"عُذب وأجبر على لحس الكاوتش".. تفاصيل مرعبة في مقتل الطفل "مروان".. (صور)
"أب بلا قلب".. صفة يصعب تواجدها في قلب إنسان تجرد من كل صفات الإنسانية في تعامله مع أولاده، حيث انقلبت الموازين، عندما قرر "أحمد.ص" صاحب الـ33 عامًا، استخدام القسوة ليأخذ أولاده من زوجته الأولى بعد الانفصال، ليتركهم لزوجته الثانية، التي مارست الوحشية في أقسى صورها، لتتفنن في تعذيبهم وضربهم وإذلالهم، حتى لفظ "مروان" أبن الـ3 سنوات أنفاسه الأخيرة بين يديها، لا حولة له ولا قوة، غير قادر على الكلام ليعبر عن ما يتعرض له، من سادية ووحشية، لتنطلق روحها إلى بارئها ملاكًا لم يتذوق من طعم الدنيا سوى المرار، بعيدًا عن حضن الأم، دون حنان أب، في قبضة وحشية لإمرأة فولاذية.
داخل قرية بسيطة بمركز منشأة القناطر، بدأت رحلة عذاب الأطفال الثلاثة ومن بينهم الصغير "مروان" الذي قُتل على إيدى زوجة والده، انتقلت "الفجر" لمكان الواقعة لكشف الستار عن الحقيقة الأليمة التي عاشها الأطفال وحرمانهم من والدتهم
البداية: 3 أولاد وخلافات وطلاق
بداخل منزل بسيط، تجلس السيدة "منال.ع" صاحبة الـ28 عامًا، على سريرها بعد أن أسدل الليل ستار الحزن على حياتها، لم تكن تتوقع أن الوحشية مهما بلغت ستمنعها رؤية إبنها الصغير "مروان" أثناء دفنه، الحزن يملأ أعينها والدموع تنهمر وبصوت شاحب، بدأت تتحدث عن أقسى اللحظات التي مرت بها، قائلة: " تزوجت من أحمد _يعمل مزارع_ منذ 9 أعوام، وانجبنا 3 أطفال وهم عمر 10 أعوام، وسلمى 5 أعوام، والأخير مروان 3 أعوام، كانت حياتنا بسيطة يملأها المحبة، وسرعان ما بدأت تدب الخلافات الأسرية وتدخل أشقائه المستمر في حياتنا، وطالبته مرارا وتكرارا أن تصبح حياتنا مستقلة عن أي شخص، ومن هنا بدأت الخلافات تزداد يومًا تلو الآخر، وفي أوقات آخرى كنت اتعرض للضرب، ولكن كنت اتحمل لأجل أولادى، ولكن زاد الوضع سوءًا، الإ أن قررنا الانفصال".
طلقني وتزوج بعدها بأسبوع وحرمني من أولادي
بأنفاس تحبسها الدموع، وقلة حيلة، وحرقة قلب، قالت الزوجة: "طلقني ثم تزوج بعد أسبوع وأخذ أولادي بالقوة، حاولت معه أنا وأسرتى أن يبقى أولادى معى، لكنه قرر أن يسلمهم إلى زوجته الجديدة "دعاء.س"، وعندما حاولت استردادهم رفض هو وعائلته، قائلًا: أولادى مش هيبقوا مع حد ، مش بنسيب عيالنا مع حد، وكنت بشوفهم مرة في الأسبوع"، متابعة: "كنت حينها أظن أن أطفالى ينعمون بحياة سعيدة مع والدهم وزوجته، ولم أعلم أن مصيرهم سيكون العذاب والموت".
التقطت الأم الملكومة نفسًا عميقًا وجففت دموعها، في محاولة لإظهار التماسك، مستكملة حديثها لـ"الفجر": "كنت بشوف أولادى مرة في الأسبوع، وكان يبدو عليهم أثار كدمات وضرب، ففهمت وقتها أنهم يتعرضون للتعذيب، بدأت فقررت شكواه لعائلته، لينفي ما حدث مبررًا أن الكدمات "شقاوة عيال"، ورفض ضم الأطفال لحضانتي.
إبنك مات
"كان يوم صعب ومكالمة مفاجئة"، وتابعت "منال" حديثها، قائلة،" يوم الواقعة، الخميس الماضي بعد العصر جائتني مكالمة من شقيقتي، إن ابنى مروان توفى، لإصابته بنزلة برد والتهابات، ذهبت مسرعة أنا وإخوتى لمنزل زوجي، فوجدتهم يدفنون فلذة كبدي، حاولنا معرفة الأسبابـ فقالوا إن نزلة برد أودت بحياته، فأغميت على الحال، وتم نقلي للمستفشى".
وقع واتخبط قبل مايجيله نزله برد
وقع واتخبط قبل مايجيله نزله برد
لاحظ أحد أخوتى أثار كدمات على جثمان مروان، وبرر له طليقي أنه وقع أرضا واتخبط قبل مايجيله نزلة البرد، وبالفعل صدقنا الكلام ولم يدخل الشك قلوبنا، ودفن إبنى دون أن أراه بسبب صدمتى ودخولى المستشفى".
