فيروس "كورونا" يفتك بإيطاليا.. كيف مزق الوباء بلد الأباطرة؟

عربي ودولي

بوابة الفجر


لم تعد الحياة في شمال إيطاليا إلى سابقها فيما قبل فيروس كورونا، فأصبحت هناك مدن مثل ميلانو أو تورينو في حالة من الشلل النصفي، متاجر مغلقة بعد أن توقف زائروها عن المجئ، المدارس والجامعات وصالات رياضية والحانات مهجورة، حسبما كشفت صحيفة "البايس" الإسبانية.

*50 الف شخص معزولين
أصبح 50.000 شخص في شمال إيطاليا محبوسين في منازلهم وقراهم، خاصة في البلديات العشر في لومبارد وواحدة من مدينة فينيتو، والذين تحولوا إلى ثكنات عسكرية؛ حيث أصبح الوصول لها تحت حراسة الشرطة والجيش، حيث لا يمكن لأحد الدخول والخروج.

يوم الإثنين، أول يوم عمل منذ إندلاع العدوى في شمال إيطاليا، اختبر مقاومة أي بلد لموجة القيود التي فرضتها الحكومة، واستيقظت مدن مثل ميلانو أو تورينو في حالة من الشلل النصفي. متاجر مغلقة أو في حين أن الإمدادات الماضي والمدارس والجامعات وصالات رياضية والحانات مغلقة.

تمكن 50,000 شخص محبوسين في مصدرين من العدوى - البلديات العشر في لومبارد وواحدة من مدينة فينيتو - من رؤية، كيف تمكنت قراهم بالفعل من التحكم في الوصول تحت حراسة الشرطة والجيش.

*سقوط إقتصادي
وكان السقوط الإقتصادي أكبر؛ حيث هبط سوق الأسهم بنسبة 6٪ وارتفعت فاتورة المخاطرة مرة أخرى، حيث يمثل لومباردي وفينيتو ثلث الناتج المحلي الإجمالي الإيطالي والأزمة الصحية، كما يخشى الاقتصاديون ويمكن أن تؤدي قريبا إلى الركود في الاقتصاد الإيطالي الهش.

*حيرة طبية
يعيش الإيطاليون في حيرة من أمرهم، لأن المريض صفر والصلة بين مصدري العدوى في كل من إقليمي لومباردي وفينيتو لايزال مجهولًا،رغم أنه تم تحديد منطقة "كودوجنو" في لومبارديا ومزارع من قرية "فيجانيو" في فينيتو هو أوائل المرضى المصابين، قامت مستشفيات ميلان (ثلاث حالات) وتورينو (حالتان) بتركيب خيام خارج المبنى لاختيار مرضى الفيروس التاجي وفصلهم عن الباقين، والفكرة هي أن الأشخاص الذين يشتبه في إصابتهم بالفيروس لا يدخلون المستشفى، وهي خطة تسعى لمنع تكرار العدوى في مستشفى.
 
*رحلة حولها كورونا إلى "دراما"
ويكشف تقرير آخر بنفس الصحيفة كيف تحولت درحلة لـ10 أصدقاء إيطاليين إلى دراما حزينة، حيث بدأت الرحلة بإنتقالهم إلى الفندق في حافلة صغيرة، وقضائهم ليومهم بين تناول وجبه العشاء والضحك مع الإسترخاء على الكراسي بجانب المسبح، حاملين مشروبهم المفضل والبحر والسماء المفتوحة أمامهم.

هذا وبدأ التغيير الدراماتيكي، حين قام واحد منهم وهو طبيب من إميليا رومانيا، وهي منطقة في شمال إيطاليا، حيث انعزل عن أصدقاؤه وقضى ساعات مغلقًا عليه غرفته؛ لأنه لم يشعر أنه بحالة جيدة، ورافقه شريكه في بعض لحظات هذه العملية المحمومة.

وبعد يومين من وصوله إلى المنتجع، استقل سيارة أجرة وذهب إلى مستشفى محلي هناك، ووصف لزميله كيف شعر وقبل الانتهاء من التفسير، كان تشخيصه ذاتيًا: "أعتقد أنني مصاب بفيروس كورونا"، ليفاجئه صديقه قائلًا: "كنت على حق".

لم يتوقف الوباء عند الطبيب، بل أصاب شريك الطبيب، وأكتشف في اليوم التالي صديقين آخرين، لا يوجد أي من الأشخاص الأربعة في خطر، ويعاني الطبيب فقط من الأعراض، بينما الثلاثة الأخرين بدون أعراض، على الرغم من أنها شديدة العدوى للمتعاملين مع المصاب.

ودقت اجراس الخطر الفندق الذي استقبلهم، ففي يومين تم تقييم جميع العملاء. يمكن لأولئك الذين لم تظهر عليهم أية أعراض أن يتنقلوا بحرية في جميع أنحاء المنشآت، ولكن أولئك الذين يعانون من بعض أعشار الحمى يضطرون إلى الإقامة في غرفهم، وفي كثير من الأحيان يتم تقييمها مرة أخرى وهو ما يسملى طبيًا بـ"تتبع نشط"، بينما حقيقة أن الطبيب الإيطالي لم يكن جيدًا، ولجوئه إلى الغرفة منعه من إصابة مزيد من العملاء، خارج دائرة أصدقائه.