالها من أقمار صناعية صغيرة، تمتاز بالدقة والوضوح وبدرجة نقاء عالية، كما استعرض قدرات وإمكانيات شبكة المحطات الأرضية للتحكم والاستقبال من الأقمار الصناعية المختلفة، سواء كانت من الفئة الصغيرة أو المتوسطة، ومدى استعداد قدرات هذه المحطات لخدمة الوكالة.
كما تطرق "سويتنج" إلى أحدث التطبيقات المستخدمة في تصنيع المستشعرات المستخدمة، وعرض أمثلة ناجحة لهذه الأقمار وفق دقة الأداء التي توصلت إليها هذه المستشعرات، وشرح بشكل تفصيلى إمكانيات محطات التحكم والتشغيل الموجودة التي أنشاها على المستوى الدولي بالتعاون مع العديد من الدول.
وأبدى استعداده لإقامة مشروعات مشتركة بين الجانبين المصري والإنجليزى، إيمانًا منه بأن مصر ستكون دولة رائدة في المنطقة في مجال تكنولوجيا الفضاء.
ومن ناحيته استعرض "أندرو جرينهالج"، مدير تطوير أعمال "Surrey Space Technology Ltd." في الشرق الأوسط وإفريقيا، البرامج التي يمكن التعاون فيها مع وكالة الفضاء المصرية، مشيرًا إلى اختلاف هذه البرامج حسب المستوى العلمى للباحث، سواء فيما يختص بالتصنيع أو البرمجة.
واستطرد أنهم لديهم استعداد لتدريب الكوادر المصرية على الأقمار الصناعية الصغيرة التي ينتجونها في " Surrey Space Technology Ltd".
وأورد "جرينهالج" أنه في مصر هنا أنتم الأكثر تطورًا والأفضل في مجال الفضاء، قياسًا بالدول التي زرتها في منطقة في الشرق الأوسط، فالعديد من الدول لديها الطموح والإمكانيات المادية ويرغبون في فعل شيء بالتأكيد، لكنهم لا يملكون الكفاءات، بينما أنتم لديكم الكفاءات والرغبة القوية والخبرة، إن مصر تعد أكثر دولة مُرضية بالنسبة لنا بين الدول التي زرناها".
ثم فتح الدكتور "القوصي" باب المناقشة وطرح الأسئلة، التي أجاب عنها "سويتنج" جميعًا بشكل تفصيلى. بما فيها من أمور افتراضية مستقبلية حول مجال الفضاء والأقمار الصناعية.
واسترسل "سويتنج" أنه لدينا اهتمام كبير في إنجلترا بالتعاون المشترك مع الجانب المصري، خاصة بعدما شاهدت مستوى الخبرات المصرية وأفريقيا والشرق الأوسط، وعدم وجود اختلاف في تصميم الأقمار الصناعية في بلادى وما صممه وصنّعه واختبره المهندسون المصريون، وتأكدت من مدي عمق وخبرة الجانب المصري المشترك في تصميم الأقمار التعليمية التي تُبنى في الأساس على نقل المعلومات المتواجد لدى الطلاب حديثى التخرج".
واستطرد "سويتنج" أن التعاون لن يتوقف على الأقمار الصناعية، بل كيفية المساعدة فى بناء القدرات التصنيعية، ونتطلع إلى كيفية صناعة بعض الأجزاء، في ظل مدى تميز إمكانيات المهندسين المصريين العاملين بوكالة الفضاء المصرية بعد أن ناقشهم حول عدد من المنتجات التي صمموها وتم اختبارها في مصر.
واختتم بقوله: مصر ستكون رائدة في مجال الفضاء الأفريقي قريبًا، لما شاهدته من عظمة ودقة المهندسين في الوكالة، وحرصهم الشديد على العمل"، متطرقًا إلى القمر الصناعي المصري "طيبة 1" الذي أدهش العالم أجمع عند إطلاقه تحت اسم مصر، كأول قمر صناعي مصرى تم تصنيعه.
ثم قدّم كل من الدكتور محمد القوصي الرئيس التنفيذي للوكالة، والدكتور محمد عراقي، نائب الرئيس التنفيذي للوكالة، هدايا تذكارية للوفد الزائر، وسط تشجيع وتقدير من المهندسين والباحثين والمشاركين في الورشة على مدار اليومين، لما لاقوه من فائدة تفاعل من الوفد الزائر.