تحركات مصرية.. هل تحظر بريطانيا جماعة الإخوان؟
أصبحت مساعي جماعة الإخوان الإرهابية الخبيثة وجرائمها الإرهابية في الدول العربية والغربية، على مرأى ومسمع جميع الدول، حيث تورط أعضائها في تمويل الإرهاب ومنظماته، لذا صنفت كجماعة إرهابية في الدول العربية، لكن تأخر تصنيفها في بريطانيا، حتى تعالت أصوات مجلس العموم البريطاني، للمطالبة بحظر الجماعة الإرهابية، قي ظل تحركات البرلمان المصري لكشف جرائمهم.
ومنذ تأسيس جماعة "الإخوان المسلمين"، على يد حسن البنا في مصر، في مارس 1928م، انتشر فكرها في عدد من الدول العربية، ثم في أنحاء العالم، ويقدر مراقبون أن فكر الجماعة منتشر في 72 دولة، وتصنف الجماعة نفسها على أنها حركة "إصلاحية شاملة"، في حين أنها ترتكب أعمال وجرائم إرهابية تستدعي تصنيفها "إرهابية".
علاقة بريطانيا بالإخوان
تعد بريطانيا المكان الأكثر أمنًا لجماعة الإخوان الإرهابية، حيث العلاقة التاريخية بالجماعة منذ عهد مؤسسها حسن البنا، وكذلك تأسيس الهلباوي للرابطة الإسلامية ببريطانيا بالعام 1997، إلى جانب هذا فالمزايا التي يقدمها القانون البريطاني للاجئين تدفع الإخوان نحوها.
كذلك الموقف البريطاني في العام 2014 والرافض لاعتبار الإخوان تنظيمًا إرهابيًا، وكذلك تقرير الحكومة البريطانية الصادر في ديسمبر من العام 2015 الذي يعدُّ تقريرًا دبلوماسيًا مرضيًا لجميع الأطراف؛ فمن ناحية لم يشِر إلى أن الإخوان جماعة إرهابية، ومن ناحية أخرى اعتبر بعض أقسامها وأطرافها متسمين بالتطرف والإرهاب.
مطالب بحظرها في بريطانيا
ورغم ذلك، دعا نواب بريطانيون إلى إدراج الإخوان ضمن قائمة المنظمات الإرهابية التي تحرض على الكراهية، وتدعو لمهاجمة المسيحيين حول العالم، مطالبين الحكومة البريطانية وشركاءها بإصدار قرار ينص على تصنيف جماعة الإخوان كتنظيم إرهابي، وإجراء تحقيقات حول نشاط أعضاء جماعة الإخوان المتواجدين على أراضيها.
وشدد بوب ستيوارت عضو مجلس العموم البريطاني، على ضرورة حظر الجماعة فى بريطانيا، قائلا في كلمته أمام مجلس العموم: "التقيت بالإخوان في مصر عام 2011 في مقرهم الرئيسى وأكدوا لى أنهم ليس لديهم أى نوايا فى مصر، وأنهم لا يسعون لحكم البلاد، والآن هم السبب الرئيسي في الهجوم على المسيحيين في مصر".
تحركات مصرية
ومن المقرر، أن يتوجه وفد برلماني مصري، لبريطانيا لدعم حظر جماعة الإخوان، لإيضاح طبيعة أنشطة الجماعة ومخاطرها وجرائمها الإرهابية، حيث تشكل خطر دولي، وليس محلي فقط.
ونتيجة لأعمالها وجرائمها الإرهابية في الدول العربية، تعتبر مصر، من أوائل الدول العربية التي حظرت جماعة الإخوان، وصنفتها كجماعة إرهابية، لتليها تونس واليمن والأردن، الإمارات، السعودية، موريتانيا، لبنان، وفلسطين.
لن تصنف بريطانيا الإخوان كإرهابيين
وأكد طه علي الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أنه من غير المتوقع أن تقدم الحكومة البريطانية على إدراج جماعة الإخوان كجماعة إرهابية نظرا للعلاقات التاريخية بين التنظيم الدولي للجماعة ولندن التي أسهمت في تأسيس الجماعة الأم من خلال الدعم المالي الذي قدمته لمؤسسها حسن البنا عن طريق شركة قناة السويس وهي الواقعة المعروفة تاريخيا، متابعا، أن حاليا فلندن تعد أكثر الملاذات الآمنة لقيادات الجامعة الهاربين من مصر بعد 2013؛ حيث تم منح قيادات الجماعة حق اللجوء السياسي فما إن تم القبض على عبد الرحمن عز القيادي في الجماعة بواسطة الشرطة الألمانية إلا وتم إخلاء سبيله نظرا لحصوله على حق اللجوء السياسي.
