قصة "خراط".. كيرلس ورث المهنة عن والده ويحلم بمصنع لتشغيل الشباب (صور)
في سبعينيات القرن الماضي، أنشأ العم زكريا ورشته الصغيرة، لأعمال الخراطة، بمدينة نجع حمادي، شمال محافظة قنا، بعد رحلة شاقة من العمل في مضماره الذي ترعرع فيه، والتي تحولت إلى ما يشبه المدرسة الخاصة لتعليم من يرغب في حرفته، وميراثًا لأبنائه من بعده.
كيرلس زكريا البالغ من العمر 32 عاما، رافق والده في ورشته، منذ نعومة أظافره، يحضر إليها بعد انتهاء يومه الدراسي، لينهل من معين صناعته، حتى أصبح خراطًا ماهرًا وهو في سن الثامنة عشر من عمره، تزامنًا مع حصوله على دبلوم المدارس الثانوية الصناعية، قسم الكهرباء.
مهنة شاقة
يروي الخراط الشاب إلى "الفجر"، أن مهنة الخراطة من المهن الشاقة التي تتطلب حرصًا وتركيزًا بالغًا، نظرًا لما يتعلق بها من مخاطر، ناجمة عن "الرايش" برادة الحديد، أو استخدام صاروخ القطع اليدوي، وحجر الجلخ المخصص لإزالة الزوائد البارزة.
وعلى مدار 14 عاما، تمكن كيرلس من إدخال الماكينات الحديثة إلى ورشته الصغيرة، التي أصبحت مقصدًا لأصحاب السيارات والمعدات الثقيلة، وحتى أصحاب الدراجات النارية، والمزارعين وأصحاب المهن المختلفة، للحصول على بغيتهم من قطع الغيار المفقودة أو غالية الثمن التي تشكلها أنامله.
توفر قطع الغيار
يشير زكريا الابن، إلى أن حرفته تتنج الأشكال الأسطوانية المستقيمة والمتدرجة والمخروطية، بجانب أعمال الخراطة الداخلية والثقب، إضافة إلى قطع القلاووظات بجميع أشكالها الخارجية منها والداخلية، لافتًا أنه يواكب الحداثة والتطور، ويستطيع مماثلة قطع الغيار بكل أنواعها وتوفيرها لطلابها بثمن يقل كثيرًا عن ثمن منتجها الأصلي.
وعلى خطى والده، يبدأ كيرلس عمله في تمام التاسعة صباحًا، وحتى ساعات متأخرة من الليل، موضحًا أنه علم خلال الفترة الماضية فريقًا من شباب الخراطين من طلاب المدارس، بخلاف الأربعة الذين يعملون معه الآن، استكمالًا لرسالة والده وورشته.
مصنع متكامل
وبرغم المعوقات التي تواجهه أحيانًا، وفي مقدمتها نقص الخامات، توفر ورشة الخراطة حياة كريمة للخراط الشاب، وأسرته المكونة من زوجته وبناته الثلاثة، لافتًا إلى أنه شباب اليوم عليهم أن يكافحوا من أجل لقمة العيش، وأن يتعلموا حرفة أو صناعة، تعينهم على كسب الرزق الحلال.
ويحلم كيرلس ذكريا، بإنشاء مصنع متكامل لأعمال الخراطة، يحتوي على مخارط الإنتاج الكمي العادية والأوتوماتيكية التي تنتج كميات كبيرة من المشغولات، لتطوير حرفته وتوفير ما يحتاجه الوافدين إليه من قطع الغيار وغيرها، وحتى يتمكن من تشغيل أكبر عدد ممكن من الشباب.