ما لا تعرفه عن قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني
ومثل موته اليوم الجمعة، في غارة جوية أمريكية على قافلته بمطار بغداد الدولي، نهاية رجل كان من المشاهير في الوطن.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون): إن "الضربة كانت تهدف إلى ردع خطط الهجوم الإيراني المستقبلية".
وكان "سليماني" مسؤولًا عن عمليات سرية في الخارج، وكثيراً ما شوهد في ساحات القتال التي توجه الجماعات الشيعية العراقية في الحرب ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.
وقُتل مع قائد الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، واعتبر الرجلان أبطالاً في قتال إيران ضد أعدائها، وأثار التلفزيون الحكومي الثناء عليهم بعد فترة وجيزة من إعلان وفاتهم.
وعرض التلفزيون لقطات عنه مع المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، وفي مناطق الحرب بالزي العسكري، بما في ذلك كخريج شاب في مدرسة ثانوية كان يقود وحدة في حرب إيران مع العراق في الثمانينات.
وبعد ذلك، ارتقى بسرعة من خلال صفوف الحرس الثوري الإيراني ليصبح قائدًا لقوة القدس، وهو المنصب الذي ساعد فيه إيران على تشكيل تحالفات في الشرق الأوسط، حيث تعرض لضغوط من العقوبات الأمريكية التي دمرت اقتصاد الجمهورية الإسلامية.
كما صنفت الولايات المتحدة الحرس الثوري منظمة إرهابية أجنبية في عام 2019، كجزء من حملة من أقصى الضغوط لإجبار إيران على التفاوض بشأن برنامج الصواريخ البالستية والسياسة النووية.
وكان لدى "سليماني" رد واضح: أي تفاوض مع الولايات المتحدة سيكون "استسلامًا كاملًا".
وعززت قوة القدس التابعة لسليماني الدعم للرئيس السوري بشار الأسد، عندما بدا على وشك الهزيمة في الحرب الأهلية التي اندلعت منذ عام 2011، كما ساعد رجال الميليشيات في هزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق.
كما جعل خامنئي، سليماني رئيساً لقوة القدس في عام 1998، وهو المنصب الذي ظل فيه غير مرغوب فيه لسنوات بينما كان يعزز علاقات إيران مع حزب الله في لبنان، وحكومة الرئيس السوري الأسد، والميليشيات الشيعية في العراق.
وفي السنوات القليلة الماضية، حصل على مكانة علنية أكثر؛ حيث قام المقاتلون والقادة في العراق وسوريا بنشر صور على مواقع التواصل الاجتماعي له في ساحة المعركة، وكانت ذقنه وشعره يتم تقليمهما على نحو غير متقن.
كانت سلطة سليماني المتنامية داخل المؤسسة العسكرية الإيرانية واضحة في عام 2019، عندما منحه خامنئي وسام وسام ذو الفقار، أعلى وسام عسكري في إيران.
وكانت هذه هي المرة الأولى، التي يحصل فيها أي قائد على الميدالية منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية في عام 1979.
وفي تصريح بعد وفاة سليماني، قال خامنئي: إن الانتقام القاسي ينتظر "المجرمين" الذين قتلوا.
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني: إن "رغم مراره موت اللواء قاسم سليماني، سوف يضاعف من دافع المقاومة ضد الولايات المتحدة وإسرائيل".
وقال مسؤول عراقي كبير سابق، طلب عدم الكشف عن هويته، في مقابلة معه عام 2014، إن سليماني ليس رجلًا يعمل في مكتب، إنه يذهب إلى الجبهة لتفقد القوات ومشاهدة القتال.
وكان سليماني أيضًا مسؤولًا عن جمع المعلومات الاستخبارية والعمليات العسكرية السرية التي قامت بها قوة القدس، وفي عام 2018 تحدّى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علنًا.
كما قال سليماني، وهو ينظر ويهز بأصابع اللوم في مقطع فيديو تم توزيعه: "أنا أقول لك السيد ترامب، أقول لك، أعلم أننا قريبون منك في هذا المكان ولا تعتقد أننا، وسوف تبدأ الحرب، لكننا سننهيها" مرتديًا زيه العسكري.
كما جاء سليماني بهدوء، من بدايات متواضعة، وُلد لعائلة زراعية في بلدة رابر في جنوب شرق إيران في 11 مارس 1957.
وفي الثالثة عشرة من عمره، سافر إلى مدينة كرمان وحصل على وظيفة بناء لمساعدة والده في سداد القروض، وفقًا لتقرير أول شخص من "سليماني" نشرته "ديفا برس"، وهو موقع يركز على تاريخ حرب إيران مع العراق على مدى ثماني سنوات.
وعندما بدأت ثورة الإطاحة بالشاه في عام 1978، كان سليماني يعمل في قسم المياه البلدية في كرمان ونظم مظاهرات ضد الملك.
كما تطوع للحرس الثوري، وبعد اندلاع الحرب مع العراق في عام 1980، سرعان ما ارتفع بين صفوفه وذهب لمحاربة مهربي المخدرات على الحدود مع أفغانستان.
وفي ذروة الحرب الأهلية بين المسلحين السنة والشيعة في العراق في عام 2007، اتهم الجيش الأمريكي قوة القدس بتزويد المسلحين الشيعة بالعبوات الناسفة، مما أدى إلى مقتل العديد من الجنود الأمريكيين.
كما لعب سليماني دورًا محوريًا في أمن العراق من خلال مجموعات الميليشيات المختلفة؛ حيث أرسل الجنرال ديفيد بترايوس، القائد العام للقوات الأمريكية في العراق في ذلك الوقت، رسائل إليه من خلال مسؤولين عراقيين، وفقًا لبرقية دبلوماسية نشرتها ويكيليكس.
وبعد الاستفتاء على الاستقلال في الشمال الكردي في عام 2017، أصدر سليماني تحذيرًا للزعماء الأكراد مما أدى إلى انسحاب المقاتلين من المناطق المتنازع عليها، وسمحت لقوات الحكومة المركزية بإعادة تأكيد سيطرتهم.
كما كانت زيارته لموسكو في صيف عام 2015، الخطوة الأولى في التخطيط لتدخل عسكري روسي أعاد تشكيل الحرب السورية وأقام تحالفًا روسيًا روسيًا جديدًا لدعم الأسد.
ولقد جعلته أنشطته هدفًا متكررًا للخزانة الأمريكية، وتمت الموافقة على سليماني من قبل الولايات المتحدة لدعمها لقوة القدس لحزب الله اللبناني والجماعات المسلحة الأخرى، لدوره في حملة القمع السورية ضد المتظاهرين وتورطه المزعوم في مؤامرة لاغتياله السفير السعودي في الولايات المتحدة.