تصدع النهضة وفشل الإخوان.. سياسيون يكشفون تداعيات لقاء الغنوشي وأردوغان بتونس

وقال المحللة السياسية ضحى طليق، إنه لا يمكن إنكار العلاقة التي تجمع بين حزبي النهضة التونسي والعدالة والتنمية التركي فهما فرعين من فروع التنظيم الدولي للاخوان للمسلمين، وبينهما علاقة قديمة وتاريخية وتعود لعشرات السنين وقد تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صور قديمة تجمع الغنوشي وأردوغان مع زعماء هذا التنظيم وهو ما يجعل كل لقاءاتهما اليوم امتداد وتنفيذ لطموحات التنظيم في السيطرة على المنطقة من خلال حزب العدالة والتنمية في الشرق وحركة النهضة في الغرب.

اجتماع يهدد السيادة الوطنية
وأضافت طليق في تصريحات إلى "الفجر"، بالنسبة لدعوات سحب الثقة من الغنوشي، حيث عقد البرلمان الأربعاء الماضي جلسة مساءلة الغنوشي باعتباره رئيس المجلس، بسبب اجتماعه المغلق مع أردوغان ما يعتبر تهديدًا للسيادة الوطنية، خاصة وأن الغنوشي يعتبر الرجل الثاني في الدولة وعلاقته الوثيقة مع أردوغان أصبحت تشكل تهديدا على الأمن القومي التونسي خاصة بعد أن قرر الأخير إرسال قوات إلى ليبيا لدعم حكومة السراج التي هي في الأصل حكومة مدعومة من الميليشيات التي تأتمر لجماعة الإخوان في ليبيا.

وبينت أن التدخل التركي في ليبيا يشكل تهديدا كبيرا لأمن تونس ويجعل حدودها الجنوبية الشرقية في مهب العصابات الإرهابية التي سبق لها أن نفذت عملية إرهابية في مدينة بنقردان في السابع من مارس 2016 قادمة من ليبيا، مشيرة إلى أن هناك حالة من الولاء الأعمى يكنها الغنوشي وحركته لتركيا، وذلك على حساب الأمن القومي إلتونسي المرتبط أساسا بالنت القومي الجزائري والأمن المصري انقسامات داخل النهضة.

وأضحت طليق، أن منتقدي الغنوشي يشجيون التداخل بين مهمة الغنوشي كرئيس الحركة النهضة باعتبارها أحد أفرع التنظيم الدولي الإخوان المسلمين وهي في هذا الإطار تقدم مصلحة التنظيم على مصلحة البلاد وبين صفته كرئيس لمجلس النواب اي الرجل الثاني في الدولة لذلك بالاستقالة من الحركة حتى لا يقع هذا التداخل.

وتابعت حديثها قائلة: "ما حدث لم يزعج فقط معارضيه من خارج الحركة بل وأيضا صلب الحركة حيث بلغت الاعتقالات إلى حد الآن ثلاث استقالات من مجلس الشورى كما طالبه قياديون في الحركة بالاستقالة منها واتهموه بالتفرد بالرأي وتقديم مصالحه الشخصية على مصالح الحركة حيث عين ابن اخته الحبيب خير مديرا لديوانه في المجلس برتبة وزير وهي مسألة لم يقم بها من سبقوه على رأس المجلس
الغنوشي ومسئوليته عن فشل الحكومة والنهضة.

على نفس الصعيد، قال الصحفي والباحث السياسي باسل ترجمان، إن حركة النهضة بعد فوزها عادت لتقوي علاقتها من جديد بتركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان، مبينا ان لقاء الغنوشي بأردوغان له علاقة بالملف الليبي، حيث جاء الأخير ليبحث عن سند وتأمين دعم له حول وضعه بليبيا، خاصة وأن بلاده باتت محاصرة ومنعزلة.

وأضاف لـ"الفجر"، المشكلة الرئيسية في النهضة تتمثل في رئيسها راشد الغنوشي، لأنه رفض ترك منصبه وهو ما يخالف قانون الحركة، وذلك الرفض تسبب باستقالة عدد من أعضاء الحركة واقتراح بعض قيادات النهضة تفويض آخرين برئاستها حتى ينعقد المؤتمر العام الذي سيحاسب القيادة الحالية وسيقول كلمته فيها إما أن يعتبرها خاطئة ويطالبها بالرحيل أو صائبة ويبقي عليها.

وأوضح أن النهضة تتمثل فقط في الغنوشي، وهو من يضع قياداتها، فبعد الانتخابات الأخيرة واختيار قيادات بعينها عن طريق الانتخابات، قام الغنوشي يتغيير نتائج الانتخابات ووضع شخصيات بعينها، مشيرا إلى أنه يرفض أن يخرج أحد من عباءته حتى لو أدى ذلك لهدم الحركة
وقال أن الحركة باتت تواجه أزمة كبيرة من الداخل والخارج، حيث شهدت استقالة عدد من قيادتها وخارجيا، فقدت مصداقيتها لأن قياداتها يتصرفون عكس مبادئها، وهو ما كشف حقيقة كذب المبادئ التي يدعون الالتزام بها.

وأوضح أن الغنوشي هو السبب الرئيسي في فشل الحكومة، لأنه من يدير شئونها وهو من قابل كل أعضائها، منوها إلى أن حبيب الجملي لم يلتقي بأي من قيادات خكومته.

وذكر أن الغنوشي لم يضع خطة سياسية واقتصادية للنهوض بالبلاد وتحقيق مطالب الثورة، ولكن كل ما يهمه هو نهب ثروات تونس وتأمين عائلته خوفا من أن يدفع فاتورة ما فعله خلال السئنوات الماضية.