مناقشات إيجابية في مؤتمر "وعظ قنا" ودعوات لتفعيل التعاون المجتمعي
شهد المؤتمر نصف السنوي لمنطقة وعظ قنا استعراضًا لمجموعة من المحاور المجتمعية المهمة والمسئوليات المشتركة بين الجميع من خلال مناقشة سبل المشاركة الفعّالة بين مختلف مؤسسات الدولة.
وفي كلمته خلال فعاليات المؤتمر أكد اللواء أشرف غريب الداوودي محافظ قنا إن هذا المؤتمر من الأهمية بمكان فهو يدعو إلي تصحيح المفاهيم والوسطية التي تميز أمة الإسلام علي غيرها لتشهد علي الناس، ولذا فلا بد من التوازن بلا إفراط أو تفريط وكلنا نثق بدور الأزهر الشريف في هذا الشأن، ومن خلال منهجه الذي يصدّر نماذج من القدوة في حياة رسول الله والصحابة والتابعين، بعيدا عن المتطرفين والإرهابيين الذين تحاربهم الدولة بكل قوتها وأفرادها، وهذه المواجهة تحتاج إلي اتحاد الجميع فهي مواجهة فكرية وبدنية من أجل نشر الرخاء وترسيخ قيم العدل والمساواة ببن الناس.
وقال الدكتور نظير عيّاد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية إن عنوان المؤتمر لم يأت من فراغ، بل كان نتيجة بحث وتحري فأصاب الحقيقة، ودولتنا دولة مؤسسات ومنها مؤسسة الأزهر التي أخذت بزمام الدين، فالأزهر قبلة المسلمين في شتي بلاد العالم وهو المؤسسة الدينية التي تجهر بالحق والعدل والوسطية.
أضاف أن مجمع البحوث الإسلامية ينقل مراد الله إلي الناس وفق مراده، وفق منهج وسطي، ولجان الفتوي التي يوقع المفتي والمفتية فيها عن الله تعالي، وقد كان ذلك عن طريق الإعداد والتدريب المستمر والمنهجية العلمية، فالنوازل والأحداث لا تطرح فيها الآراء مجازفة وإنما تأتي عن طريق الدراسة المنهجية، فاستحدثنا مثلا منصب مساعد الأمين العام لشئون الواعظات، ومنصب الواعظة من أجل المرأة، كما كانت الإصدارات العلمية لتبين حق المواطنة والجهاد والخلافة وغيرها.
أوضح أنه أيضًا كان هناك مما يقوم به المجمع ومناطق الوعظ التابعة له لجان المصالحات والقوافل والتي تؤكد جهودها علي دور الأزهر مع المؤسسات المختلفة لتحقيق الأمن الفكري والتوازن المجتمعي.
وأشار د.حسن القصبي مساعد الأمين العام لشئون البحث العلمي أننا في كل المحافظات وجدنا تعاونا كبيرا ومشاركة فعلية ووجدانية، وهو ما يؤكد فهمنا وتطبيقنا لذلك علي أرض الواقع، فاعلم أخي الواعظ وأختي الواعظة أنكم أصحاب رسالة وليست وظيفة، فكونوا سفراء لأزهركم ومصركم، وما دامت هذه العقول النيرة موجودة فلا خوف علي الدين ولا خوف على الوطن.
كما أوضح أنطونيوس حلمي راعي الكنيسة أنه لابد للجميع من المشاركة المجتمعية من أجل الوطن، ولا بد أن نتحلي بالأخلاق التي تطالب بها الأديان السماوية، حيث أوصت المسيحية بالخير والمحبة والتسامح، وينبغي علي الوعاظ وعلي الجميع تنفيذ المواعظ والأقوال علي أرض الواقع، لحماية الناس من التشدد والتعصب، ولو فعلنا ذلك لتحقق الانتماء وكذلك الوحدة الوطنية، خاصة أن وأن دولتنا تواجه تحديات كثيرة في هذه الآونة.
ومن جانبه توجه العميد محمود ياسين رئيس جمعية المحاربين القدماء ونائبًا عن المستشار العسكري في كلمته بالشكر للسيد المحافظ وعلماء الأزهر الأجلاء وجميع الحضور والمنصة الكريمة، مؤكدًا على أهمية الدور المشترك للجميع في العمل المجتمعي والرقي والتقدم.