"فوانيس وشموع وزلابية" مظاهر احتفال المسلمين قديمًا بأعياد الميلاد

أخبار مصر

بوابة الفجر


حب المصريون للأعياد والاحتفالات، متجذر فيهم منذ عصر قدماء المصريين، فقد كان المصري القديم يحتفل في مناسباته، وهو دليلًا على حبه للحياة، وصاحب هذه الاحتفالات مظاهر استمرت عبر عصور مصر المختلفة خاصة في العصر الإسلامي.

المسلمون شاركوا إخوانهم الأقباط في كل أعيادهم

قال شريف فوزي منسق عام شارع المعز لدين الله الفاطمي، في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، إن المسلمون شاركوا إخوانهم الأقباط في أعيادهم، كان ذلك دليلًا على وحدة الشعب المصري، رغم اختلاف الدين، ففي عيد الغطاس القبطي، شارك المسلمون الأقباط، بتغطيس أبنائهم في الماء رغم برودة الجو، وكان اعتقادهم في ذلك أن الغطاس يقيهم البرد.

كما شارك المسلمون الأقباط احتفالهم بخميس العهد بشراء البخور والخواتم، وكذلك شارك المسلمون إخوانهم الأقباط في عيد سبت النور، وعيد النيروز، بل وفي الموالد القبطيه مثل مولد برسوم العريان ودير المغطس وبئر البلسم في المطرية.

احتفالات عيد الميلاد 

أما إذا انتقلنا إلى عيد الميلاد المجيد –والكلام لفوزي- فقد شاركت الدوله الفاطمية فيه بتوزيع الحلوى والزلابية والسمك البوري والمربات على كبار رجال الدولة، وفي العصر المملوكي شارك المسلمون الأقباط في عمل أكلة تسمى العصيدة والتي تقي من البرد، وكان الاعتقاد أن من لا يأكلها لا يحل فيه الدفء.

إضاءة الكنائس والعاب المسيحيين

وأضاف فوزي أن من مظاهر احتفالات المصريين في عيد الميلاد في العصر المملوكي في ليله عيد الميلاد إضاءة الكنائس ولعب المسيحيين بالنار في الشوارع، وكان الكل يشارك بالشموع المصبوغة بالأصباغ الجميلة والتماثيل المتقنة الصنعة، وكانت كل فئات المجتمع أغنيائهم وفقرائهم يشترون هذه التماثيل لأبنائهم.

كما كانت المحلات تتنافس في عرض وبيع الفوانيس أي الشموع المصبوغة، وقيل إنه في أحد السنوات صُنعت شمعه بلغ ثمنها ألف درهم وأيضا خمسمائة درهم بل وصل سعر إحداها سبعين مثقالا من الذهب، ووصلت أهمية الفوانيس في أعياد الميلاد أن الأطفال كانوا يسألون الناس أن يتصدقوا عليهم بفانوس.

مظاهر الاحتفال دليل على الحالة الاقتصادية 

وختم فوزي كلماته قائلًا إن مظاهر الاحتفالات كانت مرتبطة دائمًا بالحالة الاقتصادية، ففي الدولة المملوكية البحرية كان مظاهر الاحتفال مزدهرة لقوة نواحي الدولة المالية، أما في أواخر عصر المماليك الجراكسة ونظرًا لاكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح، تأثر اقتصاد الدولة فقلت نسبيًا مظاهر الاحتفال بالفوانيس وحملها، ويبقى التاريخ شاهدًا على مشاركة المسلمون إخوانهم المسيحيون في أعيادهم.