رئيس حزب "ودجر" الصومالي المعارض يتحدث في حوار خاص لـ"الفجر"
مشروعات قطر التنموية في الصومال للاستهلاك الإعلامي فقط.. وميناء "هوبيو" لن يتم
مصر تلعب دور كبير في إفريقيا.. وتربطنا بها علاقات تاريخية
الصومال لا تنسى علاقاتها التاريخية بالدول العربية.. ولن تستبدلها بمصالح مؤقتة مع قطر
النساء في الصومال بحاجة إلى النضال للحصول على حقوقهن.. وسأدعمهن في تولي مناصب قيادية
إنشاء ولاية فيدرالية لمحافظة "بنادر" قانوني ومشروع
سياستنا الخارجية فاشلة.. والصومال خسرت حلفائها الاستراتيجين
نصوت في المحافل الدولية لصالح قطر.. وأطمح أن أصبح رئيسًا للصومال لإصلاح المسار السياسي
تركيا دخلت الصومال من بوابة المساعدات الإنسانية.. وتسعى لاستعادة الإمبراطورية العثمانية
قطر تضخ أموال ضخمة لإسقاط الحكومات الإقليمية.. وتقسيم السياسيين الصوماليين
الإسلاميون وتجار الحروب فشلوا في الصومال.. ونحن بحاجة إلى بناء دولة عصرية قائمة على القانون والديموقراطية
عُرف بإثارته الدائمة للجدل، ومعارضته الشديدة للتدخلات التركية والقطرية في الشأن الصومالي الداخلي، كما إتهم بالإساءة للدين الإسلامي نظرًا لدعمه الدائم للمرأة الصومالية ودفاعه عن حقها في التمكين وتولى مناصب سيادية وحساسة ببلادها.
ورغم أنه يتحاشى دائمًا الظهور الإعلامي المباشر، إلا أن عبدالرحمن عبدالشكور، زعيم حزب ودجر الصومالي المعارض كسر هذه القاعدة خلال حوار خاص مع "الفجر"، وفتح النار بقوة على ممارسات الإسلاميين في المنطقة، وعبر عن غضبه الشديد من التدخلات القطرية التركية في بلاده.
"عبدالشكور" كشف أن مشروعات قطر التنموية في الصومال مجرد استهلاك إعلامي، مؤكدًا أن بناء ميناء "هوبيو" لن يتم، معللًا ذلك بعدم جدية الدوحة في قراراتها، كما فضح تدخلات تركيا في الشأن الصومالي الداخلي عبر بوابة المساعدات الإنسانية.
زعيم حزب "ودجر" اعترف بجرأة أنه يطمح لرئاسة الصومال لإصلاح سياستها الخارجية الفاشلة حسب وصفه، رجعًا ذلك إلى أن مقديشيو فقدت كل حلفائها الاستراتيجيين وأصبحت تصوت لصالح قطر في المحافل الدولية.
كما فضح معاناة المرأة الصومالية وحاجتها إلى النضال من أجل الحصول على حقوقها، كما لفت إلى أن إنشاء ولاية فيدرالية لمحافظة "بنادر" هو حق قانوني ومشروع.
وإلى نص الحوار..
كيف تري التصريح الأخير للرئيس التركي أردوغان بأن الحكومة الصومالية دعته للتنقيب عن النفط في السواحل الصومالية؟
لم يتم الاتفاق داخليًا حول مسألة استخراج النفط، وليس من المنطقي أن يتم الإعلان عن أمور لم يتفق عليها الصوماليين داخليًا.
ما رأيك في المحاولات التركية والقطرية لسحب الصومال من محيطها العربي؟
الصومال كانت دولة كبيرة عبر التاريخ وكانت لديها أصدقاء استراتيجين وتاريخين، حيث شاركت هذه الدول في عملية تحرير الصومال من الاستعمار.
كما شاركت هذه الدول أيضا في الحرب ضد نظام منجستو في إثيوبيا، وقدمت هذه الدول المساعدات اقتصادية ودبلوماسية، وهناك علاقات اقتصادية وثقافية قوية تجمع الصومال مع هذه الدول، وليس من المعقول أن تقوم الصومال باستبدال هذه الدول بدول حديثة ولها مصالح مؤقتة مثل قطر.