شقيق مروان يكشف المستور
"ماما مش هسيب حق أخويا".. كانت الكلمات الأولى للطفل الصغير "عمر" صاحب الـ10 أعوام، وبسؤال الأم عن سبب حديثه، قال لها: "زوجة بابا هي اللي موتته"، وتقول الأم: "كنت أظنه كلام عيال، حتى بدأ والدي وأخوتى يستمعوا له، وبالفعل بدأت الشكوك التي بداخلنا تصدق، بعد أن قال عمر:" ياماما يوم الأربعاء رجعت من درس الكتاب لقيت مروان عامل على نفسه، راحت زوجة بابا مسكته ضربته بالشبشب على خده ورفعته لفوق بيديها ووقعته على الأرض رأسه اتخبطت، وبدأ ينزف من فمه وودانه ورأسه، وكان وقتها بابا مش موجود، أخدنا "مروان" للدكتور وقالها "حصله نزيف إداله حقنة يوقف بيها النزيف وقالها إطلعى بيه لمستشفى أبو رواش وإعملي أشعة عشان تلحقوه، ساعتها رجعنا البيت ومعملناش حاجة، وسابت مروان على السرير وراحت ندهت بابا، وجه وزعق لأختى "سلمى" ليه مغيرتيش لأخوكى عشان ماتضربهوش"، حيث قالت لوالدها والرعب يدب قلبها: "ملحقتش يابابا كان بيموت".
كان بيطلع في الروح وبابا سابه ونام
كشفت "سلمى بنت" الـ 5 أعوام تفاصيل زامنتها في ساعات شقيقها الأخيرة: "كان مروان مرمي على السرير وقاعدة جنبه أنا وأخويا وكان بيطلع في النفس ومحدش بيعمله حاجة، وبابا ساعتها قال بكرة نوديه المستشفى، وتاني يوم الخميس بابا راح الشغل وسابها هي توديه للدكتور تاني يوم، وقالولها إطلعى بيه على أي مستشفى الولد بيموت، ورجعنا البيت، وبعدها ماشوفتش مروان أخويا تاني" وتستكمل الأم:"أول ماسمعت الكلام دا، أخذت أولادي وذهبت لمركز الشرطة لأقدم بلاغ".
مروان وسلمى: بتضربنا وتخنقنا.. وبابا بيخلينا نلحس الكاوتش
"كانت بتضربنا وتخنقنا من رقبتنا".. الطفلين "عمر وسلمى" استرجعا رحلة عذابهما مع زوجة والدهم، يقول "عمر"،" كان عندها إبن تاني من زوجها الأول وكان معايا في المدرسة وكانت دايمًا بتبعت معايا مصروفه لأنه عايش مع باباه 2 جنيه وأنا أخذ جنيه، مرة أخذت جنيه من الـ2 جنيه اللي بعتهومله وهي عرفت، رجعت البيت ضربتني وخنقتني من زوري ورمتني على الأرض وزقتني برجليها، وفي مرة تانية كنت لقيت قلم في الشارع افتكرت أني سارقه راحت ضربتني وخنقتني وقرصتني في رجلى وقعدت على بطني وراحت قالت لبابا وأنا مكنتش عملت كدا، راح بابا ضربني، وخلاني الحس كوتش الموتسيكل بتاعه".
وبوجه ملائكي تقص سلمى كيف عاشت حياة أليمة مع زوجة والدها، قائلة،:" كانت بتخليني أكنس وأغسل المواعين وأغير لأخويا مروان لما يعمل حمام على نفسه، وكانت بتقرصني وتضربني بالقلم على وشي".
تختتم الأم "منال" قائلة، "ولادي عاشوا حياة صعبة وابنى مات بسبب الست دي وجوزي اللي وافق وشاف كل العذاب اللي شافوه ولادي، مطالبة من الله أن يأخذ عقابهم ويأخذوا أكثر عقوبة".
تحقيقات النيابة
وقرر قاضي المعارضات، بمحكمة شمال الجيزة، استمرار حبس سيدة وزوجها، 15 يوما على ذمة التحقيقات، لقتلها طفل (من زوجة أخرى)، والذي يبلغ من العمر 3 سنوات، ودفنه بدون تصريح بمساعدة أبيه في منشأة القناطر.
وكشفت تحقيقات نيابة كرداسة، بشمال الجيزة، في واقعة مقتل طفل يبلغ من العمر 3 سنوات، إثر تعذيبه على يد زوجة والده، بمنطقة منشأة القناطر، أن زوجة والد الطفل اعتدت عليه، لتبوله على نفسه كنوع من التأديب، وأثناء ذلك قامت بضربه حتى سقط على الأرض، وارتطمت رأسه وأصيب بنزيف داخلي حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، فقامت الزوجة ووالد الطفل بدفنه دون تصريح بمساعدة والده، خوفًا من المساءلة القانونية.
وكشفت تحقيقات نيابة كرداسة، بشمال الجيزة، في واقعة مقتل طفل يبلغ من العمر 3 سنوات، إثر تعذيبه على يد زوجة والده، بمنطقة منشأة القناطر، أن زوجة والد الطفل اعتدت عليه، لتبوله على نفسه كنوع من التأديب، وأثناء ذلك قامت بضربه حتى سقط على الأرض، وارتطمت رأسه وأصيب بنزيف داخلي حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، فقامت الزوجة ووالد الطفل بدفنه دون تصريح بمساعدة والده، خوفًا من المساءلة القانونية.
وعندما قامت والدة الطفل بالسؤال عنه لرؤيته وعدم رجوع الطفل شككت في الأمر، وعلى الفور قدمت بلاغ ضدهما.
وبمواجهة زوجة والد الطفل، اعترفت بارتكاب الواقعة وأنها لا تقصد قتله، وأنه مجرد تأديب، وإنها كانت تعامله بطيبة طول فترة إقامته برفقتها هي ووالده.
وأمرت النيابة، في وقت سابق باستخراج جثة الطفل الذي قتل على يد زوجة والده، لانتداب الطب الشرعي، للتشريح للوقوف على ظروف الواقعة وملابساتها.
وألقت مباحث الجيزة القبض على ربة منزل لاتهامها بقتل ابن زوجها البالغ من العمر 3 سنوات، كما تم القبض على والد الطفل لتستره على الجريمة، وحرر محضر بالواقعة، وتولت النيابة التحقيق.