احتكار وخلل في المنظومة.. سلاسل الصيدليات سرطان يهدد سوق الدواء
مازالت أزمة سلاسل
الصيدليات تمثل كارثة، تسببت في احتكار للأدوية، وتغيير شكل سوق الدواء في مصر،
على الرغم من حملة شنتها نقابة صيادلة مصر، باعتبار أنها سرطان يهدد مهنة الصيدلة،
وباب خلفي لضرب المهنة، بالإضافة إلى مخالفة القانون الذي يجيز لكل صيدلي امتلاك
فقط صيدليتين، على أن يدير أحدهما.
قرار الإدارة المركزية للعلاج الحر والتراخيص بوزارة الصحة، بشطب الدكتور أحمد
العزبي والدكتور حاتم رشدي، من سجلات الصيادلة بالوزارة، كان حاسمًا ونهائيًا؛ حيث
جاء تنفيذًا للحكم القضائي الصادر بشطبهما من نقابة الصيادلة، وبالتالي إلغاء
ترخيص مزاولة المهنة لهما، وذلك تأييدًا لقرار هيئة التأديب بنقابة الصيادلة
بإسقاط عضويتهما.
أصبح الأمر هنا ليس فقط مخالفة للقانون، ولكن أيضًا ممارسة المهنة بدون تراخيص، بعد
إسقاط العضوية، بالإضافة إلى وجود دعوى بالقضاء الإداري لعمل إنذار لوزارة
الاستثمار لإلغاء نشاط إدارة الصيدليات من سجلات الشركات بالهيئة، واتخذت المحكمة
قرار بتأجيل الدعوى إلى جلسة 15 فبراير الجاري لاستكمال المستندات.
تحايل على القانون
وقال الدكتور محمد الشيخ
نقيب صيادلة القاهرة، إن سلاسل الصيدليات بمثابة سرطان على مهنة الصيدلة، وتخالف
قانون الصيدلة ١٢٧ لسنة ١٩٥٥، والذي يجيز لكل صيدلي امتلاك صيدليتين وإدارة إحداهما،
موضحًا أن القاضي أقر باختصام وزارة الصحة ومحافظ القاهرة، وتأجيل الجلسة إلى 15
فبراير القادم.
وأضاف في تصريحات إلى
"الفجـر"، أن التراخيص من جهة الاستثمار يعتبر تحايل على قانون نقابة
الصيادلة، وبابًا خلفيًا يجب إغلاقه، حتى نتمكن من التخلص من ذلك السرطان المنتشر،
لافتًا إلى الاستعانة بالأحكام القضائية التي أقرت بإغلاق بعض السلاسل في الفترة
الماضية، كما تم الاستعانة بحكم الدستورية بشطب بعض الصيدليات في 2018.
تتسبب في اختلال بسوق العمل
وأكد الدكتور صبري
الطويلة رئيس لجنة الحق في الدواء بنقابة الصيادلة، أن أزمة سلاسل الصيدليات تلحق
ضرر كبير بمهنة الصيدلة، وتتسبب في اختلال بمنظومة السوق، وإحداث حالة من عدم
المساواة في التوزيع؛ حيث يتم التوزيع بشكل أكبر على فروعها.
وأوضح في تصريحات إلى
"الفجـر"، أن الخطوة أيضًا تكمن في اندماج الصيدليات الكبرى مع بعضها
البعض؛ حيث نجد صاحب سلسلة كبرى يقوم بشراء سلسلة أخرى، حتى يتوقف الأمر في النهاية
على امتلاكه لأكبر جزء من سوق الدواء، واصفًا ذلك بـ "السرطان المتفشي
بالمهنة"، الذي يجب التخلص منه؛ نظرًا أنه يضر بسوق الدواء ككل، وليس
الصيادلة فقط، ويعتبر أكبر سبب في اختفاء العديد من الأصناف الدوائية.
أباطرة السلاسل يسيطرون
على السوق
وقال إسلام عبدالفاضل عضو
بالجمعية العمومية بنقابة الصيادلة، إن سلاسل الصيدليات تعتبر سرطان يتخلل المهنة،
ويهدد أبنائها؛ نظرًا أن أباطرة السلاسل يهيمنوا على سوق الدواء، وبالتالي نجد نقص
في الأدوية؛ لإن أصحاب السلاسل لديهم ما يمكنهم من الهيمنة على توزيع شركات
الأدوية، وهو أمر غير عادل على الإطلاق.
وأضاف في تصريحات إلى
"الفجـر"، أن أصحاب السلاسل يتحايلون في بعض الأحيان على القانون، أي
يصدر فواتير الصيدلية باسم أي صيدلي يقوم بتأجير الصيدلية، وهذا الأمر يتعارض مع
قانون مهنة الصيدلة، كما أنه يساعد على احتكار الأدوية على صيدليات بعينها، مثلما
حدث وقت أزمة الإنسولين.
وتابع: "الدعوى المُقامة
حاليًا سوف تجني ثمارها لصالح الصيادلة؛ نظرًا لعدم جواز استخراج هيئة الاستثمار
تراخيص لشركات، لإقامة صيدليات دون الرجوع لقانون نقابة الصيادلة".