كيف ترى مساعي قطر لإنشاء وتمويل ميناء هوبيو بولاية غلمودج؟
تم تقديم وعود ببناء ميناء هوبيو عدة مرات، وليس هناك أية تنفيذ لهذه الوعود، لقد قدمت قطر وعدًا بتنفيذ ١١ مشروعًا وليس هناك أية تنفيذ فعلي لهذه المشاريع، وأظن أن هذه الوعود هي للاستهلاك الإعلامي فقط، وليس هناك ثمة نية لتنفيذ أية مشاريع بهذه المناطق.
كيف ترد علي اتهاماتك بالإساءة للإسلام والأحاديث النبوية في مسألة تمكين المرأة؟
ديننا الحنيف هو الدين الوحيد الذي أعطى الفرصة للمرأة وحررها من الثقافة العربية الجاهلية، التي كانت منحازة ضدها، أصبح النساء في الإسلام عالمات وسياسيات واكتسبن مكانة رفيعة في المجتمع، ولكن هناك علماء اختلط لديهم مفهوم التقاليد العرفية والدين، وهناك علماء جعلوا آرائهم الشخصية دين، أنا أميز بشكل واضح بين التراث الإسلامي (الذي هو نتاج التجارب البشرية) والمصادر الأصلية للدين الإسلامي، فليس من المعقول أن يمدح النص القرآني النظام الشوري والديموقرطي الذي اتبعته الملكة سبأ وحكمة قراراتها وفي نفس الوقت يتم رفض تولى المرأة المناصب قيادية.
هل تؤيد تعيين المرأة الصومالية في مناصب حساسة إذا أصبحت الرئيس؟
نعم أؤيد ذلك وهذا حق دستوري لهن، وليس هناك من يستطيع منع ذلك، والنساء بحاجة للنضال من أجل ذلك.
ما رأيك في مشروعية المطالب التي تنادي بإنشاء ولاية فيدرالية لمحافظة بنادر التي تقع العاصمة فيها إسوة بالحكومات الإقليمية الأخرى مثل ولاية بونتلاند وغلمدج وجوبالاند؟
هذا أمر سليم وصحيح قانونيًا، وهناك حاجة للتفاوض داخليًا بشأن هذا الأمر، فليس من المعقول أن تصبح محافظة بنادر بلا حقوق سياسية، ويجب أن يأتي هذا الأمر عن طريق المفاوضات، كما يجب أن يحصل الناس علي خيارات متعددة للوصول الي أفضل الحلول.
ما هو تقييمك للسياسة الخارجية الصومالية؟
السياسة الخارجية الصومالية انحرفت عن مسارها الصحيح، وأصبحت فاشلة بسبب خسارتها للحلفاء الاستراتيجين للصومال، وقامت بدمج سياستنا مع دول صغيرة ومحاصرة، ومن المعروف أنه يجب بناء السياسة الخارجية بناءًا على المصالح الاستراتيجية والقيم المشتركة والعلاقات الخاصة، واليوم ليس لنا علاقات جيدة مع أي من الدول التي تجمعنا بها مصالح استراتيجية أو قيم مشتركة أو التي لنا معها علاقات خاصة، ووصل بنا الأمر في المحافل الدولية أن ننظر إلى أي القرارات التي تصوت لصالحها دولة قطر فنقوم بتقليدها والتصويت مثلها.
كيف ترى دور مصر في القارة السمراء؟
مصر دولة لها مقام ودور كبير في إفريقيا، ولها قوى خشنة وقوى ناعمة، ولكن يجب أن يتم ترجمة ذلك علي الواقع.
وماذا عن العلاقات المصرية الصومالية؟
هناك علاقات تاريخية وشراكة استراتيجية بين مصر والصومال، مصر وقفت معنا عبر التاريخ، وعقدت مؤتمرات مصالحة صومالية علي أراضيها، وشاركت في مؤتمرات المصالحة الصومالية، ولكن يبدو أنها انشغلت عن الشأن الصومالي.
هل لديك طموحات سياسية بأن تصبح رئيسًا للصومال؟
عندما يشتغل إنسان ما بالسياسة لسنوات عديدة فإنه من الطبيعي أن يكون له طموح سياسي كبير، ومن الطبيعي لمن يملك أفكار سياسية ومواقف واضحة أن يكون له طموح سياسي، ومن الطبيعي أيضا أن يكون لدي رئيس حزب كبير طموح سياسي كبير، ومنصب الرئاسة هو من المناصب الحساسة التي تسهل عملية الإصلاح.
