تعرف على رسالة رئيس الرهبنة الفرنسسكانية بمناسبة الصوم
تبدأ الكنيسة الكاثوليكية، غدا الإثنين، الصوم الكبير، وفي هذا السياق، وجه الأب مراد مجلع الرئيس الاقليمى للرهبة الفرنسسكانية، رسالة للصوم، جاء فيها: من خلال الصوم يكتشف الإنسان إنه كائن جائع، محدود، في حاجة إلى الله. بدون الجوع، لن نكتشف جوعنا إلى الله، جوع الجسد أساسيا لكل رؤية روحية. لا نصوم كي نجوع، الجوع هو عنصر من عناصر الصوم، فالصوم ليس غاية.
من خلال المعدة الخاوية يكتشف الإنسان حاجته إلى الله الخالق، إلى قدرة الله المانحة الخير للإنسان.
أن أمتلاء البطن ينسينا الله، والشبع يحجب عن عيوننا محدوديتنا وضعفنا. الشبع يُشعرنا بالاكتفاء وعدم الحاجة إلى آخر، إلى الله.
وخبرتنا المسيحية تعلمنا ان الناس يتحمسون الى الله في ضيقهم، وكربتهم، لا في افراحهم ومسراتهم. من هذا، يكون الصوم، الذي هو احدى الوسائل الروحية لتنقية القلب، صدمة وحجر عثرة عليها تتهشم راحتنا وكسلنا.
الصوم يكسر رتابتنا وكسلنا ولذاتنا وارتخاء نفوسنا. انه صدمة تكسر إيقاع نشاطنا المسترخي. من هذا أيضا يكون الصوم مدخلا الى فهم انفسنا بقيادة الروح.
ليس الهدف هو انقطاع عن اللحم، ليس الانقطاع عن اللحم عقيدة. وبولس الرسول يقول صراحة: “اذا كان اكل اللحم يشكك اخي، فلن آكل لحما الى الأبد”. فإذا كان الانقطاع عن اللحم عقيدة، فان النظام النباتي عقيدة. واذا كان النظام النباتي عقيدة، صارت العودة الى اللحم بعد انتهاء الصوم، خطيئة وضلال.
الصوم هو التسلح بقوة الله لهزيمة نزعة الشر داخلنا، فقوة الصوم قادرة على إيقاف سيطرة الشر علينا وإشباع شهوات آدم القديم، وفتح الطريق إلى الله في قلبك (رسالة البابا بندكتوس السادس عشر في الصوم الكبير 2009).