اسعار النفط تقفز بعد توصل السعودية وروسيا لتعميق اتفاق خفض الإنتاج
قادت السعودية وروسيا اتفاقا يوم الجمعة تلتزم بموجبه أوبك وحلفاؤها ببعض من أكبر تخفيضات إنتاج النفط في العقد الحالي سعيا إلى تفادي فائض في المعروض ودعم الأسعار.
اتفقت المجموعة التي تضم أكثر من 20 منتجا على
تخفيضات إضافية بواقع 500 ألف برميل يوميا في الربع الأول من 2020، وهو ما يرفع
مجمل التخفيضات إلى 1.7 مليون برميل يوميا أو ما يعادل 1.7 بالمئة من الطلب
العالمي.
وصعدت عقود برنت اثنين بالمئة إلى أكثر من 64 دولارا للبرميل بعد أن
قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان إن التخفيضات الفعلية قد تصل
إلى 2.1 مليون برميل يوميا، إذ أن السعودية ستواصل خفضا يفوق حصتها.
وقالت أمريتا سين المؤسسة الشريكة في إنرجي أسبكتس ”لم يكن الهدف
السعودي بالضرورة دفع أسعار النفط للارتفاع بشكل كبير، لكن بالأحرى، بُعيد الطرح
العام الأولي لأرامكو، وضع أرضية راسخة تحتها خلال الربع الأول لكبح أي ضعف موسمي“.
وتضخ أوبك ومنتجون متحالفون معها، في إطار المجموعة التي يطلق عليها
أوبك+، ما يزيد عن 40 بالمئة من النفط العالمي.
وقال مصدر إنه بموجب الاتفاق الجديد، ستتحمل أوبك 372 ألف
برميل يوميا من التخفيضات الجديدة ويتحمل منتجون من خارج المنظمة 131 ألف برميل
يوميا إضافية.
وقال جار روس مؤسس بلاك جولد إنفستورز ”أفضل نتيجة كان يمكنك توقعها.
تضع أرضية تحت الأسعار عند 60 دولارا لبرنت لكننا لا نزال على الأرجح في نطاق
60-65 دولار لبرنت حتى يتحسن الاقتصاد العالمي ومن ثم يمكن أن نرى برنت بين 65
دولارا و70 دولارا في الربع الثاني“.
وستزيد أوبك+ التخفيضات في الشهور الثلاثة الأولى من 2020، وهي فترة
أقصر من تصورين أحدهما ستة أشهر والآخر 12 شهرا، كان يطمح إليهما بعض منتجي أوبك.
وتعوض التخفيضات زيادة متوقعة من دول ليست ضمن أوبك+، بما في ذلك
المنتج الكبير الولايات المتحدة.
تشارك 11 من الدول الأعضاء في أوبك البالغ عددها 14 في تخفيضات
الإنتاج. وإيران وليبيا وفنزويلا معفاة.
وتضم أوبك+ روسيا وتسع دول أخرى هي أذربيجان والبحرين وبروناي
وقازاخستان وماليزيا والمكسيك وسلطنة عمان وجنوب السودان والسودان.
وقال الأمير عبد العزيز إن السعودية ستواصل خفض 400 ألف برميل يوميا دون المستوى المحدد لها وإن سقفها الجديد سيكون 9.744 مليون برميل يوميا.
وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إن السقف الجديد لإنتاج روسيا
هو 10.398 مليون برميل يوميا بدون المكثفات وإن حصتها في التخفيضات تبقى بدون
تغيير عند 228 ألف برميل يوميا.
وتحتاج السعودية إلى أسعار لا تقل عن 80 دولارا للبرميل لتحقيق
التوازن في ميزانيتها، وهو ما يزيد كثيرا عن معظم منتجي النفط الآخرين، كما تحتاج
إلى دعم الطرح العام الأولي لشركتها النفطية الوطنية العملاقة أرامكو السعودية.
ومن المتوقع بدء تداول أسهم أرامكو هذا الشهر عقب تسعير يوم الخميس
جعل من طرحها العام الأولي الأكبر في العالم.