برأيك كيف يمكن تحجيم الدور التركي القطري في المنطقة؟
تركيا دولة كبيرة ومسؤولة ولها مصالح استراتيجية واضحة، مع أنها دخلت الصومال من باب الإغاثة الإنسانية، واستخدمت القوة الناعمة وانتهجت علاقات عامة استطاعت كسب الشعب الصومالي، ولكن تركيا ليست من منظمة الأمن القومي العربي، وليست دولة محاذية للصومال، وليس هناك أي تأثير بين الأمنين القومي للبلدين(تركيا والصومال)، وليس هناك علاقات تاريخية أو استراتيجية بينها وبين الصومال، من الممكن أن يكون هناك غرض لدي الحزب الحاكم بتركيا من العلاقات مع الصومال، مثل استعادة تأثير العثمانية ( الإمبراطورية العثمانية الجديدة).
ومن ناحية أخرى هناك تراخي وإهمال من جانب الدول العربية التي كانت تجمعنا بهم قضايا الأمن القومي والعلاقات التاريخية والاقتصادية، فقامت تركيا بملء هذا الفراغ بشكل ذكي.
وماذا عن قطر؟
قطر ليست دولة ذات ميزان كبير، وليست دولة مسؤولة، وشخصيا لست أفهم هدفهم الاستراتيجي من العلاقة مع الصومال، وذلك بسبب صغر وزنها وعدم تأثيرها بالأمن القومي العربي، وليست هناك علاقات تاريخية بين قطر والصومال، ووصلت لقناعة أن قطر تحب مساعدة المنظمات غير الحكومية، ولا يمكن بناء دولة عن طريق التخريب.
فتمنح قطر الحكومة الفدرالية الصومالية أموالًا ضخمة لتمر عبر القنوات المالية الشرعية، بحيث يقوم فرماجو باستخدام تلك الأموال للإطاحة بالحكومات الإقليمية.
كما يتم استخدام تلك الأموال في إسكات السياسيين المعارضين، وتقسيم ورشوة أعضاء البرلمان الصومالي.
عرف عنك موافقك السياسية والجريئة ومعارضتك الدائمة للحكومة إلا يقلقك ذلك؟
نعم هناك بعض المخاوف، فلقد تم مهاجمتي وتم قتل خمسة من حراسي، ونجوت بأعجوبة، وتقوم الحكومة برصد تحركاتي داخليًا وخارجيًا، وحدث أن قامت السفارة الصومالية في ماليزيا بمحاولة إيقاف اجتماعي مع الطلبة الصوماليين هناك، وأخشى أن أردت لقاء الطلبة الصوماليين في مصر أن تترصدني حكومة بلادي.
كما يحاولون تشويه صورتي عن طريق الإعلام ويقومون بدفع مئات الآلاف في سبيل ذلك، وذلك لأن النظام الصومالي الحالي ضعيف ولا يتحمل سماع الرأي المخالف.
لن توقفني هذه التهديدات من السعي نحو هدفي وأن أشارك الصوماليين رأيي في أهمية السلام وبناء دولة صومالية موحدة فدرالية مسؤولة وذات اكتفاء ذاتي.
برأيك من يقف خلف إرهاب حركة الشباب في الصومال؟
يقف وراء حركة الشباب كل من يؤيد الحرب والقلاقل في الصومال.
ما سر تغلغل الإخوان في بلادكم ومن أين يحصلون علي الدعم؟
هناك عنصرين مهمين لهم تأثير كبير علي الصوماليين
أ- القبيلة
ب- الدين
لقد استغل أمراء الحرب عنصر القبيلة أسوأ استغلال، واستخدموها في أغراض سياسية، وجعلوا منها سببا للاقتتال بدلًا من التعارف، والإسلاميين استغلوا اسم الدين، وفي الأخير نشأ من هذا الاستغلال الخاطئ حركة الشباب، وتولد نتيجة ذلك التكفير والغلو ولم يأتوا بخطة سياسية لإخراج البلاد من أزمتها، بل جاءوا بشعارات من قبيل الإسلام هو الحل.
استطيع أن أقول أن الإسلاميين فشلوا كما فشل أمراء الحرب، فالصومال بحاجة إلى بناء دولة عصرية قوامها القانون وتقوية الثقافة المدنية المبنية علي الديموقراطية والعدالة الاجتماعية، وتقوية الوحدة الصومالية وبسط الحكم وتنفيذ النظام الفدرالي وهذه من مبادئ حزب ودجر.