وأوضح "علي"، في تصريحاته الخاصة لـ"الفجر"، أنه لهذه العلاقة التاريخية بين لندن والجماعة يعيش على أرضها غالبية قادة الإخوان بالخارج مثل إبراهيم منير أمين التنظيم الدولي للإخوان والناشطة مها عزام، وأنس التكريتي، ومحمد رمضان حفيد حسن البنا، ومحمد سودان وسندس عاصم إحدى أعضاء الفريق الرئاسي لمحمد مرسي والمحكوم عليها بالإعدام في قضية التخابر مع حماس.
موقف بريطانيا من الإخوان يرتبط بأمريكا
وحول الموقف البريطاني من تصنيف الإخوان، أشار الباحث الإسلامي، أنه يرتبط بالموقف الأمريكي الذي لم يستقر على تصنيف الجماعة بقائمة التنظيمات الإرهابية نظرا للدور الذي يلعبه عددٌ من الشخصيات الداعمة للجماعة في الضغط على واشنطن لعدم إقدامها على ذلك، فضلا عن نجاحها في التوغل بالمؤسسات الأمريكية كالكونجرس وبخاصة خلال فترة حكم الديمقراطيين والرئيس أوباما والتي انتعشت خلالها أحوال الجماعة على المستوى الدولي وهو ما عبر عنه السيناتور تيد كروز الذي تقدم إلى الكونجرس الأمريكي بمشروع قانون لإدراج الإخوان على قوائم الإرهاب، وقدم معه أدلة على تواطؤ إدارة أوباما مع الجماعة، وهي العلاقة التي كشفتها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون خلال إحدى مؤتمراتها الصحفية في بوادبست عاصمة المجر في 30 يونيو 2011 أن واشنطن ترحب بالتواصل مع الجماعة، مردفا أنه بالنظر إلى التبعية البريطانية الملحوظة لواشنطن في سياستها الخارجية، فمن غير المستبعد إقدام لندن على إدارج الإخوان على قوائم الإرهاب ما لم تقدم واشنطن على ذلك.
حظر الإخوان شبه مستحيل
"تنظيم الإخوان عصا موسي في يد بريطانيا، فعملية الحظر شبه مستحيلة"، هكذا أوضح أحمد عطا الباحث في منتدى الشرق الأوسط، قائلا؛ إن هناك أكثر من محاولة لإدراجها كتنظيم إرهابي_ ولكن روابط وعلاقات الإخوان وبريطانيا تحديدا أشبه بالزواج الكاثوليكي يمنع فكرة اتخاذ قرار باعتبارها كجماعة إرهابية.
وأضاف "عطا"، في تصريحاته الخاصة ل"الفجر"، أن بريطانيا استفادت ومازلت تستفيد من وجود مكتب التنطيم الدولي في لندن، خاصة عندما قدم الملياردير إبراهيم منير أمين عام التنظيم الدولي في أوربا الكثير من الخدمات والمعلومات لحكومة توني بلير أثناء غزو التحالف البريطاني الأمريكي للعراق وقتها إخوان العراق فتحوا قنوات تواصل مع مكتب التنظيم الدولي وقدموا معلومات عسكرية عن صدام حسين والقوات العراقية قبل تنفيذ عملية الغزو، لافتا إلى أن بريطانيا وأمريكا أيضا صنعت فوضي الربيع العربي بورقة عناصر الاخوان ومكاتبهم التي تنتشر في منطقة الشرق الاوسط - لولا وجود مكاتب الاخوان في ليبيا واليمن وسوريا تحديدا ما أنهارت هذه الدول فعناصر الإخوان كانوا جزء مكون تنفيذي لمشروع الربيع العربي في ٢٠١١.
المطالبة بحظر الإخوان مغازلة سياسية
وفيما يخص مطالبة بعض أعضاء البرلمان بإدراج الإخوان كجماعة ارهابية، لفت عطا، أن هذا لا يتعدى نوع من المغازلة السياسية بعد ضعف تنظيم الإخوان في منطقة الشرق االأوسط وخروج مركزية التنظيم من مصر وانتقاله إلى تركيا_ وبريطانيا لها مصالح كثيرة في الخليج الذي لا يرغب في وجود الإخوان وبريطانيا تعلم ذلك.
وعن تورط تنظيم الإخوان في ضلوعه لعمليات إرهابية، بريطانيا لديها الكثير من المعلومات عن دور المحافظ الاستثمارية التي يمتلكها التنظيم الدولي في ماليزيا وفِي أوربا في تمويل تنظيمات إرهابية مثل تنظيم أنصار بيت المقدس في شمال سيناء وتنظيم المرابطين بقيادة هشام عشماوي بجانب جبهة النصرة وداعش في ليبيا_ هناك ١٩ مؤسسة دعوة داخل لندن تجمع أموال من جميع انحاء المنطقة العربية وتجمع ملايين الدولارات تحت مسمي مساعدة الفقراء في أوروبا هذه الأموال ٨٠٪ منها يوجها التنظيم الدولي لتمويل عملياته العسكرية في إطار مشروع الجبهات المتوحدة.