مهمشون لكن يعافرون.. مرضى ضمور المخ بكفر الشيخ بدون مركز طبي (فيديو وصور)
"محدش بيسأل فينا وعيالنا بتموت أدام عنينا".. بهذه الكلمات القاسية عبر ذوي مرضى ضمور المخ بكفر الشيخ لبوابة"الفجر"، عن غضبهم وسخطهم لما يلقونه من إهمال لمعاناتهم من جانب مسئولي الصحة وتهميشهم على الرغم من خطورة المرض، إلا أنه يتم تجاهل علاجه تمامًا وترك المرضى فريسة للمراكز الطبية الخاصة ذوي التكلفة العالية والتي لا تتوافر بها الإمكانيات من أجل جلسات العلاج، ليجد المريض نفسه قد وقع بين مقصلة الإهمال الحكومي وفريسة لعديمي الرحمة.
ويقدر عدد مرضى ضمور المخ بالمحافظة، بما يقرب من 150 مريضًا أو أكثر، ولا يوجد مستشفى أو مركز طبي حكومي بالمحافظة يستقبلهم على الإطلاق، فيضطرون للذهاب إلى المراكز المتخصصة بمحافظات القاهرة والغربية والإسكندرية، فضلا عن إجرائهم العديد من العمليات الجراحية باهظة الثمن، ولكن دون جدوي لعدم وجود أطباء متخصصين.
في البداية تؤكد هيام عزت، والدة الطفلة رضوى إحدى المريضات، أن نجلتها مصابة بضمور في المخ والعضلات، وذهبت بها إلى جميع مستشفيات المحافظة لعلاج نجلتها الوحيدة والتى لا يتعدى عمرها 5 سنوات، ولكن دون جدوى، حتى نصحها البعض بالذهاب إلى إحدى المستشفيات بالقاهرة، وعند ذهابها إليها قامت بتحويلها لمستشفى آخر، وتم عرضها على الأطباء وطلبوا أشعة وتحاليل لإجراء العديد من العمليات الجراحية ولكن دون جدوى.
وأضافت أن مصاريف العلاج باهظة الثمن ولا تستطيع تحملها مطلقًا، فعلى سبيل المثال لا الحصر تقوم بدفع 1200 جنيه أسبوعيًا للسيارة التى تنقلهم للقاهرة، بخلاف تكاليف العلاج وطلبات الأطباء وأجورهم العالية.
في حين قال عبدالحي رضوان، والد الطفل محمد أحد المرضى، أنه اكتشف إصابة نجله الصغير بالمرض منذ أن كان عمره عام تقريبا، وذلك بعد أن لاحظ وجود ضعف عام في جسده، ولكنه لم يجد أي مركز طبي بالمحافظة لعلاج نجله أو حتى تشخيص حالته بصورة صحيحة.
وأوضح أنه ذهب به إلى إحدى العيادات الطبية بمحافظة القليوبية، وبالفعل تحسنت حالته نوعًا ما وبدأ بالتحدث مع من حوله، ولكنه الآن يحتاج إلى عمليتين جراحيتين عاجلتين واحدة بالمخ وتصل تكلفتها إلى 120 ألف جنيه شاملة العلاج والمصاريف، والأخرى في ظهره وقدمه وتتعدى تكلفتها 150 ألف جنيه.
وتابع: "أنا موظف بسيط لا أقدر إلا على توفير نفقات أسرتي اليومية، وأتعذب وأنا أرى نجلي طريح الفراش لا يستطيع اللعب كباقي الأطفال، وأنا عاجز عن مساعدته فماذا أفعل؟".
وناشد مصطفى غازي، والد الطفلة جنى إحدى المريضات، الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالتدخل لعلاج نجلته المريضة منذ عام 2017، وأن تتحمل الدولة نفقات علاجها وتوفير مركز طبي بالمحافظة لعلاج مرضى ضمور المخ، بدلًا من السفر والذهاب إلى محافظات أخرى، وهو ما لا طاقة لهم به.
من جهة أخرى، أكدت الدكتورة سوسن سلام، وكيل وزارة الصحة بكفر الشيخ، أنه لا توجد مراكز طبية تابعة للوزارة في المحافظة مؤهلة لعلاج مرضى ضمور المخ، وفي الغالب يتم تحويلهم لمستشفى كفر الشيخ الجامعي.
واستطردت قائلة: "حتى الآن لم يتم عمل إحصائية رسمية مؤكدة بعدد المرضى على مستوى المحافظة، ولكن المستشفيات تستقبلهم مثل أي حالة، ولكن لا تستطيع علاجهم".
وقالت، إنها تشعر بمعاناتهم وآلامهم وتفكر جديًا في إلقاء الضوء على مشاكلهم والاهتمام بهم والعمل على إنشاء مركز طبي خاص لعلاجهم، بدلًا من عناء السفر إلى محافظات أخرى.