"بعد استشهاد العشرات وقيادي بارز".. الفلسطينيون يستأنفون "مسيرات العودة" لكسر "الاحتلال"
وسط دعوات إسرائيلية باستهداف الفلسطينيين المشاركين في مسيرات العودة وكسر الحصار شرق غزة، خرج الفلسطينيون اليوم الجمعة، لاستكمال مسيرتهم، والتي توقفت 3 أسابيع، وذلك على خلفية التصعيد في غزة بعد اغتيال قيادي بارز في حركة الجهاد، في الوقت نفسه طالبت الرئاسة الفلسطينية المجتمع الدولي بإعلاء صوته، واتخاذ المواقف اللازمة لـ"حماية ما تبقى من عملية السلام، وإجبار حكومة الاحتلال على وقف انتهاكاتها المتواصلة بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
إسرائيل: المسيرات فوضى وأعمال عنف
من جهته، وصف الكولونيل إياد سرحان، قائد مديرية التنسيق والارتباط الإسرائيلي، في كلمة بثها التليفزيون الإسرائيلي، المسيرة بأنها "فوضى وأعمال عنف"، وهدد المشاركين فيها بالاستهداف.
وكما توجه لأهالي غزة بقوله: "أدعوكم لعدم العودة لطريق العنف وعدم المشاركة في أعمال الشغب والمظاهرات قرب السياج"، وهدد بأن "كل من سيقترب من السياج يعرض نفسه للإصابة وسيدفع ثمنا باهظا نتيجة قراراته الخاطئة".
وأضاف: "لا تقتربوا من السياج وابقوا في أماكن آمنة بعيدة عنه"، معتبرا أن الوجود في المنطقة الحدودية خطر، مشيرا إلى أن القوات الإسرائيلية منتشرة على طول الشريط الحدودي و"تستهدف كل من يقوم بأي عمل يخل بالنظام العام أو أي محاولة للمس بالسياج".
مسيرة العودة سلمية
من جانبها، حذرت الهيئة العليا لمسيرات "العودة وكسر الحصار"، الاحتلال الإسرائيلي من محاولات استهداف المسيرات، قائلة: "تنطلق مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار مجددًا، اليوم، على حدود قطاع غزة، بعد توقف دام ثلاثة أسابيع متتالية"، داعية جماهير الشعب الفلسطيني إلى المشاركة الواسعة في جمعة تحت اسم "المسيرة مستمرة".
كما طالبت المشاركين في المسيرات بتفويت الفرصة على الاحتلال الإسرائيلي، محذرة من أي محاولات لاستهداف المسيرة، مؤكدة استمرار المسيرات بطابعها الشعبي وأدواتها السلمية، باعتبارها محطة كفاحية من محطات النضال الفلسطيني المتواصل حتى تحقيق الانتصار برحيل الاحتلال.
الرئاسية الفلسطينية تدعو لحماية "ما تبقى من عملية السلام"
ومن جانبها، نددت الرئاسة الفلسطينية، باعتقال إسرائيل طواقم تليفزيون فلسطين الحكومي العاملة في القدس اليوم الجمعة، واعتبرته "جزء من مخطط فرض السيطرة" على المدينة المقدسة.
وذكرت الرئاسة، في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، أن "هذه الانتهاكات ما كانت لتتم، لولا التشجيع الذي أخذته الحكومة الإسرائيلية من الإدارة الأمريكية، التي نقلت سفارتها إلى القدس، واعتبرتها عاصمة دولة إسرائيل"، مطالبة المجتمع الدولي بإعلاء صوته، واتخاذ المواقف اللازمة لـ"حماية ما تبقى من عملية السلام، وإجبار حكومة الاحتلال على وقف انتهاكاتها المتواصلة بحق أبناء الشعب الفلسطيني وتحديدا في مدينة القدس المحتلة".
وأدانت نقابة الصحفيين الفلسطينيين، اعتقال إسرائيل طاقم مكتب تليفزيون فلسطين الحكومي في القدس، مؤكدة أنها "ماضية في إجراءاتها القانونية بالقضاء الدولي ضد سلطات الاحتلال وجرائمه بحق الإعلام الفلسطيني".
وكما نددت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الحكومية الفلسطينية، باعتقال إسرائيل طواقمها اليوم الجمعة في شرق القدس ومصادرة معدات العمل الخاصة بها.
وقال بيان صادر عن الهيئة إنه تم اعتقال مراسلة تلفزيون فلسطين ومقدمة برنامج محلي واثنين من المصورين من موقعين مختلفين في شرق القدس خلال عملهم الصحفي.
لماذا توقفت المسيرات 3 أسابيع؟
وكانت قد توقفت المسيرات 3 أسابيع متتالية، بقرار من الهيئة العليا في ظل ما سمته "الأوضاع الأمنية الخطيرة"، وتفويت الفرصة على إسرائيل لاستهداف المشاركين.
ويشارك فلسطينيون، منذ مارس 2018، في مسيرات العودة، قرب السياج الفاصل بين شرقي غزة وإسرائيل، للمطالبة بعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم، ورفع الحصار عن القطاع.
ويقوم جيش الاحتلال الإسرائيلي بقمع تلك المسيرات السلمية بعنف، ما أسفر عن استشهاد عشرات الفلسطينيين، وإصابة آلاف آخرين بجروح مختلفة.