"الخصوبة وعبادة الثور".. أساطير نُسجت حول شجرة عيد الميلاد
جذوع خضراء، تتدلي منها قطع الكريستال، الحلي، الذهب، الفضة، الماس، ترافقها أحلام الأطفال، أمنيات الكبار، تزاحم عليها الأجراس الذهبية، تعلوها نجمة نزلت من سماء ليلة الميلاد لتزين شجر الكريسماس في العالم أجمع.
المنازل، المدارس، المحال التجارية، الكنائس، الأطفال، الكبار، الجميع يبتهج بمجرد أن يرى شجرة الصنوبر المخروطية، تجيء إليه، يبدأ في التفائل والتمني، فالصغار يرقدون ليلتهم في إنتظار بابا نويل الذي يأتي حاملًا على كتفيه كيس الهدايا.
أما الكبار فيجهزون الهدايا للصغار، بالإضافة إلى رسائل العام الجديد، ويبيتون ليلتهم يتمنون ويأملون تحقق أحلامهم خلال العام الجديد، تداول الجميع أحداث عدة حول إرتباط شجر الصنوبر المخروطي بأعياد الميلاد.
" ليلة عيد فرح جديد والأطفال أنوعدوا بالطفل السعيد..غنيات لعب وزينات وتتزين السجرة للميلاد السعيد"، كلمات تغنت بها صوت فلسطين، فيروز، في أغنيتها "بدي خبركن" التي تحكي عن أطفال فقراء لا يقدرون على شراء شجرة الميلاج وزينتها، إلا أن العصافير، والورود الملونة، زينت شجرة صنوبر الموجوده في باحة منزلهم، بعد أن صلوا لله، في التقرير التالي، ترصد الفجر عددًا من الأساطير، والخرافات التي تم تداولها حول شجرة الميلاد.
قبائل تعبد الثور
قبائل وثنية، تعبد "الثور" في القرون الوسطي، في غابات ألمانيا الصنوبرية، كانت تتعبد إلى إلهها من خلال تزين غابات الصنوبر التي تحافظ على لونها الأخضر طوال العام، يقومون بتزين الحديقة بأكملها وكافة أشجارها، حتى تأتي موجه الرعد عليها، فتقوم القبيلة بتقديم ذبيحة بشرية كقربان للإله.
" بونيفاسيوس"، قديس هبط مبشرًا إلى ألمانيا، وما أن رأى تلك القبيلة تهم بذبح أحد أطفالها، حتى هاجمهم، وقطع الشجرة ونقلها إلى منزله وزينها، وأستبدل الفأس الذي كان يوضع على رأسها، بالنجمة الذهبية.
في عام 1840مـ، بدأت قصة أكبر شجرة ميلاد في التاريخ، والتي كانت من ضم ممتلكات قصر الملكة فيكتوريا، والتي كانت مزينه بقطع من اللؤلؤء والزمرد، والأحجار الكريمة، بالإضافة إلى قطع الماس، الذهب، قيل أنها أول شجرة ميلاد في التاريخ، إلا أن التاريخ لم يستطع إثبات هذا الأمر.
أسطورة الخضرة
الأخضر دائمًا ينم على الخصوبة، هذه كانت الأسطورة التي رددت في إنجلترا، بالقرن العاشر الميلادي، فأعادوا تزين شجر الصنوبر خصيصًا لأنه دائم الخضار في كافة المواسم، فلا يذبل في الخريف، ولا تتساقط أوراقه في الشتاء، وأنما يظل محافظًا على شكله المخروطي.
شجرة الحياة
" شجرة الحياة" كلمات رددت في سفر التكوين، التي أعتبرت رمزًا للحياة والنور في الكون، هكذا كان معتقد فرنسا بشكل عام، ومنطقة الألزاس بشكل خاص، لذلك حافظ الفرنسيون على تزين شجر الصنوبر المخروطي، حفاظًا على الحياة والنور.