من البداية للنهاية.. حكاية مبارك الكاملة مع حرب أكتوبر
يعتبر الرئيس الراحل حسني مبارك، صاحب الضربة الجوية الأولى التي أطلقت شرارة الحرب، خلال أكتوبر، ضد القوات الإسرائيلية عام 1973، حيث وضع خطة محكمة، وأخفى موعدها حتى لا تتسرب أي معلومات للعدو الإسرائيلي.
خلف الرئيس الأسبق حسنى مبارك، الرئيس الراحل محمد أنور السادات، عقب اغتياله في حادث المنصة، حيث ظل رئيسًا للجمهورية لنحو 31 عامًا، حتى تخلى عن الحكم على خلفية الاحتجاجات الشعبية في يناير 2011، وبذلك يعد هو الأطول بقاءً في الحكم منذ عهد محمد علي.
تخرج مبارك من الكلية الجوية عام 1950، إذ ترقى في المناصب العسكرية حتى وصل إلى منصب رئيس أركان حرب القوات الجوية، ثم قائدًا للقوات الجوية عام 1972، وقاد القوات الجوية خلال حرب أكتوبر 1973.
صاحب الضربة الجوية
تعتبر الطلعة الجوية الأولى التي قادها مبارك، أطلقت شرارة الحرب، حيث خاضت حينها القوات الجوية المصرية إحدى أطول المعارك الجوية في التاريخ وهي معركة المنصورة، التي استمرت لمدة 53 دقيقة في يوم 14 أكتوبر 1973، دمرت خلالها القوات الجوية المصرية 17 مقاتلة فانتوم إسرائيلية.
يلقب الرئيس الأسبق بلقب صاحب أول ضربة جوية، لأثرها في ضرب النقاط الحيوية للقوات الإسرائيلية في سيناء، ما أخل بتوازنه وسمح للقوات البرية المصرية لعبور قناة السويس والسيطرة على الضفة الشرقية للقناة وعدة كيلو مترات في أول أيام الحرب تحت غطاء وحماية القوات الجوية المصرية.
موعد الضربة الجوية
ظهر مبارك في فيديو نشر عبر "يوتيوب" متحدثا عن ذكريات حرب أكتوبر، في شهر أكتوبر الماضي، قائلا: "أخفيت موعد الضربة الجوية على الجميع، حتى لا تتسرب أي معلومات للعدو".
وتابع: "كنت مكتم على الموعد لأن عنصر المفاجأة، مهم للغاية، ولو كان حد عرف واتسرب الموعد، كانت إسرائيل هتكون مستعدة، لكن الخطة مشتركين فيها وكل حاجة معروفة إلا موعد الحرب".
خطة الطلعة الجوية
استهدفت الطلعة الجوية، تدمير مركز العمليات الرئيسي للعدو في سيناء، حيث كانت تؤمن كل العلميات الهجومية"، ويسرد مبارك، "جيبت قائد طيار وفهمته، أن يستهدف المركز بصاروخين، كل صاروخ في جناح والصاروخ الواحد يحمل 1000 كيلو جرام متفجرات، ومرتبط برادار الطائرة، وأعطيته التلقين بضرب مركز العمليات الذي يضم مركز اتصالات ورادارات وكل حاجة".
وتابع: "أخبرته ببداية الطلعة الساعة 1.30 ظهرًا من غرب القاهرة على طنطا، ثم على أبو حماد ثم أبو صوير (بالإسماعيلية).. وضرب الصاروخين الساعة 1.50 دقيقة، على بعد 120 كيلو من الهدف"، مردفا: أن هذه العملية تسببت في قطع الاتصالات بمركز عمليات العدو، وبعدها نفذ الطيران المصري الطلعة الساعة 1.50 دقيقة بشكل كامل.
رفض الانسحاب من الحرب
بعد ظهور ثغرة "الدفرسوار"، طالب الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس الأركان للتقدم بطلب الانسحاب، لكن الرئيس الراحل أنور السادات رفض وقرر الاستمرار في الحرب.
وأوضح أن ثغرة الدفرسوار وقعت في منطقة بين الجيشين الثاني والثالث أثناء الحرب: "كانت نقطة ضعيفة ومنها تسللوا وعملوا كوبري وقاتلوا القوات المصرية، لكن القوات الجوية المصرية استمرت في ضرب هذه القوات وضرب الكباري".
عيد القوات الجوية
يعتبر يوم 14 أكتوبر عيدًا للقوات الجوية، بعد انتصارها على إسرائيل في معركة المنصورة، حيث تكبد العدو خسائر كبيرة بسقوط نحو 18 طائرة، واستمر فيها القتال الجوي لمدة 50 دقيقة.