لماذا تم تشييع جثة "قاسم سليماني" في مدينتي النجف وكربلاء العراقية؟

ما أهمية النجف وكربلاء؟
النجف هي مركز للتعلم والحج للشيعة، الذين يشكلون حوالي ثلثي العراقيين وفرع الإسلام المسيطر في إيران.

كل عام، يسافر الآلاف من الإيرانيين، وكذلك الحجاج الدينيين الآخرين، إلى النجف لزيارة ضريح الإمام علي ذي القبة الذهبية، وهو أحد القادة المؤسسين في الإسلام ويحظى باحترام كبير من قبل الشيعة. كان علي ابن عم وصهر النبي محمد.

يعتبر الشيعة علي، الذي قُتل عام 661 على يد عضو في طائفة منافسة، الخليفة الشرعي للنبي.

كانت المدينة، ورجال الدين المتمركزين هناك، ساحة معركة هادئة لإيران في جهودها لتوسيع النفوذ السياسي والاقتصادي والديني والعسكري على العراق، كما ذكرت صحيفة "ذي بوست".

وكتبت الصحيفة: "في النجف، قامت إيران بتمويل المدارس والجمعيات الخيرية، وبنت مساجد متطورة وروابط قوية مع علماء الدين في محاولة لتقويض رجال الدين المحليين، الذين ظلوا مستقلين منذ فترة طويلة".

ويقول رجال السياسة العراقيون إن "رجال الدين المرتبطين بإيران يروجون لنوع معين من اللاهوت الشيعي الذي ترعاه الدولة في أكاديميات المدينة ويقومون بمناورة لتثبيت واحد منهم" مرجا "في العراق، أو سلطة دينية عليا في العراق."

ويشغل هذا المنصب حاليًا آية الله العظمى علي السيستاني، البالغ من العمر 89 عامًا، وهو رجل الدين الأكثر نفوذًا في العراق والذي عارض بعض التعاليم الأساسية لإيران حول الرقابة الدينية على شؤون الدولة.

كربلاء هي مدينة مقدسة أخرى في الإسلام الشيعي، تُقدَس كمكان لدفن الإمام الحسين، وهي موقع الحج الرئيسي، مع بناء مسجد في ذاكرة الإمام حسين في الوجهة الرئيسية، وتحت حكم صدام حسين بقيادة السنة، تم تهميش المواقع الشيعية.

وفي أعمال العنف والحرب الأهلية التي أعقبت الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003، كانت كربلاء أيضًا ساحة معركة.

وفي عام 2007، قتل هجوم على قوات التحالف خمسة جنود أمريكيين متمركزين هناك، وقد ألقى المسئولون الأمريكيون باللوم على سليماني وفيلق القدس في إدارته.