«بعد فتاة المنصورة».. أثري يكشف قصة أول متحرش في التاريخ
قال الباحث الأثري أحمد عامر، إن المصريين القدماء كانوا بشرًا مثلنا يخطئون كما نخطئ، ويؤمنون بالثواب والعقاب كما نؤمن، ففي الأيام الماضية شهدت مدينة المنصورة واقعة تحرش مؤسفه بإحدى الفتيات، ولكننا عندما نرجع بالتاريخ للماضي نجد أن المصري القديم عرف التحرش والزنا وكانت العقوبات قاسية جدًا.
وكشف عامر في تصريحات خاصة إلى «الفجر»، عن قصة أول متحرش في التاريخ، حيث تم العثور على بردية، يرجع تاريخها إلى حوالي 3200 عامًا، وهي عبارة عن شكوى مكتوبة بواسطة رجل يُدعى «أمينناخت»، موجهة إلى الوزير «هوري»، لافتًا إلى أن هذه البردية تتحدث عن سلوك «بانيب» المشين، سواء فساده عن طريق تقديمه رشوة من أجل الحصول على أحد المناصب، أو تحرشه بالنساء أثناء عمله، وتم اتهام «بانيب» في البردية بأنه قام بتجريد إمرأة تدعى «ييم واو» من ملابسها، وطرحها على الحائط، والتحرش بها، وهي جريمة واحدة ضمن سلسلة من الجرائم «الفاسقة» التي ارتكبها هذا العامل النشيط.
وأشار إلى أن بردية «سولت» رقم 124، ذكرت أن رئيس العمال في منطقة دير المدنية، في البر الغربي في الأقصر تم اتهامه بالتحرش بإحدى العاملات، ووجهت له التهمة، لكن البردية لم تؤكد نوع العقاب الذي ناله، إلا أنه أعفى من منصبه لاحترام المجتمع للمرأة.
وأوضح: «أن المصري القديم كان يميز بين فعل الزنا، وفعل هتك العرض أو الاغتصاب، إذ يقرر أن الزنا لو تم غصبًا كان العقاب بالإخصاء، أما لو تم تراضيًا فإن الرجل الزاني كان يُجلد ألف جلدة والمرأة الزانية كانت تقطع أنفها، وجرائم الإغتصاب والزنا عقوبتها كانت تصل للإعدام وهذا استنادًا إلى نقوش «آني»، وبردية بولاق، وبردية «لييد»، حيث أن الزناة كانوا يكفرون عن خطاياهم بالإعدام والشروع في الزنا والتحرش كان يواجه نفس العقوبة.
وأوضح أن عقوبة الزنا عند قدماء المصريين لم تقتصر على الإعدام، بل كانت تصل إلى الحرق، أو يحول الرجل إلى جنس ثالث من خلال الإخصاء، كما أنهم كانوا يعتبرون الزنا من الكبائر، خاصة إذا كان مرتكبه متزوجًا، وإذا زنت امرأة متزوجة يمكن أن تعدم، وإذا اغتصب رجل امرأة حرة متزوجة يحكم عليه بالإخصاء.
واختتم الباحث الأثري قائلًا: «إن المراودة عن النفس كانت تواجه بنفس العقوبات أو أقل حسب الضرر الواقع على الأنثى»، مشيرًا أنه نُسب للملك «رمسيس الثالث» تأسيس أول شرطة خاصة، لمواجهة التحرش في الشوارع والحدائق، والتي نتجت عن اختلاط الجنسين، وكان دور الشرطة منع أي قول، أو فعل لسيدة، نتيجة بعض الفوضى في عصره، وكثرة الأجانب في مصر.