"سادات قريش" أقدم المساجد الأثرية في أفريقيا.. وحدد قبلته 25 صحابيًا

محافظات

مسجد سادات قريش
مسجد سادات قريش


يعد مسجد سادات قريش من أبرز المساجد الشهيرة في محافظة الشرقية نظرًا لقيمته التاريخية والأثرية، ويعتبر أول مسجد بني في القارة الأفريقية.

ويوجد مسجد سادات قريش في شارع بوسعيد الذي يعرف بأنه شارع تجاري يكتظ بالمحلات والباعة وحركة السيارات التي لاتهدأ، وبالرغم من ذلك يسهل على أي شخص تطأ قدميه مدينة بلبيس الوصول إلى المسجد الذي يتسم بالتصميم المعماري الفريد.

"أهالي بلبيس يقبلون على المسجد في المناسبات المختلفة، حيث يأتيه البعض لإجراء عقد القران، وللصلاة على المتوفين نظرًا لمكانته بين المساجد، كما يقبل عليه الكثير من الزوار من كل الأماكن داخل مصر وخارجها، ويتمتع بروحانيات عالية تجذب الناس للصلاة فيه، خاصة في شهر رمضان حيث يمتلئ أرجائه بالمصلين"، بهذه الكلمات بدأ الشيخ محمد نجم إمام مسجد سادات قريش حديثه، لافتا إلى أن المسجد يحتوي بداخله على 18 عمودًا يعلوها تيجان مختلفة تعود إلى عصور مختلفة.

وأوضح "نجم" أن المسجد يعتبر الأول في أفريقيا والثالث عشر على مستوى العالم، مبينًا أن أعمدة سادات قريش فسفورية تضئ للمصلين في الظلام ولكنها طمست بسبب أعمال الطلاء، كما أن التيجان عليها قطع خشبية لامتصاص الصدمة عند حدوث زلزال.

وعن قصة بناء المسجد، قال "نجم": "شهدت مدينة بلبيس أعظم الفتوحات الإسلامية بقيادة عمرو بن العاص، بعد تعرض الاساقفة والرهبان إلى الأضطهاد وهروبهم إلى الأديرة، تم فتح البوابة الغربية لقوات عمرو بن العاص، واستشهد في المعركة 250 من المسلمين، و40 صحابيًا و210 تابعين، وانتصر المسلمون على الرومان، وقتل منهم 3 آلاف وأسر 3 آلاف أخرين.

وأضاف: "قام عمرو بن العاص بإقامة المسجد مكان القصر الذي كان مقرا للحكم الروماني، وكان عبارة عن 5 أفدنة، وتم تحديد قبلته من قبل 25 صحابيا، حيث يعتبر من أدق القبلات في المساجد الأثرية الموجودة في مصر.

وأشار" نجم" أن المسجد أطلق عليه فى بداية تأسيسه مسجد الشهداء، نسبة إلى شهداء المعركة، ثم فى عصر الأمويين عندما قتل سيدنا الحسين في كربلاء، والسيدة زينب ذهبت إلى دمشق رأت الرسول صلى الله عليه وسلم فى المنام يأمرها بالتوجه إلى مصر، فلما دخلت أرض مصر استقبلها حاكم بلبيس وأقاموا لها احتفالًا كبيرًا فقالت: "يا أهل مصر آويتمونا آواكم الله ونصرتمونا نصركم الله" وأقامت في المدينة شهرًا كاملًا، فتغير اسم المسجد أطلق عليه اسم سادات قريش.

وتابع: المسجد تم ترميمه عام 1002 هـجريًا في عهد الأمير مصطفي الكاشف في العصر العثماني، مشيرًا أنه يوجد سراديب أسفل المسجد ترجع إلى العصور القديمة، كانت تستخدم في هروب الأمراء من المدن التي يدخلها الغزو حتى لا يقعوا في الأسر".