خوف واحتجاجات وإهمال.. كيف واجهت دول الأزمات العربية فيروس كورونا
لم يدع مرض كورونا الصيني بعد إصابته للآلاف في مقاطعة ووهان الصينية، وتصاعد عدد الوفيات يوما بعد يوم بلدًا إلا وأصابها الرعب من أن يطرق الوباء بابها، خاصة مع ارتباط بكين بجميع دول العالم بعلاقات اقتصادية وسياسية، ووجود رعايا لجميع الدول لديها، وهذه الصورة المرعبة نفسها تجسدت في وطننا العربي، مع قلة الاحتياطات وتردي حالة الخدمات الطبية فيه، وتتفاقم تلك المشكلة في مناطق الأزمات العربية المشتعلة، سواء التي تشهد معارك داخلية مثل اليمن وفلسطين، أو تحول ديمقراطي مثل السودان.
تسود حالة من الغضب شعبي في المنطقة الشرقية، مع احتمالية تنظيم وقفة احتجاجية نتيجة إختيار المستشفى العسكري الجزائري، من وزارة الصحة في غزة لاستقبال مرضى كورونا المعدي.
قرار خاطئ في غزة
"قرار خاطئ" بتلك الكلمات وصفت ريم أبو جامع، نائب رئيس الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة، وممثلة دولة فلسطين به، قرار حكومة غزة بتخصيص المستشفى العسكري الجزائري لاستقبال مرضى كورونا، مبينة أنه من غير المعقول أن تختار وزارة الصحة منطقة سكنية مكتظة بالسكان لاستقبال مرضى كورونا المعدي، ما يؤثر بشكل مباشر على المواطنين.
"قرار خاطئ" بتلك الكلمات وصفت ريم أبو جامع، نائب رئيس الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة، وممثلة دولة فلسطين به، قرار حكومة غزة بتخصيص المستشفى العسكري الجزائري لاستقبال مرضى كورونا، مبينة أنه من غير المعقول أن تختار وزارة الصحة منطقة سكنية مكتظة بالسكان لاستقبال مرضى كورونا المعدي، ما يؤثر بشكل مباشر على المواطنين.
وأكدت أبو جامع في تصريحات إلى "الفجر"، أن وزارة الصحة اختارت المستشفى الوحيد لسكان المنطقة الشرقية، والذي يقدم خدمة لأبنائها في ظل الظروف الاقتصادية السيئة، حيث لا يملك المواطنون المرضى المواصلات للذهاب إلى مشافي أخرى.
وأضافت نائب رئيس الإتحاد العربي للمرأة المتخصصة، أن المستشفى العسكري الجزائري غير مجهز وليس لديه الإمكانيات للتعامل مع الأمراض المعدية، مكان يستقبل عشرات الأطفال يوميًا.
وطالبت أبو جامع، من وزارة الصحة إعادة النظر في القراراها، ووضع البدائل لذلك، والبحث عن مكان منعزل عن السكان، والتنسيق العاجل مع دول عربية او أجنبية لديها القدرة الطبية العالية للتعامل مع الأمراض المعدية، وإرسال المرضى إلى مشافيهم مباشرة من الصين.
اليمن.. استغاثة للإجلاء
أطلق العديد من الطلاب اليمنيين استغاثة لإجلائهم من مدينة ووهان الصينية والتي تعتبر مركزًا لوباء كورونا، ويبلغ عددهم 170 طالبًا، وتبارت كلتا الحكومتين الشرعية التابعة للرئيس عبد ربه منصور هادي، وقالت إنها ستنسق مع الجهات الصينية لإجلائهم، بينما أعلنت حكومة الإنقاذ التابعة للحوثيين في صنعاء، إنها سترسل طائرة على نفقاتها لإجلائهم.
"كارثة على اليمن"، بتلك الكلمات وصف محمود الطاهر، الكاتب والسياسي اليمني، قرار الرئيس اليمني عبد ربه هادي بنقل الطلاب اليمنيين من الصين إلى اليمن، مبينًا بأن الرئيس اليمني وفريقه يستمعون فقط لضجة التواصل الاجتماعي وليس لهم فكر أو خطط استراتيجية.
وأكد الطاهر في تصريحات إلى "الفجر"، أن مكمن الخطورة يتمثل في أن يكون أحد الطلاب العائدين إلى اليمن، مصابًا بالفيروس، خاصة أن البلاد غير مهيأة لمواجهة الفيروس.
أما في السودان، فقالت الحكومة، إن وزير الدولة بوزارة الخارجية السودانية، عمر قمر الدين، التقى مع سفير الصين لدى الخرطوم، ما شين مين، وأبلغه أنه بتكليف من الحكومة، بصدد تجهيز طائرة لإجلاء المواطنين السودانيين من جمهورية الصين، معربا عن أمله في أن تجد هذه الخطوة التعاون من الجانب الصيني لتسهيل العملية.
وقال محمد محمود الناير، المتحدث باسم حركة جيش تحرير السودان، إن الطلاب السودانيين في مدينة ووهان الصينية أطلقوا استغاثات خلال الأيام الماضية، خاصة بعد إجراءات صارمة من جهة السلطات الصينية مع تزايد أعداد الإصابات الجديدة هذه الأيام لتصل إلى ما يفوق الألف حالة.
وأكد الناير في تصريحات إلى "الفجر"، أن هذه الاجراءات تتمثل في الإقامة الجبرية داخل المسكن، وأصبحوا يعانون نقصًا حادًا في المتطلبات اليومية من غذاء وشراب بالإضافة للرعب من تفشي الوباء الخطير.
الصومال
بينما كشف محمود أدم، الصحفي والناشط الصومالي، أن بلاده قامت بالبدء رسميًا بحماية مداخلها الجوية والبرية والبحرية من فيروس كورونا الصيني، عبر استعمال أجهزة طبية حديثة، وماسح حراري يكشف درجة حرارة المواطنين والأجانب القادمين إلى الدولة.
وأكد آدم، أن الرئيس الصومالي، موسى بيحى، تفقد بنفسه الأطقم الطبية التي تقوم بعملية مواجهة فيروس كورونا الصيني، وقام بجولة في مطار العاصمة الصوماليلاندية هرجيسا، نافيًا إكتشاف أي حالة من مرض كورونا داخل الصومال، أو إكتشاف أي من القادمين للبلاد مصاب بهذا الوباء الخطير.