إنيانوس.. حكاية منزل مصري تحول إلى أقدم كنيسة في أفريقيا (فيديو)

أخبار مصر

منزل إنيانوس
منزل إنيانوس

تظل مصر مبهرة بتنوعها الحضاري والثقافي سواء في العصر القديم أو الحديث، ولدينا عن الفترة القبطية ما تتفرد به مصر عن باق دول العالم، حيث تقف في الإسكندرية الكنيسة المرقسية والتي تعد أو مقر كنسي وكرسي بابوي في مصر وأفريقيا.

وعن الكنيسة وتاريخها ووتطورها حدثنا المهندس نجاتي ناجي أنطاكيا، المتخصص في الدراسات القبطية، قائلًا، إن الكنيسة المرقسية في الأصل كانت منزل للإسكافي إنيانوس، والذي يعد أول ما آمن بالمسيحية على يد القديس مرقس "مار مرقس" في مصر، ووهب بيته وورشته، وحولها إلى كنيسة، والكنيسة الأصلية تحت المنسوب الحالي بأربعة أمتار ونصف، وتعد أول مقر بابوي في مصر وأفريقيا.

وأضاف أن الكنيسة تعرضت للتدمير عدة مرات، الأولى أثناء الفتح العربي لمصر، عندما هدم عمرو بن العاص أسوار الإسكندرية فهدمت الكنسية، وفي عصر الملك الكامل الأيوبي والذي هدم الكنيسة مرة ثانية مخافة من هجوم الصليبيين، ثم في عهد الاحتلال الفرنسي حيث قام نابليون بونابرت بهدمها مرة ثالثة، وذلك بسبب مخافته أن يحتلها الإنجليز ويستخدمونها ضده، فقد كان موقع الكنيسة القريب من الساحل هو السبب في ذلك.

وأشار ناجي أنه في عصر محمد علي باشا، قام بإصدار فرمان بإعادة بناء الكنيسة المرقسية مرة أخرى، وذلك عام 1801، والستة أعمدة المميزة للكنيسة استجلبتهم القديسة هيلانة من تركيا، وقامت بوضعهم داخل الكنيسة لتحمل قبتها، ثم لما تضررت القبة هدمها البابا يوساب الثاني وقام بوضع الأعمدة في مدخلها، ثم في تجديدات الباب شنودة الثاني في تسعينيات القرن الماضي قام بتوسعة الكنيسة ووضع الأعمدة قبل مدخلها الحالي.

وتابع: أقدم جزء بالكنيسة هو غرفة دفن القديس مرقس "مار مرقس"، والذي استشهد عام 68 م، على يد البيزنطيين، حيث تم سحله في شوارع الإسكندرية، على الكتل البازلتية التي كانت ترصف الشارع، مما أدى إلى انفصال رأسه عن جسده، ثم حاولوا أن يشعلوا فيه النيران، فقامت أعاصير وسيول ففر البيزنطيين، وقام المسيحيين المراقبين لهذه الحادثة بأخذ الجسد وقاموا بتكفينه، ودفنوه في هذا المكان، وهو تحت مستوى الكنيسة الحالي بأربعة أمتار ونصف.

وتجولت كاميرا بوابة الفجر الإلكترونية، بين أروقة الكنيسة المرقسية في الإسكندرية، ملتقطة عدد من الصور التي تظهر مدى روعة وجمال زخارفها ومعمارها، وتعد هي المقر البابوي الأول في مصر، وذلك قبل أن ينتقل إلى العباسية في القاهرة، وتتكون من ثلاثة أروقة أوسعها أوسطها، حيث يبلغ سعته ما يقرب من 8 أمتار، والرواقين الجانبيين ما يقرب متر ونصف، والرواق الأوسط مغطى بقبو يستند إلى صفين من الأعمدة 14 عمود ذات تيجان كورنثية، والرواقين الجانبيين لهما سقف مستند على عقود دائرية على صفين من الأعمدة، وجاء لقاء الفجر مع نجاتي ناجي أنطاكية، وهو المسؤول عن شرح الكنيسة للزائرين على هامش الزيارة التفقدية لوزير السياحة والآثار الدكتور خالد العناني لأعمال الترميم الجارية بالكنيسة تمهيدًا لافتتاحها.