سوريا.. فرار الآلاف إلى شمال غرب سوريا مع اقتراب قوات الأسد من إدلب
وصعدت قوات الحكومة السورية المدعومة من القوات الجوية الروسية من حملة لاستعادة محافظة إدلب، آخر معقل للمتمردين؛ حيث لجأ الملايين بعد أن فروا من أجزاء أخرى من سوريا في وقت سابق من حربها الأهلية التي استمرت تسع سنوات.
وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو مراقب للحرب، أن "قوات الأسد قد صعدت منذ يوم الجمعة الماضي، السيطرة على 22 بلدة واخترقت طريقًا سريعًا استراتيجيًا في إدلب يربط العاصمة دمشق بحلب في شمال سوريا".
وأضاف: إن الجيش السوري أحاط وكان على وشك الاستيلاء على معرة النعمان، وهي مركز حضري على بعد 33 كم جنوب مدينة إدلب؛ حيث أن هذا سيكون بمثابة تقدم كبير لمحرك الأسد لاستعادة سوريا بأكملها.
وقال أحد عمال الإنقاذ، الذي نشر شريط فيديو من معرة النعمان، إن المدينة قد دمرتها الهجمات بالقنابل برميل والقذائف والقصف في الأيام الأخيرة التي أهدرت عشرات المنازل والبنية التحتية الحيوية.
وأفاد عامل قوة الدفاع المدني الذي لم يكشف عن هويته، بأن مارات النعمان دمرت بالكامل وتشرد سكانها ويعيشون في حالة من عدم اليقين.
وقالت موسكو ودمشق، إنهما تقاتلان المتشددين الجهاديين الذين كثفوا من هجماتهم على المدنيين في حلب، لكن جماعات حقوق الإنسان وعمال الإنقاذ يقولون إن الغارات الجوية دمرت المستشفيات والمدارس وغيرها من المناطق المدنية.
كما جاء تجدد القتال على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار في 12 يناير بين تركيا وروسيا، والذي يدعم أطراف النزاع المتصارعة.
وقال فؤاد سيد عيسى، وهو عامل إغاثة في منظمة البنفسج في شمال سوريا، إن حملة الأسد الأخيرة أخافت السوريين في جيب المتمردين الذين يخشون الموت أو الاعتقال إذا تم استعادة مدنهم.
وأضاف عيسى: إنه على مدى الأيام القليلة الماضية، رأينا الآلاف من المشردين داخليا الجدد ونتحدث هنا على الأقل عن 50000 شخص على مدار الأيام الأربعة الماضية".
كما قال أحد الشهود، إن الآلاف هربوا اليوم الإثنين من بلدتي أريحا وسريكب إدلب، وشوهدت شاحنات وسيارات تزحف في حركة مرور متوقفة باتجاه مناطق، بما في ذلك مدينة عزاز، بالقرب من الحدود التركية.
وقدّر المرصد أن حوالي 120,000 شخص قد فروا من الريف حول حلب وإدلب خلال الأيام الـ 12 الماضية؛ حيث قال عمال الإغاثة: إن معظمهم انتقلوا إلى مناطق أكثر أمنًا نسبيًا في شمال سوريا بالقرب من الحدود التركية.
وإستضافت تركيا، التي تدعم بعض الجماعات المتمردة المعارضة للأسد، أكثر من 3,5 مليون لاجئ سوري وتخشى أن يتمكن ملايين آخرون من عبور الحدود قريبًا.