بسبب ارتفاع التكاليف.. تنامي ظاهرة إلغاء سرادقات العزاء ببني سويف
تسببت الحالة الاقتصادية وظروف غلاء المعيشة، في اتجاه مواطني قرى ومراكز محافظة بني سويف، إلى إلغاء سرادقات العزاء والاكتفاء بتلقي واجبات العزاء على القبر، عقب دفن جثمان المتوفي، في ظاهرة بدأت التنامي بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة.
بداية يقول محمود جابر، مقيم بقرية ميدوم، مركز الواسطى، إنه في السابق كنا نقود بدفن المتوفي ونستقبل العزين في سرادق لمدة ثلاثة أيام، فمنذ أن يتم الإعلان عن حالة الوفاة بمساجد القرية، يتم حينها تحديد موعد دفن الجثمان، وطريقة ومكان تلقي العزاء، ومنذ هذه اللحظة تبدأ العائلة في جلب أحد المختصين بأعمال الفراشة، ليقيم السرادق، ويرص الكراسي، وتتواصل العائلة مع المقرئين ذوو الصوت الطيب وذائعي الصيت، وتذبح الذبائح للمعزين القادمين من محافظات أخرى، فضلًا عن المشروبات "الشاي والقهوة والمياه المعدنية" الأمر الذي كان يكلف أسرة المتوفي ما يزيد عن 50 ألف جنيه.
وأضاف "محمود" أنه مع موجة زيادة الأسعار وظروف غلاء المعيشة التي تعرضت لها عائلات القرية، اتفقنا فيما بيننا على إلغاء سرادقات العزاء، والاكتفاء باستقبال المعزين على القرب بعد أن نفرغ من دفن جثمان المتوفي، وهو ما يتم تطبقه غالبية عائلات القرية منذ عام تقريبًا، حيث يقف أحد كبار عائلة المتوفي، ليشكر المعزين قائلًا: "اللي حضر عزا والعزاء على القرب، وشكر الله سعيكم"، ويتم استقبال من تحول ظروفه عن اللحاق بصلاة الجنازة، داخل منزل أسرة المتوفي، مع تشغيل مقاطع قرآن صوتية على مكبرات صوت، ويقدم المعزي واجب العزاء في عجالة وينصرف ليترك المكان لغيره، ترشيدًا للنفقات.
ومن ناحيته، قال عادل بدران، مقيم بقرية دلهانس بمركز الفشن، إن غالبية عائلات قريته استغنت عن سرادقات العزاء، بعد ارتفاع تكليفها، والاكتفاء بتلقيه عقب تشييع الجنازات عند المقبرة؛ للهروب من ارتفاع تكاليف سرادقات العزاء، وصارت إقامة سرادقات العزاء واستقبال المعزين، وفقًا للتقاليد، مسألة شبه مقصورة على الأسر الثرية، ويقيم من يرغبون في التباهي أو خوض الانتخابات، بإقامة سرادقات عزاء ضخمة، ولكن الغالبية يكتفون بتقبل العزاء واكتفوا بتلقيه على المقابر عقب الدفن مباشرة.
وبدوره يقول منصور محمدين، صاحب مخزن فراشة ببني سويف، إن مهنته قاربت على الاندثار، خاصة مع عزوف الأهالي عن إقامة السرداقات لتلقي العزاء، "بعد أن كنا ننصب سرادق يوميًا، أصبحنا الآن نقيم سرادق أو سرادقين في الشهر كله".
ونوه بأن المهنة أصبحت في طريقها إلى الزوال بالفعل، خاصة بعد الغاء سرادقات العزاء، وكذلك وتجاه العائلات لاقامة مناسباتهم وافراحهم الأندية والفنادق، فأصبحت تواجه خطر الانقراض.
وفي السياق ذاته، أكد الشيخ أيمن محروس، إمام مسجد، أن إقامة المآتم ونصب السرادقات لِتلقِّي العزاء، من الأمور التي فرضتها العادات والتقاليد، ولا يستفيد بها المتوفي، ولا يحق لأسرته أن تخصم تكاليفها من تركته، كما يحدث في بعض القرى، ولا يوجد شرعًا ما يلزم العائلات بإقامة سرادقات للعزاء، وإنما يكون إستقبال المعزين عند الدفن وبعد ذلك عندما يلقى المعزون أهل الميت في البيوت أو الأسواق أو المساجد يقومون بتعزيتهم، أما غير ذلك فلا سند له.
وفي السياق ذاته، أكد الشيخ أيمن محروس، إمام مسجد، أن إقامة المآتم ونصب السرادقات لِتلقِّي العزاء، من الأمور التي فرضتها العادات والتقاليد، ولا يستفيد بها المتوفي، ولا يحق لأسرته أن تخصم تكاليفها من تركته، كما يحدث في بعض القرى، ولا يوجد شرعًا ما يلزم العائلات بإقامة سرادقات للعزاء، وإنما يكون إستقبال المعزين عند الدفن وبعد ذلك عندما يلقى المعزون أهل الميت في البيوت أو الأسواق أو المساجد يقومون بتعزيتهم، أما غير ذلك فلا سند له.